hit counter script

باقلامهم - جاد صليبا

هل تفعلها إسرائيل؟

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 06:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الحرب الدوليَّة التي تدور رحاها في سوريا لم تحجب يوماً أنظار إسرائيل عن البرنامج النوويّ الإيرانيّ. فتَلّ أبيب لم ولن تُصَدّق وعود الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنّهُ سيَمنع إيران من امتلاك سلاح دمار شامل. ورئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، الذي لا يرى في الاتّفاق النوويّ بينَ طهران ومجموعة "خمسة زائداً واحداً" سوى حبرٍ على وَرق، لم ينفَكّ يُراقب إيران عن كثب، ويتحَيَّن الفرصة المُواتية لاتّخاذ القرار الذي يرى أنّه يحمي إسرائيل.
غيرَ أنَّ ما "زادَ الطين بلّة" بالنسبة إلى نتنياهو، هي المعلومات التي كشفها قبلَ أشهر عدَّة رئيس وكالة الاستخبارات المركزيَّة الأميركيَّة "CIA" وكبير مُستشاري أوباما لمُكافحة الإرهاب، جون برينان، ومفادها أنَّ "طهران نقلت أجزاءً من صواريخ برنامجها العسكريّ النوويّ إلى كوريا الشماليَّة".
"فهل يدفع ذلكَ نتنياهو إلى اتّخاذ قرارٍ بضرب كوريا الشماليَّة؟ وهل تتّخذ هذه الضربة شكل "العمليَّة الجراحيَّة" المحدودة لتعطيل الأجزاء الأساسيَّة من تلك الصواريخ الإيرانيَّة؟ وكيف سيكون الرَدّ الكوري الشمالي – الإيراني على هذه الخطوة الإسرائيليَّة؟ وهَل تتحمَّل تَلّ أبيب التبعات العسكريَّة لأيّ ضربةٍ تُوَجَّه إلى تلك الصواريخ؟"، كُلّها أسئلة تُطرَح اليوم في الصحافة الإسرائيليَّة. لكنَّ ما يُقال في الصُحف، وما يُطرَح من سيناريوهات وتحليلات يكادُ لا يكون منطقيّاً. فإسرائيل الغارقة اليوم في بحرٍ من الحروب والأزمات التي تنهش محيطها الإقليمي، بغَضّ النظر عمّا إذا كانت تلكَ الحروب تصبّ في مصلحتها أم لا، تَجِدُ نفسها عاجزةً كُلَّ العجز عن الدخول في أيّ حرب. فالشرق الأوسط الآخذ في التغيُّر، وموازين القوى الجديدة الآخذة في التشكُّل، والواقع الجديد الآخذ في الارتسام، كُلّها عواملٌ تدفع إسرائيل إلى التريُّث والعدول عن أيّ مُغامرات غير محسوبة النتائج، وهيَ تُعوّل كثيراً على الانتخابات الرئاسيَّة الأميركيَّة، لكنّها لا تستبعد من حساباتها خيار ضرب كوريا الشماليَّة إلكترونيّاً، ليكون ذلكَ بمثابة إنذارٍ أوّلي، قبلَ اتّخاذها "القرار المَرير" بالمُواجهة العسكريَّة المفتوحة مع نظام بيونغ يانغ.
 

  • شارك الخبر