hit counter script

الحدث - جورج غرّة

عن أيّ استقلال تتحدّثون...؟ الرجاء الإجابة على هذه الأسئلة

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 00:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كلمة "استقلال" تعني، عبرَ البحث عنها على "غوغل" التالي: "تحَرُّر شعبٍ ما مِن نير الاحتلال بالقوَّة المسلّحة أو بأيّ وسيلة أُخرى. فإذا كانَ هذا الاستقلال مشروطاً، فهذا يُعَبَّر عنهُ بـ"شبه الاستقلال"، لا الاستقلال الكامل.

وكثيراً ما يخلط البعض بينَ الاستقلال والانقسام الطائفيّ في دولةٍ ما، وهذا ما تجهد مُنظّمات الأمم المتّحدة إلى تغييره وخَلق مناخٍ جديد من التسامح بينَ الطوائف والشعوب لإزالة أيّ إمكان لنُشوب نزاعاتٍ مسلّحة.

لأنَّ نشوبَ أيّ نزاعٍ مسلّح سيؤدّي إلى تدخُّل قوى أجنبيّة، أي عودة الاحتلال بصيغة جديدة.

والاستقلال يختلف عن الحكم الذاتيّ، فالحكم الذاتيّ هو نظام اللامركزيّة في السُلطة، من جانب بعض المناطق التي تَضُمّ المجتمعات المحلّية، وتتمتّع ببعض السلطات التنفيذيّة والتشريعيّة والقضائيّة في بعض المواضيع التي هي أيضاً في متناول السُلطة الوطنيّة".

فعَن أيّ استقلالٍ نتكلّم في لبنان؟

ففي لبنان استقلالنا منقوص، ونحن في حالة "شبه استقلال"...

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، وقصر بعبدا مُقفَل ولا رئيس للجمهوريّة؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، ومجلس نوّابنا مَدَّدَ لنفسه مرَّتين؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، وجلسة تشريعيّة انعقدت بعد أزمة لا تنتهي؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، وهناكَ عسكريّون لبنانيّون مَخطوفون لدى التنظيمات الإرهابيّة؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، وجرودنا في عرسال ورأس بعلبك محتلّة؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، والجميع يحمل السلاح في لبنان؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، وفريقٌ كبيرٌ مِنّا يُقاتِل في سوريا؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون ولبنان غارقٌ في الديون؟

عن أيّ استقلالٍ تتحدثون، وأصبحنا تحت الاستعمار الاقتصادي والمالي؟

عن أيّ استقلالٍ تتحدّثون والنفايات مُكدّسة وتحتل شوارعنا؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون وشباب لبنان يهاجر في قوارب الموت؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون ولدينا مليون ونصف المليون لاجئ سوريّ على أرضنا؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، ومجلس الوزراء لا ينعقد؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، واقتصادنا منهار؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، وأهلنا يموتون على أبواب المستشفيات؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، والعدوّ الإسرائيليّ يسرق غازنا ونفطنا ونحن نتفَرَّج؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون والعدوّ الإسرائيليّ يخرق سيادتنا الجَوّية والبَرّية والبحريّة يوميّاً؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، والإرهاب يُعشعِش في شوراعنا؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، والنظام الطائفيّ يحكم دولتنا؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، ولا قانون انتخابات نيابيَّة لدينا؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، وكُلّ الدول تتدَخّل في شؤوننا يوميّاً؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون، وأنتُم تقفون على أبواب السفارات؟

عن أيّ استقلالٍ تتحَدّثون وتتحَدّثون وتتحَدّثون...؟

المؤسسة العسكرية بقيت بعيدة عن التجاذبات السياسية، بالرغم من محاولة اقحامها فيها، وفي عيد الإستقلال المنقوص بقي الجيش رمز الدولة والوحدة والمدافع الوحيد عن الشعب في وجه الإرهاب.

لنا استقلالنا ولكُم استقلالكم، ولم يبقَ منه سوى نشيد وطنيّ ذكَّرتمونا به عبرَ رنّة الهاتف. لا عرضَ عسكريّاً، ولا احتفال هذا العام، بسبب غياب رأس الدولة. ودولةٌ بلا رأس، هي دولة بلا استقلال.

عيد الاستقلال الفعليّ كان عام 1943، لأنَّ الحُكّام كانوا حينها رجالاً، لا أشباه الرجال. لا تتكَلّموا عن الاستقلال اليوم، قبلَ الإجابة عن كُلّ تلك الأسئلة... "عَيب استِحوا".

  • شارك الخبر