hit counter script

هروب عبر "مراكب الموت" إلى بلدان بديلة حكيم "مش فرقانة معو" ولأولاده حق في مستقبل أفضل

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 13:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من الشواطىء الإندونيسية – الأوسترالية الى الشواطئ التركية – الأوروبية، الى غيرها من الشواطئ والمعابر غير الشرعية بين الحدود، ومن عكار شمالاً الى أقصى الجنوب، ومن البقاع حتى البحر، وبين قبعيت العكارية والأوزاعي وبلدات لبنانية عديدة، دموع كثيرة على أبناء أعزاء، ضحايا رحلات الشقاء والعذاب بحثاً عن العيش الكريم وهرباً من الموت في أوطان استهان حكامها بقيمة شعوبهم التي فضّلت الهروب الى أوطان بديلة على رجاء بناء حياة جديدة وكرامة افتقدها المهاجرون في أوطانهم، لكن الموت هو هو. فالبحار باتت غير قادرة على استبقاء مئات الجثث الغارقة فيها والامواج تلفظها الى شواطئ بعيدة تلاشت عليها كل الأحلام والأمنيات، لترتفع من جديد عذابات تضاف إلى عذابات الأهل الذين ما إن ودّعوا ابناءهم لبعض الوقت حتى استقبلوهم في نعوش هي أقرب الى قوارب الموت من دنيا الفناء.
ويجمع كثيرون، الشباب منهم خصوصاً، وعائلات بمجملها، على أن الرحيل بات السبيل الوحيد أمامهم، وهذه الاحاديث تسري كما الريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي العابرة للحدود فقسم كبير من الشباب "بشكل علني او في الخفاء" اندفعوا لترتيب أمورهم وغادروا على عجل، منهم من وصل ومنهم من ارتحل... والكثير من القرى والبلدات العكارية كما من بقية المناطق اللبنانية غاب عنها شباب آثروا الهروب الى مستقبل أفضل على ما يقولون، وهناك اعداد اضافية تتحضر للرحيل غير آبهة بما قد يرتبه هذا الأمر من مخاطر على حياتهم وجلهم من الشباب بين الـ 18 والـ 30 سنة.
ويقول عاطف ( 23 سنة ) وهو مجاز في علوم الكومبيوتر: "لا أمل لنا في هذا البلد، الكل خائف، الكل لا يعيش استقراراً، والأهل باتوا غير قادرين على تحمل الاعباء. كل شي واقف، لا فرص عمل، ومن يعمل مهدد بالصرف من وظيفته في اي لحظة، وثمة آلاف الافواه الجائعة أتت من بلدان شتى تنافسك على لقمة عيشك، وتساوينا جميعا في هذا الهم، لبنانيين وفلسطينيين وسوريين وعراقيين ومن دول آسيوية عدة. والأفق بات مسدوداً في لبنان وفي المحيط العربي بمجمله الذي تأكله النار، وهي فرصتنا اليوم للجوء الى أي دولة أوروبية أو غير أوروبية شأننا في ذلك شأن شعوب الأرض وما يحصل هو في النهاية قدر الله. ومهما حصل أفضل من أن نكون وقوداً لحرب أيا كانت هذه الحرب".
ويشير حكيم، وهو أب لثلاثة أطفال ويعمل في الدهان، إلى أن حالاً من اليأس والاحباط تأكل الجميع. أمثاله ممن يفكرون في بناء حياة أفضل سعوا لتحقيقها في بلدهم وفي بلداتهم وقراهم ولكنهم اخفقوا. ومن يسأل ومن يهتم بشؤون الناس في هذا البلد الذي لا رأس له ولا قاع؟ "انا مش فرقانة معي. قررت وعائلتي السفر بجواز سفر لبناني او بجواز سفر سوري - فلسطيني او أي جواز سفر يؤمن لي الخروج من هذا البلد، ولن اتردد. واذا مت لا سمح الله فلا فرق "هيك هيك في النهاية انا هون ميت". اقله إن محاولتي للسفر مغامرة ارجو ان يكتب لي فيها النجاح لاسعاد عائلتي، فمن حق أولادي علي بناء مستقبل افضل لهم".
إنها مأساة حقيقية سوف تتعاظم مع قابل الأيام وستترك تداعيات كبيرة، وهي برسم المسؤولين جميعا... فهل من مجيب؟

(ميشال حلاق (النهار، 26/10/2015، ص6))

(http://newspaper.annahar.com/article/278452-%D9%87%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%AD%D9%83%D9%8A%D8%AD%D9%83%D9%8A%D9%85-%D9%85%D8%B4-%D9%81%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D9%88-%D9%88%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D8%AD%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84)
 

  • شارك الخبر