hit counter script

تجار الموت ينشطون في طرابلس

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 11:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 (المستقبل، 16/10/2015، ص6)

على الرغم من المخاطر المحدقة بمراكب الموت، والتي تتسبب يوماً بعد يوم بغرق المئات من المهاجرين السوريين والفلسطينيين واللبنانيين ومن بينهم الاطفال والنساء، فإن ما يقوم به «تجار الموت» من عمليات ابتزاز تكون مغرية للشبان من أبناء الأحياء الشعبية في المدينة ما بين 17 عاماً الى 24 عاماً. وتتحدث المعلومات عن وصول المئات من اللاجئين من شمال لبنان قبل ايام الى جزيرة «كوس» وجزيرة «ميتيلين» في اليونان لينتقلوا منهما باتجاه أثينا ومن ثم الى مقدونيا والمانيا في رحلة اللجوء المضنية، وعلى سبيل المثال فإن من كتبت له النجاة يحكي عن ظروف قاسية يؤكدها الصياد سهيل فياض الذي باع مركب الصيد الذي كان يملكه على شاطئ مدينة الميناء وعمل عليه زهاء ثلاثين عاماً ليهاجر الى المانيا مطلع الشهر الجاري، وفعلاً وصلها بعد عشرة ايام كما أبلغ ذويه، لكنه عانى الأمرين ومرض في الطريق جراء البرد القارص حيث تسلمتهم المنظمات الدولية وعملت على نقلهم الى المانيا وهناك وضعتهم في مخيمات خاصة باللاجئين.
والحال نفسه مع الشاب زياد ف. الذي كان من ضمن مجموعة غادرت منطقة باب التبانة الاسبوع الماضي، وكان اتصل بوالده يخبره بوصوله الى المانيا بعد رحلة مضنية من المشقة والعذاب، بدأت منذ مغادرتهم اليونان باتجاه النمسا، وصولاً الى المانيا حيث خضعوا للتحقيقات ثم وضعوا في مخيمات خاصة باللاجئين.
ويقول والد زياد الذي يعمل في باب التبانة بأنه وضع يده على قلبه عندما ابلغه ابنه بقرار مغادرته، ولكنه رضخ لقراره لانه لا يملك حلاً آخر بعدما ضاقت سبل العيش في المدينة بالشباب الذين هم في غالبيتهم عاطلين عن العمل، ولا يستطيعون تأمين الحد الادنى من مصروفهم ليعيشوا بكرامة، فأنى يستطيعون تأمين مستقبلهم وبناء اسرة لهم.
ويوضح والد زياد بأن «قرار الهجرة غير الشرعية أتى بعدما توصل الشباب الى ان السفر أفضل من بقائهم، فمن يصل تكتب له الحياة ومن يغرق لا حول ولا قوة الا بالله، هي مخاطرة ولا شك». ويلفت: «هذه الايام عائلات تترك كل ما لديها وتغادر، ظاهرة غريبة جداً، هناك حديث عن بعض المفقودين ومن بينهم عائلة العكاري من هنا في باب التبانة والمؤلفة من الزوج وزوجته «أحلام» وابنهما».
ومن بين طالبي الهجرة يحكي شاب نجح في السفر بحراً بأن شقيقه اتصل به من المانيا وطلب منه أن يحضّر نفسه للمغادرة قريباً، مشيراً اليه بأن الاجهزة الامنية في النمسا وغيرها من الدول تتشدد في مراقبة حدودها، وهو سوف يرسم له طريقاً جديداً تكون أسهل بكثير، وتمكنه من الوصول الى المانيا.
ويؤكد محمود حداد ان باب الهجرة من الميناء وسائر أحياء طرابلس مفتوح أمام الشباب وهناك أعداد كبيرة غادرت بسبب عدم الاستقرار والخوف من المجهول.
يذكر ان الذين يسلكون طريق الهجرة غير الشرعية يغادرون مرفأ طرابلس باتجاه تركيا بطريقة شرعية، وينتقلون منها بطرق غير شرعية باتجاه اليونان وبقية دول اوروبا.
وبحسب مصادر فإن ما يجري يعد أكبر عملية هجرة جماعية في تاريخ طرابلس من شباب وعائلات بأكملها. وكانت الاجهزة الامنية عطلت الاسابيع الماضية محاولات للهجرة عبر مراكب صغيرة وأوقفت ضالعين في تهريب مواطنين فلسطينيين قدموا من مخيم عين الحلوة.
وتقوم الاجهزة الامنية بفرض رقابة واسعة على المرافئ للحيلولة دون تمكين المهربين الذين نشطت تجارتهم في البشر الذين يصرون على الصعود على مراكب الموت بسبب الحرب الدائرة في سوريا، والقلق الذي يساورهم محلياً.
 

  • شارك الخبر