hit counter script

أخبار محليّة

بري: لحل سياسي في سوريا ليس بعيدا عن الـ 5+1

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 14:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حظي رئيس مجلس النواب نبيه بري في الزيارة الرسمية التي يقوم بها لرومانيا بحفاوة واهتمام شديدين من اركان الدولة، عكسهما البرنامج الحافل الذي استهله اليوم باجتماع مشترك صباح اليوم مع رئيسي مجلسي النواب والحكومة فاليريو ستيفان زاغونيا وفيكتور بونتا في قصر البرلمان على مدى ساعة ونصف ساعة.

وعبر زاغونيا عن هذا التقدير بعد استماعه الى شرح بري عن الاوضاع في المنطقة وسبل تطوير التعاون بين البلدين بقوله: "انه اجمل لقاء أعقده مع رئيس مجلس نيابي. ما عبرتم عنه هو خطة عمل متكاملة، ونستطيع ان نعتمد على خبرتك في تعاوننا على كل الصعد السياسية والاقتصادية وفي ما يتعلق بالتطورات في الشرق الاوسط وسوريا".

وجرى خلال اللقاء التشديد على تعزيز الاستثمارات بين البلدين والافادة من موقعي لبنان ورومانيا كبوابة الى الشرق الاوسط واوروبا.

وقال بري ان الشرق الاوسط "يمر في ازمات خطيرة جدا، وان كل البلدان العربية او معظمها تعيش احداثا دامية ما عدا لبنان والحمدالله".

واقترح العمل لمنتدى او مؤتمر روماني افريقي اقتصادي في سبيل تطوير التعاون وتطويره وتوسيعه وتسهيل الحركة بين لبنان ورومانيا.

ورحب رئيس الحكومة الروماني باقتراحات بري مؤكدا ان رومانيا "ستسعى الى مساعدة لبنان ودعمه في الاعباء التي تحملها من جراء هذا العدد الكبير الذي يستضيفه من اللاجئين السوريين". وقال: "يا للاسف ان اوروبا لا تعرف كيف تتعامل مع هؤلاء النازحين اليها، مع العلم ان ما يعانيه لبنان هو اكبر واصعب، ومن واجبنا مساعدته والاردن على مواجهة هذه الاوضاع".

وعقد بري مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد الاجتماع مع نظيره الروماني الذي رحب به قائلا: "إن الرئيس بري هو أحد رجال السياسة ذوي الخبرة الطويلة المتميزة، واحد افضل اصدقاء رومانيا. ان هذه الزيارة التي تصادف الاحتفال بالذكرى الخمسين للعلاقات الديبلوماسية بين بلدينا هي إشارة إيجابية في علاقاتنا الثنائية وخصوصا في انعاش الديبلوماسية البرلمانية. اننا نرحب باقتراح الرئيس بري توقيع مذكرة تفاهم بين البرلمانين الروماني واللبناني، كما نؤكد الدعم المتبادل بين بلدينا في المحافل الدولية وتبادل الخبرات على مستوى اللجان النيابية".

أضاف: "ان لبنان يحتل مركز الصدارة في قائمة المستثمرين الاجانب في رومانيا، ونتمنى ان يصبح بوابة صادرات رومانيا الى الشرق الاوسط، وان تكون رومانيا بوابة صادراته الى اوروبا. وتناولنا ايضا النواحي الامنية وقضية اللاجئين السوريين ولا سيما في لبنان والاردن وتركيا، ولكن يبقى العدد الاكبر في لبنان نسبة الى عدد سكانه. واكدنا دعم رومانيا للبنان في المحافل الاوروبية والدولية. ان الحفاظ على استقرار لبنان وسلامة اراضيه وسيادته اولوية بالنسبة الى رومانيا".

ثم تكلم بري فشكر نظيره الروماني على دعوته "بعد هذا اللقاء المثمر والناجح مع رئيسي مجلسي النواب والحكومة، واتوجه بالشكر الجزيل الى دولة رئيس مجلس النواب الذي اتاح لي فرصة زيارة هذا البلد العزيز بعد 17 سنة على الزيارة الاولى. والشكر موصول لفخامة رئيس الجمهورية والشعب الروماني الذي احتضن منذ عقود عددا كبيرا من الطلاب اللبنانيين الذين تجاوز خريجوهم خمسة الآف، بعضهم من أهم الاختصاصيين في لبنان وبعض من كبار التجار ايضا هنا، ويشكلون عمادا في الاقتصاد الروماني، وانشئت غرفة التجارة الرومانية اللبنانية قبل مئةعام، كما ان العلاقات الديبلوماسية بدأت قبل 50 عاما. اما العلاقات البرلمانية فهي اكثر من عقدين. هذه الجسور من العلاقات الانسانية يجب الاستفادة منها سواء في الموضوع الاقتصادي خصوصا عبر منتدى اقتصادي تجاري يقوم بين لبنان وافريقيا واوروبا عبر رومانيا".

واضاف: "يجب زيادة الاستثمارات في رومانيا، ويستفاد من هذا الامر خصوصا في تسهيل امور التأشيرات التي بحثنا فيها في مناسبة وجود رئيس الحكومة الذي يعد مشاريع عدة لتسهيل اعطاء التأشيرات للبنانيين. بالنسبة الى الاهتمام بموضوع اللاجئين، كان ايضا مركزا على الحل النهائي الذي لا يتم في رأيي الا بالحل السياسي في سوريا وليس بالمساعدات فقط. ونحن نعلم ان رومانيا كانت السباقة الى فهم حقيقة هذا الموضوع عندما لم تقفل سفارتها في دمشق لانها كانت تعلم من الاساس ان الحل يتم بالسياسة وليس بالقوة. اخيرا انتهزت هذه الفرصة كي اوجه باسم دولة رئيس الحكومة وباسمي شخصيا دعوة الى كل من دولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب لزيارة لبنان، وان شاء الله سيتم هذا الامر للمتابعة والتنسيق وتعزيز العلاقات بيننا في الربيع المقبل".

سئل عن نصيحته للبلدان الاوروبية حيال اللاجئين السوريين، فأجاب: "كما قلت، الحل الحقيقي هو في السعي دائما الى الحل السياسي في سوريا. لقد تقدمت بكل تواضع باقتراح امام رئيسي المجلس والحكومة في هذا الاطار، وما تتحدثون عنه عن تدفق اللاجئين السوريين الى اوروبا، فإن كل اللاجئين حتى الآن عددهم اقل من مئة الف، بينما ثمة في لبنان وحده أكثر من مليوني لاجىء بين سوري وفلسطيني".

سئل: كيف تواجهون مشكلة اللاجئين؟
اجاب: "قلت انا اريد المساعدة السياسية رغم انني لا استطيع رفض اي حل بالمساعدة المادية، لكنني اركز على الحل السياسي. اوروبا هي الاقرب الينا، وعليها ان تضغط لحل سياسي، والحل الذي حصل مع 5+1 (الاتفاق النووي الايراني) ليس بعيدا من الحل في سوريا".

بعد المؤتمر الصحافي استضاف رئيس مجلس النواب الروماني الرئيس بري والوفد المرافق لحضور إحدى الجلسات العامة التي كان يرئسها، والقى كلمة ترحيبية مقتضبة منوها بدور بري وخبرته البرلمانية، وبزيارته التي تساهم في تطوير التعاون الثنائي والعلاقات البرلمانية بين المجلسين.

ثم عقد بري لقاء مع رئيس مجلس الشيوخ كالين بوسكو في حضور عدد من اعضاء المجلس والسفيرة اللبنانية رنا المقدم واعضاء الوفد المرافق، وتركز الحديث على تفعيل التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتطرق الى ازمة اللاجئين السوريين والاوضاع في الشرق الاوسط.

وبعد الظهر اقام رئيس مجلس النواب الروماني مأدبة غداء تكريما لبري والوفد المرافق، حضرها وزراء الخارجية والمال والتربية ونائبة رئيسة المجلس رئيس لجنة الصداقة الرومانية اللبنانية روديكا نصار.

وكان بري عقد لقاء مساء امس مع رجال الاعمال اللبنانيين في بوخارست، وتحدث عن دور الاغتراب في رومانيا واوروبا وافريقيا "حيث ان اللبناني لا ينشق عن وطنه، ويعمل في الوقت نفسه لبلد الاغتراب ويحترم قوانينه".

وقال: "اطمئنكم كما عبرت اكثر من مرة ان لبنان افضل بلد عربي من الناحية الامنية، لا بل افضل بلد في الشرق الاوسط. وقد حاول الإرهاب في فترات متفاوتة القيام بتفجيرات واعمال ارهابية لكن الجيش وقوانا الامنية ووحدة اللبنانيين افشلت مخططاته".

اضاف: "ان هموم لبنان كبيرة ويكفي انه لأول مرة في التاريخ لم اسمع ولم اقرأ ان اللاجئين اليه من نازحين سوريين وفلسطنيين يكاد عددهم يفوق نصف سكانه".

واشار الى الوضع السياسي السيئ وأهمية الحوار واستمراره، وتحدث عن اهداف الزيارة لرومانيا ومن بينها العمل من أجل دعم الجالية اللبنانية وتعزيز دورها لتشكل جسرا للتعاون بين البلدين.

وختم: "ان لبنان مع الأسف ليس جزيرة، وهو القصر الجميل الذي تشتعل النيران حوله. لكن الوضع لن يستمر على هذا المنوال، وعلينا ان نحافظ على الوضع الامني والاستقرار، فإذا بنينا عليه فسنحقق نتائج جيدة، أما اذا ضرب الأمن فهذا يعني تخريب كل شيء".
 

  • شارك الخبر