hit counter script

رسائل المهاجرين في البحر... "تلفزيون واقع" على هواتف الطرابلسيين

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 14:47

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 (السفير، 18/11/2015، ص13)

عمر ابراهيم
ينشغل أبناء طرابلس ومحيطها بمتابعة مقاطع الفيديو التي ينشرها تباعاً المهاجرون غير الشرعيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر أدق التفاصيل عن رحلات الموت من تركيا إلى اليونان ومنها إلى أوروبا. ويتناقل أهل المدينة الأشرطة عبر مواقع التواصل، وتطبيق التراسل الفوري «واتسآب»، مذهولين بمشاهد حية تتضمن لقطات قاسية عما يواجهه المهاجرون من مخاطر ومن معاناة. وتتضمّن الأشرطة إلى جانب سرد تفاصيل الرحلات، عبارات نقد قاسية تجاه المسؤولين في الدولة والنواب والوزراء في عاصمة المدينة.
لا يكاد يمر يوم من دون إصدار جديد من تلك الأفلام القصيرة التي تبث وتعمم بطريقة تلقائية على المواطنين. وتلقى التسجيلات إقبالاً واسعاً، كونها تصور بطريقة عفوية وتنقل ما يدور من أحاديث وتفاصيل على متن قوارب الهجرة غير الشرعية، أو داخل مخيمات اللاجئين من دون أي عملية مونتاج، ما يشبه إلى حد ما برامج تلفزيون الواقع التي تعرض على بعض شاشات التلفزيون.
بكلمات وتقنيات بسيطة، يطل نجوم تلك الرحلات الآخذة بالتزايد على أهاليهم ومحبيهم والجمهور الواسع الذي بات يتابعهم ويتعقّب أخبارهم. «نحن بخير وهلق وصلنا على شواطئ اليونان».
لا تخلو الأشرطة من بعض النكات والمزاح والنقد الساخر. ففي أحد التسجيلات، يحدّثنا راكب في قارب غير شرعيّ، وصل إلى اليونان قبل ثلاثة أيّام، وعلى متنه 40 شاباً من طرابلس والميناء. يقول: «بحب طمن الجميع، وصلنا وهذه شواطئ اليونان، وبحب قول للناس انو في لبنان وطرابلس ما في سياسيين، في زبالة». يظهر الشريط شاباً من طرابلس يقود القارب، وآخر يتولّى التعريف بالركاب الذين ارتدوا سترات السباحة، وعلى وجوههم ابتسامة تمكنهم ربما من اجتياز المحطّة الأولى في رحلتهم.
وفي أحد الفيديوهات يسرد أحد المهاجرين بلهجة طرابلسيّة، يوميّاته في مخيم لاجئين يوناني. ويقول عبر شاشة الهاتف إنّه يجري التعامل مع المهاجرين «كالغنم»، ويصوّرهم جالسين أرضاً. يقول أيضاً إنّهم لم يحصلوا على طعام أو شراب، وإنّ السلطات اليونانيّة تماطل في منحهم خرائط للتنقّل. وفي فيديو آخر، ووسط ضحكات مرافقيه في المركب، يلتقط مهاجر تسجيلاً يشتم فيه كلّ سياسيي طرابلس، ويصفهم بتجّار البشر، ثمّ يوجّه رسالة للشعب اللبناني، بعدم خوض التجربة ذاتها، وركوب البحر، لعدم الوقوع ضحيّة احتيال المهرّبين.
ويشير مصدر متابع لملفّ المهاجرين في البحر، إلى أنّ الأجهزة المعنية في الدولة كانت تراهن على تراجع عدد المهاجرين مع بدء تساقط الأمطار، لكن الأمور تجري بعكس ما يشتهونه، إذ إنّ قوافل المهاجرين مستمرة. وسجل قبل أيام مغادرة طرابلس والميناء أكثر من 300 شخص، وهؤلاء سينتظرون في تركيا لحين تمكنهم من المغادرة إلى اليونان.
وأوضح المصدر ذاته أنَّ «الطلب على جوازات السفر مستمرّ، وان سعي البعض للخروج من لبنان بطريقة غير شرعية عبر القوارب ما زال أيضاً قائماً، وهناك العديد من القوارب نجحت في الوصول من شواطئ الشمال مباشرة إلى اليونان».
 

  • شارك الخبر