hit counter script

المهاجرون عبر البلقان أشبه بجيش مهزوم

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 11:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(المستقبل، 30/10/2015، ص11)

يبدو المهاجرون الملتفون بشالات واغطية رمادية، بعضهم ينتعل صنادل بدون جوارب على الرغم من درجات الحرارة القريبة من الصفر، اشبه بجيش مهزوم في طريقه الى ارض الميعاد في اوروبا.
ومع ذلك، يتمكن هؤلاء المهاجرون الفقراء المتدفقون بالآلاف من الشرق الاوسط، من اسقاط الحدود الواحدة تلو الآخرى في مسيرتهم باتجاه اوروبا الغربية.
وفي بيركاسوفو، في قلب يوغوسلافيا السابقة، التي باتت اليوم معبرا حدوديا لهم بين صربيا وكرواتيا، لم يعد رجال الشرطة يبالون للسيل المتواصل الذي يعبر امام اعينهم بصمت وبدون اي تدقيق منذ ايام.
ويبدو محمد الجم (33 عاماً) بلحيته التي نمت منذ ثلاثة ايام، حزينا. ويقول هذا اللبناني «ابني البالغ من العمر اربع سنوات مريض وزوجتي هجرتني». ويريد هذا الرجل التوجه الى السويد «من اجل بناء حياة جديدة» لابنه الذي بقي في بيروت الى ان يتمكن من الاستقرار في اوروبا.
ويؤكد الجم الذي يرتدي بدلة رياضية كحلية اللون «في لبنان كان لدي شركة صغيرة متخصصة في البناء، واتقن الطبخ ونحت الخشب ولا اخاف من العمل«.
ومثل محمد، بعد ان ينزلوا من الحافلات في الاراضي الصربية، يسلك هؤلاء المهاجرون الفارون من النزاعات في سوريا والعراق وافغانستان مشيا على الاقدام الطريق التي تمتد ثلاثة كيلومترات وتفصلهم عن الحدود الكرواتية.
تسربع عبور المهاجرين
وتشكل خيام عسكرية نصبت على الطريق المعبد، ما يشبه نفقاً يمتد نحو 500 متر في الاراضي الكرواتية، ما يسمح للاجئين بايجاد ملاذ صغير في الاحوال الجوية السيئة.
وتصطف حواجز معدنية متنقلة يبلغ ارتفاعها مترا وطولها حوالى مترين لتشكل ممرين يتقدم المهاجرون عبرهما. لكن لا مكان للجلوس او الاستراحة. في بيركاسوفو يمر اللاجئون بوتيرة سريعة منذ اتفاق ابرم مؤخرا وينص على تنسيق افضل بين شرطتي البلدين.
وتذكر قرية من الخيام الصغيرة المتروكة في حقل وحلي بالظروف الصعبة التي كان المهاجرون ينتظرون فيها تحت المطر للدخول الى كرواتيا البلد العضو في الاتحاد الاوروبي في طريقهم الى سلوفينيا او شمالا الى المانيا او السويد.
وتتناثر ملابس واحذية على امتداد كيلومترات في الحقول على جانبي الطريق الصغير.
ويعمل سجناء صرب يرتدون سترات خضراء تميزهم، على جمع النفايات بمكانس ووضعها في اغطية رمادية تركها المهاجرون ثم يقومون بربطها من زواياها الاربع لالقائها في مقطورة جرار.
وتأمل نور (23 عاما) التي تدرس هندسة العمارة في دمشق في اللحاق بوالديها وشقيقيها الموجودين في النمسا.
وتبكي هذه الشابة التي ترتدي حجابا رماديا الماساة التي تعيشها بلادها وتهاجم بشدة «مافيا المهربين» في تركيا.
وتقول بحزن «انهم خطيرون ومسلحون»، مؤكدة انها دفعت مثل رفاقها الـ15 في الرحلة وجميعهم سوريون «الف دولار للشخص» من اجل ركوب زورق مطاطي من تركيا الى اليونان المحطة الاولى في الرحلة عبر البلقان الى الاتحاد الاوروبي الغني.
وفي بيركاسوفو في الجانب الكرواتي تنتظر حافلات لنقل اللاجئين الى مكان غير بعيد في توفارنيك (شرق) من حيث تقلهم قطارات الى الحدود السلوفينية.
وهذه الرحلة مجانية وتدفع الدولة الكرواتية ثمنها لكن نور لا تعرف ذلك.

  • شارك الخبر