hit counter script

مقالات مختارة - طارق ترشيشي

إنفتاح سعودي بدأ بمراد... وميقاتي قريباً

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 01:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع


توقفت الأوساط السياسية قبل أيام عند زيارة رئيس حزب «الاتحاد»، وأحد أركان فريق 8 آذار الوزير السابق عبد الرحيم مراد للمملكة العربية السعودية، وانطلق البعض في تحليلات متناقضة حول أبعادها والخلفيات.
ذهب بعض هذه التحليلات الى حدِّ اعتبارهذه الزيارة مؤشراً الى تغيير في الخيارات السياسية لدى مراد، وهو أبرز القيادات الإسلامية السنّية في الفريق الذي ينتمي إليه.

يقول مصدرٌ اطّلع على أجواء هذه الزيارة إنها حصلت في ظلّ معلومات منقولة عن أوساط سياسية سعودية تفيد أنّ الرياض في ظلّ عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قرّرت الانفتاحَ على كلّ القيادات السياسية السنّية في لبنان وأنْ لا يبقى هذا الانفتاح مقتصراً على القيادات التي تؤيّدها فقط.

كذلك صادف أنّ هذه الزيارة جاءت بعد مواقف صدرت عن مراد ومنها قوله تعليقاً على الأزمة اليمينة: «إنّ المملكة العربية السعودية ترى أنّ أمن اليمن من أمن السعودية وهي مُحِقة في ذلك». وكذلك رفضه تسييس حادثة الحجاج في منى التي حصلت في موسم الحج الماضي، وقد لاقت هذه المواقف استحساناً ملحوظاً لدى القيادة السعودية لم يخفه أمامه الذين التقاهم في الرياض وهم مسؤولون قريبون من العائلة المالكة،

حيث استمعوا الى وجهة نظره حول قضايا لبنان والمنطقة، مثمّنين موقفه من الأزمة اليمَنية، ومؤكّدين رغبتهم بالانفتاح عليه وعلى بقية القيادات اللبنانية السنّية من الرئيس نجيب ميقاتي الى الوزير السابق فيصل كرامي وآخرين وينتظر أن يكون للمسؤولين السعوديين لقاءات قريبة مع ميقاتي وكرامي وغيرهما، وذلك في موازاة العلاقة التي تربطهم ببقية القيادات المؤيّدة للمملكة وسياساتها في لبنان والمنطقة.

وصادف زيارة مراد للسعودية أيضاً انعقاد القمة العربية ـ الأميركية اللاتينية في الرياض، وكانت بين أعضاء الوفد البرازيلي شخصية تربطها به صداقة متينة، وقد التقاها على هامش القمّة. ونوّه مراد بهذا الملتقى، وأكد «أنّ فيه فائدة كبيرة للسعودية وبقية الدول العربية في ظلّ الظروف التي تمرّ بها المنطقة».

وخلال هذه اللقاءات، ولا سيما منها لقاءاته مع المسؤولين السعوديين، عبّر مراد عن مواقفه وثوابته القومية ونظرته الى حال التفكك التي تعيشها الأمة العربية وسبل الخروج منها الى آفاق الوحدة والتضامن، إذ لديه في هذا المجال نظرية سياسية يردّدها دوماً ويرى فيها السبيل الناجع لخروج الأمّة من هذه الحال، وتقضي بحصول تضامن، بين السعوديّة عاصمة الراشدين ودمشق عاصمة الأمويين وبغداد عاصمة العباسيين والقاهرة عاصمة الأيوبيين، إذ إنّ هذه العواصم ـ الدول العربية الأربع تشكل العمود الفقري لأيّ تضامن عربي، بل لإنقاذ المستقبل العربي. ويعتبر مراد أنّ مصر تشكل رأسَ هذا العمود العربي فيما رأسه الإسلامي موجود في السعودية لما تحتضنه من مقدّسات إسلامية كبرى (بيت الله الحرام في مكة المكرمة،

وقبر النبي محمد في المدينة المنوَّرة) وأما سوريا والعراق فتشكلان «قلب الأمة النابض». ويقول «إنّ تضامن هذه الدول الأربع بعضها مع بعض يمكن أن يكون الأمل لهذه الأمة في أن يكون لها مكانٌ تحت شمس الغد».

وسمع مراد من محدّثيه السعوديين استياءً واستنكاراً للانتقادات والهجمات السياسية والشتائم التي تتعرّض لها المملكة وقيادتها في لبنان، فردّ عليهم مؤكداً أنّ علاقات لبنان يجب أن تكون جيدة مع المملكة وجميع الدول العربية، وأن تكون هذه العلاقات مميَّزة بينه وبين سوريا حسب ما ينصّ «اتفاق الطائف» الذي رعته القيادة السعودية عام 1989 من القرن الماضي وأنهى الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975 ودامت 17 عاماً.
 

  • شارك الخبر