hit counter script

ارقام مرعبة لمهاجرين من طرابلس عبر زوارق الموت

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 16:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

علامات استفهام كبيرة تطرح في المجالس السياسية والاجتماعية والشعبية الطرابلسية تكاد ان تتحول الى كرة ثلج لتشكل احد اسباب الانفجار السياسي والاجتماعي على الساحة الطرابلسية جراء تفاقم حالات الهجرة غير الشرعية التي تبتلع مئات الشباب الطرابلسي هربا من الفقر والبطالة ومن كل اسباب الملاحقات القضائية والامنية التي يتعرض لها الشباب لغاية الآن...
التساؤلات التي يطرحها الكثير من الطرابلسيين محورها الاساسي التالي:
اين هم نواب ووزراء وقيادات وتيارات طرابلس السياسية مما يجري من هجرة جماعية عبر زوارق الموت؟...
ولماذا هذا الصمت المطبق من قبلهم حيال هذه الهجرة الخطيرة التي تفرغ طرابلس من شبابها؟
واين هي مشاريع القوى السياسية التي وعدوا بها طرابلس وبقيت حبرا على ورق؟
مرجعية طرابلسية اعتبرت ان قيادات طرابلس السياسية تتحمل المسؤولية الاولى عن هذه الهجرة الجماعية غير المسبوقة في تاريخ المدينة لعدة اسباب ابرزها :
اولا - الانقسام السياسي العامودي وما يرافقه من سجالات سياسية بين القوى والتيارات السياسية الناشطة على الساحة الطرابلسية مما عرقل الكثير من المشاريع الانمائية حيث يعرقل كل فريق سياسي الآخر وادى ذلك الى انعكاسات سلبية دفع ثمنها الشباب الطرابلسي الذي ذهب ولا يزال يذهب ضحية هذا الانقسام والصراع السياسي بين القوى الطرابلسية.
ثانيا - الدور الذي لعبه تيار المستقبل في استقطاب معظم الشباب الطرابلسي وتنظيمهم في اطر وهيكليات لقاء رواتب لا تغني ولا تسمن عدا عن استخدام الشباب ادوات في الصراع السياسي الى حين انتفاء الحاجة اليهم وصرفهم من الخدمة بعد اقفال مكاتبهم وفرط هيكلياتهم التي كانت تحت مسمى ( افواج طرابلس) وحجب الخدمات والمساعدات عن كل الشباب الذي وجد نفسه ملتحقا بصفوف العاطلين عن العمل وارقاما مضافة الى عالم البطالة.
هنا تطرح المرجعية الطرابلسية تساؤلا كبيرا:
لماذا لم تعمد قيادات طرابلس السياسية،خاصة المتمولين منهم ومن لديه مؤسسات ومرافق في طرابلس والشمال الى تشغيل الشباب او انشاء معامل وتوظيف هؤلاء الشباب بما يقيهم شر الفقر والعوز والغوص في متاهات الحبوب المخدرة او الانضواء في منظمات متطرفة تجندهم لاحقا في معارك عبثية او ترسلهم الى حتفهم المؤكد في سوريا والعراق؟...
تلاحظ المرجعية ان بعض دول الخليج لعبت دورا بارزا في احداث طرابلس التي كانت نتائجها اما سجن الشباب واما الموت قتلا في المعارك ومن حظي بحياته حرا تحول الى مدمن في عالم البطالة يفتش عن رزقه وهم اليوم يهاجرون الى اوروبا التي فتحت ابوابها امام هؤلاء الشباب وخاصة الى المانيا التي اعلنت مؤخرا ميركل انها ستستقبل 800 الف مهاجر لبناني متسائلة عن دور دول الخليج التي ترفض استقبال هؤلاء الشباب لتشغيلهم في مؤسساتها بل اغلقت ابوابها امام الشباب اللبناني بدلا من احتضانهم بعد توريطهم في احداث طرابلس ولبنان عامة بفعل الشحن المذهبي البغيض الذي مارسته ولا تزال ...
تشير المرجعية الى ان ارقام المهاجرين من طرابلس بلغت رقما مريعا للغاية ومخيف لم يحصل حتى في اصعب الظروف التي شهدتها طرابلس من محن في الثمانينيات وان هذا الرقم خلال اسابيع قليلة وصل الى ما يقارب الـ 6000 مهاجر وعدد لا يستهان به من عائلات باكملها ووجهة المهاجرين تبدأ اما من مرفأ طرابلس باتجاه أزمير التركية، واما عبر مطار بيروت نحو اسطنبول ومن هناك نحو اليونان بزوارق مطاطية ومنها الى مقدونيا والمجر وصولا الى المانيا في رحلة مليئة بالمخاطر والذل والرعب وكل ذلك في ظل صمت سياسي واستهتار ولا مبالاة وكأن هناك مؤامرة على هذه المدينة التي لا تزال تدفع الاثمان الباهظة من شبابها ..

(الديار، 17/10/2015،ص2)
 

  • شارك الخبر