hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - طوني شاميه

سر "ستاد دو فرانس"

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 06:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ان تقوم الاجهزة الفرنسية بحملة "سان دوني" في اعقاب العمليات الدموية الارهابية التي شهدتها باريس وستاد دو فرانس وان جاءت متأخرة فهي خير من الا تقوم بها... فالارهاب التكفيري المتعشعش معروف اين يوجد في فرنسا. في اي مناطق واين هي البيئة الحاضنة له.
ايضا معروف كيف تتصرف هذه البيئة الحاضنة الوافدة من بلدان عربية ومسلمة ولاسيما من تركيا على شاكلة ائمة مساجد ومن الذي يقوم بتجنيد هؤلاء الشبان الذين في معظمهم غرر او يغرر بهم او يتم وعده بالحوريات وكأن الحوريات الجميلات اللواتي ينتشرن في شوراع وساحات هذه المناطق لا يكفين هؤلاء الذين رأوا في الارهاب التفكيري طريقا للجنة الموعودة...
على كل ما حدث وقد يحدث بات موضع دراسة ومراجعة من اجل اخذ العبر. وما شهدته منطقة سان دوني احد الضواحي الفرنسية المكتظة باهلها وسكانها من اصول عربية ومسلمة خير دليل على انه عندما تقرر الاجهزة ضرب الارهاب وتُترك لها حرية التحرك من دون اعتبارات سياسية وانتخابية، تستطيع ان تنجز الكثير .
من هنا يمكن فهم التظاهرات التي نظمتها نقابات الشرطة الفرنسية في اكثر من مدينة ولاسيما في باريس، احتجاجا على وضع ضوابط لعملها وتقليص امكاناتها البشرية والمادية، الى ان جاءت " حملة باريس " باللغة الداعشية من دون ان ننسى العمليات الانتحارية التي حصلت في ستاد دو فرانس ..
ولكن اللافت وحتى كتابة هذه السطور انه لم نر صورة او مشهدا للعمليات الانتحارية في هذا الستاد ؟ وكيف حصلت ولماذا تم تنفيذها في وقت واحد، وهي ثلاث عمليات انتحارية، ومن استهدفت ؟
حتى الان انحصر الكلام عما حصل في مسرح " باتاكلان " وشوراع الدائرتين العاشرة والحادية عشرة والتي اوقعت ما يزيد عن 140 ضحية و350 جريحا بعضهم ما زال حالته حرجة .
نعم لماذا هذا التكتم عما حصل في ستاد دو فرانس خلال مباراة ودية بين الفريقين الفرنسي والالماني؟ هذه المباراة التي كان يحضرها الرئيس فرنسوا اولاند كعادة الكثير من المسؤولين الفرنسيين من رؤوساء ووزراء ونواب ومسؤولين حزبيين.
يبدو ان المخططين لهذه العمليات الانتحارية كانوا يستهدفون الرئيس اولاند الذي عندما أُبلغ بما حصل في باريس كان من الطبيعي ان يترك المبارة ويغادر الى الاليزيه او الى وزارة الداخلية القريبة جدا من القصر الرئاسي... الا ان العناية الالهية وحدس الاجهزة الامنية الرئاسية نقلت الرئيس الى غرفة امنية ليتابع من هناك ما يجري في شوراع باريس التي ولاربع ساعات يقال انها اصبحت مرتعا للارهاب بعدما تفلتت الامور من يد الاجهزة التي كانت تتوقع اعمالا ارهابية ولكن ليس بهذا الحجم والتخطيط والتنفيذ .
الا ان السؤال الذي ما زال من دون جواب، لماذا فجر انتحاريو ستاد دو فرانس انفسهم طالما انهم لم يوقعوا اي ضحية ولم ينحجوا بالدخول الى الملعب حيث كانت بطبيعة الحال الاجراءات الامنية عالية ولا يمكن الولوج منها الى ستاد دو فرانس.
ما الذي حصل ؟ الايام المقبلة قد تحمل الجواب او انه سيبقى من اسرار الدولة الامنية مع ان الفرضية الاكثر ترجيحا ان يكون آخرون مشاركون في "حملة باريس"، من المخططين والمساعدين، قد فجروا الانتحاريين عن بُعد، بعد ان لاحظوا ان مخططهم قد فشل ...
عمليات "سان دوني" حيث فجّرّت انتحارية نفسها بعد ان داهمت شقتها الشرطة الفرنسية التي استطاعت قتل آخرين والقاء القبض على البعض الاخر ممن يدورون في فلك هذا الارهاب التفكيري، انما يؤكد ان هناك من خطط وساعد وأمَن السلاح وحرية الحركة في شوراع باريس التي يظهر ان الانتحاريين الارهابيين يعرفونها جيدا ويعلمون كيفية التنقل من طريق الى طريق او الى ساحة كما حصل في " حملة باريس " حيث ضرب هؤلاء في سبعة اماكن في الوقت نفسه. بالفعل كانوا يتحركون وكأنهم من اهل البيت ...
نعم الذين ساعدوا الارهابيين وامنوا لهم السيارات والاسلحة واماكن السكن ووسائل التنقل ما زالوا في باريس او في ضواحيها التي تأوي الكثير من الارهابيين المارقين العائدين من سوريا والعراق والذين سبقهم الافغان العرب ممن قاتل في افغانستان. انهم جيل داعش والنصرة وغيرها من الحركات الارهابية التفكيرية الذين باتت معرفة اجهزة الفرنسية قليلة فيهم خصوصا وان الاتصالات والتنسيق مع الاجهزة الامنية المخابراتية العربية قد تراجع ولاسيما مع سوريا التي كانت على مستوى متقدم من التنسيق... الا ان المواقف الفرنسية السياسية انعسكت سلبا على هذا التنسيق وهذا ما كان موضع تباعد في المقاربات بين الاجهزة الامنية الفرنسية والمسؤولين السياسيين الذين كانت نظرتهم ومواقفهم انما تنطلق من معادلة الربح والخسارة في الانتخابات.
فهل حان الوقت لمراجعة هذه المواقف السياسية والانخراط فعلا بقتال داعش هذا الارهاب التكفيري العالمي؟
 

  • شارك الخبر