hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - رفيق خوري

حرب محدودة وتسوية غير ناضجة

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 01:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الانوار

تعددت الرهانات واللعبة واحدة: نهاية سياسية لحرب سوريا. والكل يوحي انه يلعب ورقة فيينا - ٢ التي سجلت فوقها ١٧ دولة خارطة طريق لمرحلة انتقالية نحو حلّ سياسي على مدى ١٨ شهراً. وهي بالطبع الورقة الوريثة لورقة جنيف - ١ عام ٢٠١٢ التي فشل التفاوض حولها في جنيف - ٢ عبر الموفد الدولي برعاية الروس والأميركان قبل ان تحترق أطرافها بنيران المعارك على الأرض والرهانات على حلّ عسكري.

 

والمشهد سوريالي في تراجيديا إغريقية أبطالها كثيرون والضحية هي الشعب السوري. واشنطن تلعبها باردة وتنتظر. موسكو تلعبها حارة وعينها على الساعة. الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا يغربل لوائح المعارضين المقدمة من عواصم اقليمية ودولية للتفاهم بين الأمم المتحدة وتلك العواصم على أسماء وفد موحّد يفاوض وفد النظام في بدايات العام المقبل. ودمشق تضع الورقة عملياً على الرف، ان لم يكن في سلّة المهملات، لأن الأولوية للحرب على الارهاب.
تنظيم السير في الأجواء السورية كامل، بحيث تتناوب الطائرات الروسية والفرنسية والأميركية على قصف أهداف كثيرة تحت عنوان داعش، وتستمر طائرات النظام في إلقاء البراميل المتفجرة، ويبقى مكان لطائرات اسرائيلية تقصف ما تقول انها أسلحة معدة للنقل من سوريا الى لبنان لحساب حزب الله. وكل هذا القصف المصحوب بالبيانات العسكرية والصور وخطابات الرؤساء والوزراء لم يدفع داعش الى مغادرة الأرض، ولا منعه من ارسال الانتحاريين لتفجير أنفسهم بالمدنيين في بيروت وباريس وتونس وزرع قنبلة في الطائرة الروسية، ولا بدا ابو بكر البغدادي مهتماً باعلان اي شيء، كأنه غير عابئ بكل ما يحدث أو كأنه مطمئن الى أن القصف يزيد أعداد الشبان الذين يبايعونه ويصيرون جند الخلافة.
ذلك ان الرئيس باراك اوباما يراهن على انتظار بضعة اشهر لكي يدرك الروس والايرانيون وبعض اعضاء الحكومة السورية والنخبة الحاكمة بأنه لا نهاية للحرب ولا تسوية سياسية مع بقاء الأسد. ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرى ان التهديدات الارهابية المتفاقمة لا تدع مجالاً للمطالبة بتغيير السلطة، وخصوصاً في سوريا، بذريعة تضافر الجهود لمكافحة الارهاب، ويراهن على ادراك زعماء الغرب ان فرص التجاوب مع مطالب كهذه أصبحت معدومة. والرئيس بشار الاسد يقول انه ليس من المجدي تحديد جدول زمني للمرحلة الانتقالية قبل إلحاق الهزيمة بالارهاب، اذ لا يمكن تحقيق أي شيء سياسي في وقت يستولي الارهابيون على العديد من المناطق في سوريا.
ولا أحد يعرف الى ماذا تنتهي هذه الرهانات. لكن الواضح ان الحرب على داعش ليست بالحجم المطلوب لهزيمته، وظروف الحل السياسي ليست ناضجة بعد.

  • شارك الخبر