hit counter script

المهاجرون بحراً... المخاطرة هرباً من الفقر

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 12:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 (المستقبل، 6/11/2015، ص5)

طرابلس ـ علاء بشير
سلط انقاذ الطوافات القبرصية ل26 مهاجرا غالبيتهم سوريون قبل يومين، كانوا على متن مركب صيد غرق في البحر، الاضواء على عمليات الهجرة غير الشرعية باتجاه دول اوروبا والتي تتم بصورة شبه يومية، وتشعبت لتشمل اللبنانيين والفلسطينيين بعد أن كانت شبه محصورة بالسوريين، هرباً من الاوضاع الحياتية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة. هذه الهجرات تتم بمعظمها من الموانئ الشمالية، وبلغت أرقاماً قياسية في صفوف الشباب من أبناء الأحياء الشعبية في طرابلس والذين تراوح أعمارهم ما بين 18 و24 عاما، بعد أن فقدوا الأمل بالحصول على فرصة عمل تقيهم الحاجة والفقر والتشرد .
هذه الظاهرة آخذة في التصاعد على الرغم من المخاطر الكثيرة. إذ إن عائلات اختارت الهجرة مع أطفالها كحال عائلة صفوان التي فقدت تسعة منها، وعائلة غمرواي الذين أنقذتهم البحرية القبرصية من المياه قبل ايام. وفي المقابل لا مؤشرات الى تدابير عملانية أو اجراءات تحد من الظاهرة ومن استغلال «تجار الموت» توق الكثيرين الى الهجرة.
يقول ربيع غمرواي شقيق مظهر والذي تابع اوضاع عائلة شقيقه: «لم يكن أمامه سبيل آخر. وضعه المالي سيئ، والديون تراكمت عليه. لم يدفع ايجار المنزل منذ ثلاثة أشهر، ولا رواتب منذ ثلاثة أشهر. لذلك اتخذ قرار الهروب من الاوضاع الضاغطة. نحمد الله على انقاذ حياتهم واتمنى عودتهم سالمين الى ربوع الوطن. لا شك هي تجربة قاسية وصعبة، وأنصح الجميع بالتمهل قبيل اتخاذ قرار الهجرة رغم الاوضاع المتأزمة .
محمود غمرواي شقيق مظهر قال: ظهر الجمعة غادروا دون علم أحد. هجروا هرباً من القهر، ربما يصلون الى حياة افضل واكثر أماناً واستقراراً، ونحن لم نعلم الا من خلال وسائل الاعلام عندما تحدثت عن غرق الزورق وانقاذ خفر السواحل القبرصي ركابه ومن بينهم عائلة غمراوي.
تسأل أحدى المعلمات في طرابلس عن تلميذ تغيّب عن الصف قبل ايام. فيأتيها الجواب من زملائه في الصف انه هاجر مع أهله الى أوروبا.
يقول أحد الشباب الذين يستعدون للهجرة: «أنا خريج كلية ادارة الاعمال منذ ثلاث سنوات. تقدمت أكثر من مرة للحصول على وظيفة دون جدوى. كيف أبني مستقبلي وكيف اعيش واتزوج. ازماتنا تتكاثر وتتوالد ، ولا من حلول في المدى المنظور. لذا لا خيار آخر أمامي سوف ترك البلد والبحث عن عمل في وطن آخر أستطيع أن أعيش فيه بكرامة. ورغم كل المخاطر ساحاول.
يقول أحد التجار العاملين على تهريب الناس في اتصال من ازمير التركية، ان الأحوال الجوية السيئة وارتفاع أمواج البحر منعت جزئياً استمرار ركوب القوارب المطاطية للوصول الى اليونان ومنها الى احدى الدول الأوروبية. ويكشف ان كثيرا من المهاجرين يتركون جوازات سفرهم لديه بانتظار اعادتها الى أهلهم بطريقة ما. ويضيف «هناك في لبنان هجمة كبيرة للسفر من مناطق الشمال وتصل نسبتهم الى في المئة تقريبا. بعض الشباب والعائلات الشيعية ومعظمهم من الجنوب، بدأوا بالوصول في الفترة الأخيرة، وقسم من الشباب الهاربين من المشاركين في الحرب السورية«.

السفير في قبرص

كشف سفير لبنان في قبرص يوسف صدقة ان عدد اللبنانيين الذين كانوا على متن المركب اللبناني القادم من طرابلس هم 6 أشخاص والباقون سوريون، وذلك بناء على معلومات توافرت اليه من وزارة الخارجية القبرصية.
واشار الى ان اللبنانيين الستة هم: مظهر وسوزان غمراوي وولدهما انجيليكا وحمزة غمراوي، وخالد عبود هلال ومحمد خليل عبدالله. وأبلغ صدقة وزارة الخارجية والمغتربين أن جميع اللبنانيين بخير. ولفت الى معلومات غير مؤكدة «ان هناك لبنانيين دخلوا الى قبرص بهويات سورية مزورة».

«اليونيفل» شاركت في الانقاذ
وأعلن المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي في بيان، «انه في الفترة الواقعة ما بين 3 و4 تشرين الثاني 2015، شاركت قوة من اليونيفيل البحرية في عملية بحث وإنقاذ بعد إبلاغها عن قارب صغير تعرض لصعوبات وعلى متنه عدد من الأشخاص الذين كانوا مسافرين بين لبنان وقبرص«.
أضاف: «اتصلت السلطات اللبنانية والقبرصية بقائد اليونيفيل اللواء لوتشيانو بورتولانو وطلبت المساعدة في عملية البحث والإنقاذ في البحر. وعلى الفور أرسلت قوة اليونيفيل البحرية سفينة إلى الموقع، وهي السفينة FGS Hyaene (ألمانيا)، وذلك بالتنسيق مع السلطات البحرية اللبنانية والقبرصية، وقد تم إنقاذ جميع الركاب على متن القارب ونقلوا الى لارنكا، قبرص».
 

  • شارك الخبر