hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - نور نعمه

الاميركيّون جلبوا عدوى «القاعدة» الى المنطقة

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 01:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

ضمن «الحملة على الارهاب» غزت الولايات المتحدة افغانستان لتدمر تنظيم «القاعدة» الذي كان سابقا اداة في يدها لمحاربة الاتحاد السوفياتي، ثم انتقلت الى العراق لتنقل عدوى الانتحاريين اليه ولتنقل معها عدوى السلفيين الجهاديين المتشددين ليفجروا اماكن عدة في بغداد وفي مناطق عراقية اخرى. وهذه العدوى وصلت ايضا الى لبنان والان الى سوريا بظهور تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» اللذان خلقا من رحم القاعدة واللذان يمتلكان ايديولوجية متشابهة ولو اختلفت السبل لتحقيقها.
الارباك الاميركي في افغانستان والفشل الذريع للادارة الاميركية في العراق جعلا مرض المتشددين والاصوليين يتفشى في لبنان وسوريا وتونس وليبيا والاردن اي بمعنى اخر في كل المنطقة العربية.
والان المضحك ان واشنطن جاءت لتقاتل «داعش» في سوريا والعراق بعد ان هيأت الظروف لان تصبح ارض سوريا والعراق والمنطقة باسرها ارضاً خصبة للارهاب. بيد ان الاميركيين بدلا من ان يعاودوا التفكير في سياساتهم، اختاروا السياسة الهمجية مرة اخرى ربما عن سابق تصور وتصميم وربما عن غباء وعدم معرفة عميقة ووثيقة عن اوضاع المنطقة. فهم يريدون من الرئيس بشار الاسد ان يرحل انما في الواقع لم يتبين انهم عملوا على تسليح المعارضة المعتدلة لتقف بوجه الرئىس الاسد فكانت تصريحات الاميركيين كلاما بكلام للمعارضة حتى ظهر «تنظيم الدولة الاسلامية» الذي نشر ارهابه على الاراضي التي سيطر عليها وفي الوقت عينه طال ارهابه دولاً اخرى وعواصم اخرى بتفجيرات وباعمال وحشية اخرها الاعتداءات على باريس.
اينما ذهب الجنود الاميركيون المدعومون من ادارتهم في واشنطن يجلبون الخراب ويجذبون «القاعدة» اذ دخلوا العراق فحولوه الى ارض قتل ودمار وفوضى واعطوا فرصة ذهبية لـ«القاعدة» بان تتغلغل في الارض العراقية لتقوم بمسلسل اعمال ارهابية ولتبتلع منطقة الموصل بواسطة «داعش» بانقلاب عسكري بين ليلة وضحاها. وفي ليبيا، لم يتوقفوا للحظة لمعرفة خطورة الوضع في هذه البلاد فتركوا الشعب الليبي يفجّر غضبه في الشوارع ويقتل الرئيس معمر القذافي بطريقة وحشية دون اللجوء الى محاكمة ديمقراطية رغم ان رأينا بالقذافي لا يتغير وهو انه قاتل وسفاح لكن ذلك لا يبرر قتله بهذه الطريقة ولا يبرر ترك القبائل الليبية تفعل ما تشاء ولا يبرر اشعال نار الفتنة وتعميم جو من الفوضى في البلاد. كل ذلك حصل تحت اعين الاميركيين الذين لم يحركوا ساكنا لضبط الامور متغافلين عن خطورة الامر في ليبيا الى ان اغتيل سفيرهم فادركوا سياستهم الخاطئة بعدما ذاقوا لوعة خسارة سفيرهم.
وفي سوريا، وبسبب سياسة واشنطن غير الواضحة استفحل «داعش» في الاراضي السورية وقتل الاشوريين والاكراد ودمر حضارات عريقة بعد ان قتل ايضا المسيحيين والازيديين والسنّة المعتدلين في العراق. ولذلك رأى «داعش» ان اميركا تغض النظر عن افعاله السفاحة بقتل الجماعات التي ذكرناها وانها لا تقاتله بشكل فعال فازداد غرورا وبات يهددها بتفجيرات في عقر دارها.
ان منطقتنا يكفيها امراضها الطائفية والعرقية والمذهبية ويكفيها عدم احترام حقوق الانسان والتمييز بين المواطنين والحروب المزمنة واهمها الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي انما وباء الارهاب فهو نتيجة سياسة اميركا في الشرق الاوسط التي لم ولن تفهم واقع منطقتنا.
رحمة بشعوبنا وبدماء اطفالنا ونسائنا ورجالنا، لا بد من ان تعيد واشنطن حساباتها هذا اذا كانت لم تدرك بعد خطورة خطواتها في سوريا والعراق ولبنان و...

  • شارك الخبر