hit counter script
شريط الأحداث

- ريتا صالح

فيلم "كتير كبير"... لبناني بامتياز

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 06:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فيلم كتير كبير" أو "Very big shot"، فيلم روائي سينمائي لبناني بإمتياز، يعرض حالياً في جميع صالات السينما اللبنانية بعد حصده العديد من الجوائز العالمية، اذ سبق للفيلم ان عرض في مهرجان تورونتو العالمي للافلام السينمائية والذي لا يقل شأنا عن مهرجانات كان وبرلين، كما وافتتح مهرجان تورونتو هذه السنة بدورته الاربعين بالفيلم الى جانب فيلم قصير "موج 98" لايلي داغر. ووصل أخيراً الى لبنان.
فيلم من كتابة واخراج "ميرجان بو شعيا"، ومن انتاج شركة "كبريت برودكشن"، وهو أول فيلم روائي للمخرج ولشركة الانتاج، ومدته ساعة و45 دقيقة. ومن أبطال الفيلم، "الان سعادة" الذي يجسد شخصية لافتة جداً، ويلعب دور جريء وأساسي، والممثل المعروف ذات الشخصية "المهضومة" وخفيفة الظل "فؤاد يمين"، بمشاركة العديد من الممثلين اللبنانيين الجديرين. أما اللافت في هذا الفيلم، اطلالة الاعلامي مارسيل غانم الذي شارك في بعض مشاهد الفيلم والذي أعطاه نكهة حقيقية دمجته في الواقع. وبالاضافة الى غانم، مشاركة الموسيقي ميشال ألفتريادس الذي آمن بعمل بو شعيا ووضع لمساته الموسيقية للفيلم.
فيلم "كتير كبير" يجسد الواقع اللبناني، فيلم نجح في إيصال الرسائل التي توجه بها الى المشاهدين بطريقة لافتة وذكية. اذ لم يكن هناك اي تعقيدات في كتابة السيناريو أو في لعب الادوار، ولا حتى في مواقع التصوير. كما ولديه بُعد سينمائي يحمل العديد من الافكار الحقيقية والواقعية ونقل الفيلم صورة خفايا الواقع اللبناني بطريقة سلسة وذكية جداً.
ويذكر ان الفيلم يروي قصة "زياد حداد" وهو تاجر مخدرات لبناني ينوي التوقف عن الاعمال غير الشرعية بعد خروج أخيه "جاد" من السجن، الا انه يصادف بعض العراقيل. وتتطور احداث الفيلم سريعا الى ان يقع "زياد" في اكتشاف خطير يغير مجرى الاحداث في اطار يمزج بين الضحك والفكاهة والاثارة وبتقنية عالية تجسد واقعا حياتيا بقالب سينمائي رائع.
لا شك ان لبنان الرسالة والفن والثقافة تجسد في هذا العمل السينمائي، من ناحية الافكار والمواضيع الجريئة والكلام الساخن الذي رسم وقائع وتفاصيل هذا الفيلم والذي يصنف لبنانيا بامتياز. وبالتالي، ومن الناحية الفنية لهذا الفيلم، فإنه يقدم مواهب على عدة مستويات، تصويراً وتمثيلاً واعداداً واخراجاً وموسيقاً، كما وهناك مستوى عالي من الجودة والتقنية في تنفيذ هذا العمل المتكامل.
ان هذا الفيلم يخرق تحد كبير على صعيد السينما، اذ تجسد فيه مشاهد غير تقليدية وروتينية، قدم أفكارا جديدة وبطريقة جديدة وتميز بالعفوية. وبالاضافة الى ذلك، "كتير كبير" فيلم يتخطى الطائفية والدين والفئات العمرية، اذ ليس هناك تفريق بين المذاهب حيث شملت كل الاديان. وذلك، ليجسد قصة "واقع" يعيشه جميع اللبنانيين"، من حيث الكلام الجريء، والتعابير غير الاخلاقية التي اصبحت أمرا واقعا في لبنان وباتت من صلب الحياة اليومية. فالفيلم اخذنا الى عمق الحياة التي نعيشها دون أي مبالغة.
أما نهاية الفيلم، فهي نهاية غامضة تطرح العديد من التساؤلات، وليست "cliche".
اما بالنسبة لعنوان هذا الفيلم، فهو عنوان "خارج عن الواقع"، عنوان "جديد" يفتح العديد من الآفاق والاسئلة لدى المشاهدين. ويمزج بين الواقع وحقيقته وخفاياه.
يقول الاعلامي مارسيل غانم في مؤتمر صحافي عقده فريق العمل في أول عرض، ان "دعم هذا الفيلم واجب اعلامي وذلك لدعم الشباب"، مضيفا، "من مسؤوليتنا جميعا ان ندعم الفيلم من كل النواحي".
وسيشارك فيلم "كتير كبير" في المسابقة الرسمية لمهرجان لندن السينمائي وغيرها من المهرجانات العالمية، ليؤكد بذلك ان الشباب قادر على وضع لبنان على خارطة الصناعة السينمائية. عله وعسى ان يبقى شيء ننقله كالفنّ للخروج بالصورة التي نحب ان نرسمها عن لبنان، وليس فقط مشهد الارهاب والتفجيرات والاعمال التخريبية.
ختاماً، هل تمت تسمية هذا الفيلم "كتير كبير" لانه سيكون فيلماً كتير كبير؟

 

  • شارك الخبر