hit counter script

أحداث لبنانيون وعاطلون عن العمل يختبرون "طريق الموت"...

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 10:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحداث لبنانيون وعاطلون عن العمل يختبرون "طريق الموت" عائلات بأكملها اجتذبتها الهجرة إلى أوروبا... والمصير مجهول 

قبل أيام من عيد مولده السابع عشر، انهمك "خالد" - وهو اسمه المستعار - بتوضيب حاجاته الشخصية، وتجهيز حقيبة ظهر دسّ فيها حذاء وملابس رياضية، وقبعة وقفازين من صوف، استعداداً لرحلة الأحلام على طريق المجهول والموت، والتي شجّعه على خوض غمارها من سبقه اليها من رفاق الحي والبلدة وحتى المدرسة، وجهل والديه واستسلامهما للقدر.
"خالد" الذي كان متعثراً في دراسته، والذي كاد أن يجرفه تيار ديني متشدد، وحيد على شقيقتين، معتدل الطول، نحيل البنية، لم يختبر من الحياة سوى ما وفره له الحي الذي يقطنه مع ذويه، من أصدقاء محدودي الثقافة، والتربية، أراد اللحاق برفاقه الذين سبقوه الى "أرض الأحلام"، على درب المجهول و... الموت.
جمع ذوو "خالد" قرابة ألفي دولار أميركي، واستحصلوا له على جواز سفر من الأمن العام، وبطاقة سفر الى المحطة الأولى... تركيا، على أن يكون في عداد مجموعة من العائلات المسافرة على الدرب نفسه الى "الجنة الموعودة".
"خالد" نموذج لشبان لبنانيين من أعمار ومناطق مختلفة، بلغ بهم اليأس والإحباط حدّ المجازفة بأرواحهم طلباً للحياة المستقرة في أوروبا، أرض الأحلام الموعودة، وهرباً من بلد فقد أبسط مقومات العيش الكريم، وضاق به العيش الى درجة أن مواطنيه باتوا أشبه بلاجئين فيه!
غالبية هؤلاء اللبنانيين المهاجرين تنتمي الى فئتين: فئة العاطلين عن العمل وفئة الطلاب، لكن الفئة الأولى تضم الأكثرية، علماً أن ثمة عائلات بأكملها لبنانية وفلسطينية وسورية، حزمت أمتعتها وغادرت لبنان طلباً للعيش في أوروبا، "بلاد السحر والجمال والغنى والمال"، كما يصفونها، وبحثاً عن لقمة العيش، أو خوفا من المستقبل.
أكثر المهاجرين من لبنان الى اوروبا عبر تركيا، يسافرون عبر مطار رفيق الحريري الدولي بذريعة السياحة او العمل. وعند وصولهم الى تركيا يمكثون بعض الوقت في الفنادق (غالباً في بودروم أو إزمير)، ثم يجري الاتصال بالمهرب الذي يكون على علاقة بمهرب وسيط من لبنان.
وعلى كل من يريد التعرف الى المهرب التركي، أن يدفع للمهرب اللبناني الذي قد يكون أنثى أو ذكراً، ما بين 500 دولار وألف دولار. وبعد التعرف الى المهرب التركي، أو قد يكون لبنانياً او سورياً يقيم في تركيا، يدفع مبلغ 800 دولار، اذا أراد ان يتوجه في قارب الى اليونان، طبعا مع عدد كبير من المهاجرين. اما الذين يريدون يختاً او قارباً لهم وحدهم او لعائلاتهم فقط، فيدفعون للمهرب 1600 دولار. وعند الوصول بسلام الى اليونان، يجري تمزيق بعض الاوراق الثبوتية، ولدى سؤال معنيين لهم من اين انتم، يكون الجواب من سوريا... حتى ولو لم يكونوا كذلك. ومن هناك تبدأ رحلة العذاب الى أوروبا.
وبعد إقفال أنقرة حدودها البرية وتشددها في منع المهاجرين من عبورها نحو اليونان، باتت جزيرة كوس اليونانية تستقبل أسبوعيًا قرابة ألف مهاجر من الشواطئ التركية، في رحلة تستغرق 45 دقيقة وقد تمتد ساعتين أحيانًا.

(جوزف خليل - النهار، 14/10/2015، ص3)


(http://newspaper.annahar.com/article/275377-%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D9%8A%D8%AE%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%A3%D9%83%D9%85%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D8%B0%D8%A8%D8%AA%D9%87%D8%A7)

  • شارك الخبر