hit counter script

القبض على "مركب الصرفند": 35 فلسطينياً ولبنانيّ واحد

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 13:32

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يكن لبنان قد رد التراب أمس على جثامين الضحايا من آل صفوان حتى أوقفت دورية للجيش اللبناني مركباً في بحر الصرفند في جنوب لبنان يقل 35 فلسطينيا ولبنانيا واحدا في رحلة تهريب تحمل ملامح رحلة الموت.
المركب يتسع لعشرة اشخاص على الأكثر وفق بيان قيادة الجيش، بينما نقل فيه 36 شخصاً، لتصدر مديرية التوجيه بياناً ثانيا تشير فيه إلى «ان مديرية المخابرات في منطقة صيدا اوقفت ظهر (اليوم) امس، شبكة تهريب قوامها خمسة أشخاص من المتورطين الأساسيين في عملية الصرفند، فيما يجري تعقب عناصر شبكات أخرى ضالعة في التهريب، وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».
وافادت مصادر امنية ان المركب الذي كان يقل على متنه 36 شخصاً يطلق عليه «أبو الفضل» وانه كان لأحد أبناء الصرفند وقد باعه منذ مدة، وان كل الذين كانوا يحاولون السفر بطريقة غير شرعية من ميناء الصرفند تم نقلهم الى ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا للتحقيق.
ومع وجود 35 فلسطينياً ضمن من تم التحقيق معهم في عملية الصرفند، بدا مخيم عين الحلوة في قلب الحدث. وتشير مصادر فلسطينية إلى ان عدد المغادرين من النازحين الفلسطينيين من سوريا الى لبنان يصل الى 40 الف نسمة معظمهم توجه الى أوروبا.
ويشير عضو اللجان الشعبية الفلسطينية في المخيم عدنان الرفاعي الى «ان الفلسطيني في لبنان كان يسافر سابقا الى الدول الأوروبية او الدول العربية التي تسمح باستقباله بشكل فردي او مع عائلته لأسباب عدة اهمها البحث عن لقمة العيش له ولأسرته، وبسبب حرمان الفلسطيني هنا من الحقوق المدنية والإنسانية ومنها حق التملك، اضافة الى انعدام الامل بالوضع الفلسطيني برمته».
وتشير منظمات المجتمع المدني في المخيم الى هذا الواقع مع تأكيدها ان «الأمر اليوم اختلف وباتت الهجرة ولو عبر زوارق الموت مطلبا حتميا للمقيمين ومن نزح من الفلسطينيين من سوريا».
ويرى الرفاعي انه «بات واضحا ان هذه الهجرة تكاد تصبح جماعية نتيجة الوضع الأمني للمخيمات وانتشار السلاح العشوائي، واستمرار الاغتيالات، وغياب فرص العمل خاصة للشباب الذين يتخرجون من الجامعات بوظيفة «عاطل عن العمل» او «ممنوع من العمل» .
وتكشف مصادر المنظمات المدنية عن مغادرة «عائلات بأكملها المخيمات بعد ان تبيع كل ممتلكاتها بارخص الأثمان لتأمين ثمن تكاليف الهجرة بالرغم من كل المخاطر التي تهدد حياتهم مع أبنائهم ان كان عن طريق البحر او الحدود البرية ومن خلال السماسرة الذين يتاجرون بهم».
وكشفت مصادر فلسطينية «ان نسبة المهاجرين الفلسطينيين بهذه الطريقة تزداد بوتيرة متسارعة يوما بعد يوم رغم كل التعقيدات التي تعترض طريقهم: «ان تعداد النازحين الفلسطينيين من سوريا كان يتجاوز الثلاثة آلاف عائلة ربما لم يبق منهم أكثر من ألف عائلة».
وتؤكد المصادر عينها، أن معدل الهجرة من مخيم عين الحلوة ارتفع إلى نحو 15 في المئة.
ويعتبر مسؤول «لجان حق العودة» فؤاد عثمان أن ما يجري «هجرة منظمة غير شرعية»، لافتاً الانتباه الى ان بعض الدول الأوروبية فتحت بابا لايواء الفلسطينيين من مخيمات لبنان معتبرا ان هذا الامر فيه تمرير لمشروع شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين عبر التشجيع واغراءات المغادرة وتحت وطأة الاحلام الوردية التي يوضع تحت تأثيرها الشباب الفلسطيني اضافة الى استغلال الجهات المحرضة على تلك الهجرة الأوضاع الامنية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها اهلنا وشبابنا».

(محمد صالح (السفير، 24/10/2015، ص4))

  • شارك الخبر