hit counter script

- روبير فرنجية

نهر مروان المتدفق... وحروف الذهب

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 10:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كان مروان العبد كاتباً غزيراً تتدفق أحداث قصصه ولا تجف. بل كان في غزارة أفكاره متأثراً بنهر أبو علي في مدينته: "الفيحاء" التي بكته أمس رغم انشغال أهلها وانغماسهم بالسياسة. قاوم مروان خبث المرض وكاد يهزمه كأبطال مسلسلاته لكن السرطان ماكر أكثر من بطش الاحتلال وخبث الاستغلال.
كان مروان العبد لا يسكر علی كؤوس النجاحات ولا يظهر في الاعلام ضيفاً أو مكرماً. لم يعش علی أمجاد مسلسل "النهر" ولم يخرج إلی الاعلام ويتباهی بنجاح "ياسمينة" ياسمينته التي فاحت جماهيرية بنسب عالية.

كان كثير التواضع الذي أصبح صفة نادرة في أيامنا. أذكر مرة أنه كان يريد أن يسلم صديقه المخرج ايلي معلوف نصا ينقحه ويصححه ويصوبه لكاتب جديد (أظن أنه لم يبصر النور) وحين شاهدني خبأ الورق كما يفعل التلاميذ في الامتحانات بإيعاز من أساتذتهم. ولكي لا يزعجني نظر إلي وقال: عفواً لم أقصد لكن كلنا مررنا علی دروب البدايات.

كتب مروان العبد الكثير من الأعمال الدرامية التي عرفت الذيوع والشيوع وبقي في محفظة " فينيكس بيكتشرز" مسلسل "3 ستات برات البيت" ومسلسل "كل الحب كل الغرام" الذي لم يمهله الموت لتسليم حلقته الأخيرة. غداً يعود مروان سليم العبد إلی الميناء ليبحر في مشواره الأخير. غداً تحمله مياه "النهر" إلی بلد درامي ليس علی خارطة الجغرافيا لكنه علی خارطة التاريخ الدرامي اللبناني حتماً.
 

  • شارك الخبر