hit counter script

- روبير فرنجية

حين أصبح نظامنا ملكيا

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 06:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يكاد يتحول نظامنا إلى ملكي لكثرة انتخابات ملكات الجمال وتتويجهن وتوشيحهن في ولايات السنة من دون تمديد وتجديد.
ملكة لكل محافظة، ملكة للجبل وللبحر، للمايوه ولفستان السهرة، للكرمة والإجاص والتفاح، للصغيرات وللراشدات، للتلميذات وللجامعيات والجمعات. وربما بقي ملكة للعازبات وأخرى للمتزوجات أو للمتقاعدات.
كذلك هناك ملكة المقيمين وملكة الإغتراب. عدا عن كمية الوصيفات هناك ملكات "الترضية" من ملكة الشخصية وملكة الفوتوجنيك، ملكة الأناقة، ملكة البراءة، ملكة اللغات، ملكة الثقافة...
ملكات عديدات في زمننا من دينا عازار ونسرين نصر وجويل بحلق وكليمانس الأشقر ونورما نعوم وغابريلا بو راشد ومارتين اندراوس ونادين نسيب نجيم ونادين ويلسون نجيم وساندرا رزق ورينا شيباني وسالي جريج وفاليري أبو شقرا... لكن السؤال يبقى هل بعد جورجينا من جورجينا؟؟
صحيح أن نصف الملكات المنتخبات برزن أما في التقديم وأما في التمثيل وأما في عرض الأزياء، لكن أي منهن لم تخلف "جورجينا رزق توفيق" في انتزاع لقب ملكة جمال الكون. ولم تستطع واحدة أن تكون بمرتبة وصيفة لجورجينا حتى وهي بهذا العمر. صحيح أن الإيجابية الوحيدة والأولى أن هذه المباراة لا تزال بالإنتخاب ولم تتسلل إليها عدوى التعيين ولا فيروس التمديد، إلا أن المطلوب دائرة انتخابية جمالية واحدة أو أن المطلوب أو مطالبة وزارة السياحة به أن تجمع ليلة انتخاب ملكة جمال لبنان كل ملكات الأقضية والمحافظات وأنواع الفاكهة في الوطن والمهجر، وفي الجامعات والمدارس والمعاهد، حتى في حال أرادت دور الحضانة استحداث ملكة جمال الحضانة أو ملكة جمال الطفولة، أو أرادت دور العجزة استحداث ملكة جمال الكهولة وبذلك تُنتخَب ملكة جمال الملكات على أن تراعي الإنتخابات فئة البدينات التي أنصفهن الإعلامي مالك مكتبي وجعل لهن مملكة وتيجان وملكة في برنامجه "أحمر بالخط العريض".
صحيح أن لبنان لم ينتخب ملكات إلا اللواتي تربعن على عرش الجمال إلا أن "صاحبة الجلالة" لقب بات يتردد شمالاً ويميناً بل شمالاً وبقاعاً وجنوباً وفي الجبل وبيروت وفي كل الأوساط. في الفن هناك ملكة جمال النجوم، وفي المطاعم هناك ملك الشورما وملك الطاووق، وفي الرقص ملكة جمال الرقص الشرقي. أما في الغناء فلا نزال نعيش أيام الإمارة من "الأميرة الصغيرة" و"الأمير الصغير" و"أنور الأمير". متى في السياسة فإن المجلس النيابي لم يشهد غير دخول الأمراء فيما غاب الملوك (من الأمير مجيد ارسلان إلى الأمير طلال ارسلان).
بالعودة إلى صاحبات السمو والجلالة ملكات جمال لبنان من السابقات والحاليات اللواتي لم نر واحدة منهن في حراك شعبي أو مظاهرة معيشية أو حملة تشجير حقيقية أو تطوعاً في الصليب الأحمر أو على حاجز كاريتاس، فأعذارهن معهن، فكلمة نفايات ليست في قاموسهن، فهل الجواهر والتيجان تحتاج إلى خزينة أم عبوة قمامة؟ وهل الشمس تسمح لهن بالوقوف تحت اشعتها لجمع التبرعات؟ وهل الأيادي الناعمة الطرية هي للدلال أم للزرع والحفر والتراب؟
نظامنا الجمالي ملكي بإمتياز وإذا كان لبريطانيا أليزابيت واحدة، فكم من أليزابيت لدينا في لبنان!


 

  • شارك الخبر