hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

هل حسم قرار التصادم: القوى الامنية vs حراك؟

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 01:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من الطبيعي أن ينبري مدافعون وبشكل مستميت عن الحراك الشعبي الى صد اي انتقادات، كما في كل مرة نحاول ان ننقل تقييمنا وملاحظاتنا حول التحرك الذي هو ليس ملكاً لأحد وليس مفصلاً على قياس احد، ولا احد يملك حق التفرد بوجهته ومساره... فهذا الحراك في الخاتمة اسمه "الحراك الشعبي" وليس الحراك الفئوي، أي بشرح مبسط يجب أن يضم مختلف الفئات الشعبية، وعدداً كبيراً من المواطنين "القرفانين، والمتعبين، والمنهكين من الوضع القائم".
ومما لا شك فيك ايضاً، ان الشعب تنازل عن غالبية حقوقه للسلطة السياسية اللبنانية، بما فيها حقه بالمواطنية والمساءلة والمحاسبة لصالح السلطة السياسية، فهو دائم الانتقاد في المجالس الخاصة فقط، خوفاً على صورة الجهة السياسية التي تمثله، انما في الخاتمة هو جاهز دائماً لايجاد التبريرات الكاملة لادائها وممارساتها.
هذه الفئة بحاجة الى خضة تصويبية، لاقناعها بان انتماءها أو نصرتها لفئة سياسية ما، لا يعني مبايعتها بشكل اعمى ومنحها الولاء الكامل، فـ"المال السايب يعلم الناس على السرقة"، هذا ما كان يعوّل على الحراك الشعبي ان يفعله، لولا ان القيمين على الحراك الشعبي صموا بدورهم آذانهم عن الآراء المختلفة لقراءاتهم، وجعلوا هذه الفئة أكثر التفافاً حول القيادات السياسية التي تمثلها.
في الشق الميداني... يجنح بعض المتظاهرين او "المتحركين في الشارع" الى العنف، الامر الذي يبرره البعض بأنه ردة فعل تلقائية على قمعية "السلطة الحاكمة" الهادفة الى "كم افواه المتظاهرين" وجرهم الى العنف، مع يقين واقتناع هؤلاء ان هذا لا يمكن ان يكون مبرراً للتعدي على حقوق الآخرين واستهداف الممتلكات العامة، ومخطئ جداً من يعتقد أن العنف غير المنظم ممكن ان يستولد النظام".
كثيرون يرفضون العيش وسط النفايات، ويرفضون هذا الاستخفاف الوزاري بهذا الملف، الى درجة عجز وفشل القيمين عن دحر الامراض التي تهددنا، كما يرفضون سياسة الترقيع المتواصلة والتي باتت في صلب الأداء السلطوي.
ومن حق عشرات ومئات المواطنين ان يتظاهروا ويعتمصوا ويعبروا عن رفضهم واستنكارهم للفوضى الحاصلة وانهيار شكل الدولة، فالمشهد الطبيعي الذي كان يجب ان نشهده في الساحات هو أعداد تغص بها الطرقات، رفضاً لسياسة الاستهتار والاستخفاف واللامبالاة والتحاصص والتقاسم، لولا أن البعض ارتأى توجيه الحراك وفقاً لقراءته الخاصة، متنازلاً عن مشاركة شريحة كبيرة من المواطنين المنهكين، لكن خائفين، ومرتابين، وتعودوا على نموذج ونمط "اللي منعرفه احسن من اللي ما منعرفه".
بالارقام وعملياً: لا ادري ان كان يمكن ان يطلق على "متحركي اليوم" اسم الحراك الشعبي، كونهم لا يتمتعون بتمثيل شعبي مقبول نسبيا، في مقابل ما تمتلكه الاحزاب من قواعد جماهيرية كل على حدة (فكيف في حال التحالف؟).
كما ان منحى الامور يؤكد أننا نتجه الى تصادم محتم لا محالة بعد التطورات التي شهدناها الخميس الماضي والتوقيفات التي عكست تغيراً في الاداء الامني مع المتظاهرين، كما ان استمرار الحراك الشعبي على سياسته الحالية سيسهل مهمة القوى السياسية القائمة في تصويره على أنه حالة شاذة عن الواقع، ويجب التعامل معها بالشكل المناسب.
فحتى اللحظة "المشاركة غير كافية، الثقة بالقيمين على الحراك بالنسبة للشريحة الاوسع هي ضعيفة ان لم نقل معدومة، اهداف الحراك غير محددة، بعض المتحدثين باسم الحراك لا يتمتعون بالكفاءة والاهلية لاقناع المواطن بصلاحية تمثيله، لا بل هم يؤثرون سلباً على شكل الحراك، فضلاً عن الضبابية في مسار التحركات، اضافة الى اقتناع الحراك ان التغيير لا بد وأن يأتي بالالتحام وليس بتأمين الالتفاف الاوسع حوله، والذي بدأ يتناقص منذ اول اعتصام حتى تاريخه. فهل حسم قرار التصادم: القوى الامنية vs حراك؟

  • شارك الخبر