hit counter script

الحدث - حســـن ســـــعد

ماذا يعني "استقلال حقيقي"؟

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 00:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كما في كل ذكرى استقلال يتهافت معظم ساسة البلد على المنابر المكتوبة والمرئية والمسموعة لتفريغ براميل المشاعر "الوطنية" الإنشائية "المُعتقة" في أقبية المصالح الطائفية والسياسية، والناطقة بلغة لا ترجمة ملموسة لها على أرض الواقع، بل ربما لم تعرفها القواميس البشرية.
إلا أنه، وبمناسبة ذكرى الاستقلال الـ 72، كان التهافت مختلفاً هذه المرّة، حيث قدّمت مجموعات الحراك المدني عرضاً "استقلالياً" شعبياً، وكان لافتاً أن مِن بينهم مَن رفع وتبنّى شعار "الاستقلال الحقيقي" بل وهدّد به. ما يدفع إلى طرح الأسئلة التالية: ما هو تعريف هؤلاء لـ"الاستقلال" أولاً ولـ"الحقيقي" ثانياً، وماذا يعني عملياً، ولماذا التشكيك بالاستقلال الرسمي، ولماذا إهمال فرصة "التغيير" بواسطة الضغط لإقرار قانون انتخاب جديد يُتيح محاسبة الفاسدين وإزالة الروائح السياسية وإدخال جيل الشباب إلى حلبة النفوذ السياسي لقيادة عملية تحقيق "التغيير المنشود والآمن"، بدلاً من كل هذا الضجيج؟
وإذا كانت "حقيقة الاستقلال" لا تتجسّد إلا بالتحرّر من حالة ما، كما حصل في 22 تشرين الثاني 1943 يوم نال لبنان استقلاله الأول عن الانتداب الفرنسي، وما تلاه من استقلال ثانٍ عن الوصاية السورية في العام 2005 - وإن كان الاستقلالان لم يصبحا حقيقيين ولا ناجزين حتى الآن - فهناك أسئلة إضافية يجب أن تُطرح: عمّن يريد مخترعو شعار "الاستقلال الحقيقي" أن يستقلّوا، وكيف لهذا "الاستقلال" أن يتجسّد كي يكون "حقيقياً"؟ وهل بين مجموعات الحراك المدني من يسعى إلى التحرّر من "السلطة" وبالتالي ممن يتولاها من قوى سياسية وطائفية ومن تمثل من دون أن يعي إلى أين سيذهب بالبلد وأهله؟
إن العقول الباردة والمنفتحة هي الأقدر على إحداث التغيير، بينما الرؤوس الحامية لن تنتج إلا المُشاغَبة المحدودة أمام هذه "السلطة" التي تحكم لبنان.

  • شارك الخبر