hit counter script

باقلامهم - جاد صليبا

مُحادثات فيينّا... و"تعويم" سلام

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 06:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تَكُن بيروت يوماً، على مدى سَنوات الأزمة السوريَّة الخَمس، مَحَجّاً دبلوماسيّاً أو محطّةً للحراك الدوَليّ إزاءَ سوريا. ولبنان لا يُشكّل "مثقالَ ذرَّة" في اللعبة الدوليَّة الكُبرى، فيما حُكومتُه التي نأت بنفسها عن الأزمة السوريَّة، تنأى اليوم بنفسها عن مُشكلات اللبنانيّين أنفُسهم، وبالتالي فهيَ أعجز من أن تُشارك في حَلّ الأزمة السوريّة. فلماذا دُعِيَ لبنان إذاً للمُشاركة في مؤتمر فيينّا الذي ضَمَّ القوى الإقليميَّة والدوليَّة الكُبرى؟

هذا السؤال يُجيب عنه مصدرٌ دبلوماسيّ لبنانيّ مُطّلع على خَلفيّات مُشارَكَة الوفد اللبناني في مؤتمر فيينّا، قائلاً إنَّ "دعوة لبنان كانت ضروريَّة، لا بَل فائقة الأهمّية، خصوصاً في هذه المرحلة العصيبة التي تشهدها الساحة اللبنانيَّة".

وإذ يُذكِّر بقَول وزير الخارجيَّة الأميركيَّة جون كيري إنَّ "مُحادثات فيينا لن تؤدّي إلى حَلّ سياسيّ فوريّ في سوريا"، يوضح المصدر الديبلوماسيّ اللبنانيّ أنَّ "الأزمة السوريّة لا تزال عصيّةً عن الحَلّ، وأنْ لا بريقَ أملٍ يَلوح في الأفق السوريّ قبلَ سنة ونصف السنة على أقلّ تقدير، وبالتالي إنَّ دعوةَ لبنان إلى مُحادثات فيينّا كانت لإفهامِه هذا الواقع، ولمُمارسة نوعٍ من الضغط عليه لتعويم الحكومة اللبنانيَّة ومنعها من الاستقالة، ودَفعِها إلى الاستمرار في تسيير أمور البلد، على رغم حال الشلل التي تَنهَشهُ".

ويكشف أنَّ "مُشاركة إيران، للمرَّة الأولى، في مُحادثاتٍ دوليَّة مُتعلّقة بسوريا، شكّلت فرصةً مواتيةً لعددٍ من كبار المسؤولين في الخارجيَّة الأميركيَّة للبحث مع المسؤولين الإيرانيّين في الأزمة اللبنانيَّة المُستفحلة وسُبل تنفيس الاحتقان الداخليّ"، نافياً من جهةٍ ثانية "أن تكون الاجتماعات الهامشيَّة لمُحادثات فيينّا قد تطرّقت إلى بورصة أسماء المُرشّحين للرئاسة اللبنانيَّة، لأنَّ لبنان ما زال في أسفل لائحة الاهتمامات الدوليّة إلى أجَلٍ غير مُسمّى، وأنَّ المطلوب حاليّاً عدم انزلاقه نحوَ مزيدٍ من الفوضى، لا أكثَر ولا أقَلّ".

ويقول المصدر إنَّ "الرسالة الدوليَّة الوحيدة التي وُجِّهَت إلى الوفد اللبنانيّ في مُحادثات فيينّا، هي أنَّ استقالة حُكومة الرئيس تمّام سلام مَمنوعة، وإنَّ تنفيس الاحتقان الداخليّ يجب أن يُشكّل أولويّةً لهذه الحكومة".

غيرَ أنَّ حكومة سلام، التي يُنادي الحراك المَدنيّ باستقالتها فوراً، لا يبدو أنّها ستكون قادرة على "اجتراح مُعجزات" في الأيّام المُقبلة، على رغم الدعم الدوليّ المُتزايد لها... ما يَعني أنَّ المشهد اللبنانيّ مفتوحٌ على كُلّ الاحتمالات والسيناريوهات، الأمنيَّة مِنها والسياسيَّة، فيما حَبلُ الفساد مَتروكٌ على غاربِه.

  • شارك الخبر