hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - رفيق خوري

بوتين يضرب ويحاور الكل

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 02:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الانوار

ليس لدى الرئيس فلاديمير بوتين ما يدفعه الى القلق حيال التحذيرات التي رافقت الدخول العسكري المباشر في حرب سوريا. ولا شيء يوحي، حتى اشعار آخر، أن الوقائع تطابق التوقعات التي تركزت عليها الأضواء في عواصم عدة: من عزلة روسيا الدولية الى الاصطدام بالعالم الاسلامي مروراً بالغرق في المستنقع السوري. فالرئيس الروسي يلتقي، وسط القصف الجوي الروسي، زعماء اوروبا في باريس ويستقبل في موسكو الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد لقاء الرئيس باراك اوباما في نيويورك. والهاتف شغال بين وزيري الخارجية سيرغي لافروف وجون كيري، الى جانب التفاوض عبر الفيديو بين المسؤولين في وزارتي الدفاع الروسية والأميركية لتنظيم سير الطائرات الحربية في سماء سوريا. وأقصى ما تطلبه عواصم الغرب من موسكو هو نوع من تصحيح الرماية بحيث تتركز الغارات على داعش بدل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا ودول عربية ودول غربية.

فضلاً عن ان بوتين يستقبل في سوتشي ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد، ثم ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وبرفقته وزير الخارجية عادل الجبير ومسؤولين سعوديين آخرين. واذا كان الجبير تحدث عن خلاف حول دور الرئيس الأسد في مستقبل سوريا وعن قلق سعودي حيال تحالف روسي - ايراني، فان لافروف رأى تطابق أهداف موسكو والرياض بالنسبة الى الأزمة السورية. لا بل أكد ان المطلوب قبل كل شيء هو منع خلافة ارهابية من السيطرة على البلاد. أما بوتين الذي نفى العزم على ارسال قوات برية للقتال في سوريا، فانه حدّد هدف التدخل الروسي بأمرين: الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية، وتوفير الظروف لتنفيذ تسوية سياسية.
ولا أحد يجهل ما تجاهله بوتين من أهداف استراتيجية وجيوسياسية لروسيا، سواء في سوريا أو من خلال المشاركة في حرب سوريا. وبعضها بالطبع الشراكة مع أميركا واستعادة الدور الذي كان لموسكو السوفياتية في الشرق الأوسط. فضلاً عن حماية الأقليات وتجربة أسلحة روسية جديدة.
لكن طبيعة القصف الروسي الذي لم يمنع داعش من الهجوم على مواقع للمعارضة قرب حلب تطرح سؤالين: ما هي المساحة الجغرافية التي يتم فوقها الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية؟ وما هي التسوية السياسية التي يقود اليها دعم واحد من طرفيها وضرب الطرف الآخر، مع ترك الأطراف المتشددة الرافضة لأي حلّ سياسي تتحكّم بأجزاء من الأرض والشعب؟
الأجوبة متناقضة. لكن البعض يقول للخائفين كما للمتحمسين: انتظروا المشهد الأخير في السيناريو.

  • شارك الخبر