hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

قداس في دير مار أنطونيوس الحدث في ذكرى تغييب الأبوين شرفان وابي خليل

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 12:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الاب داود رعيدي قداسا احتفاليا لمناسبة مرور 25 عاما على تغييب الأبوين الأنطونيين البير شرفان وسليمان ابي خليل، عاونه فيه رئيس دير مار انطونيوس الأب المدبر جورج صدقة، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار والأب المدبر ريمون هاشم، في دير مار انطونيوس في الحدث.

حضر القداس ممثل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، المطرانان غي بولس نجيم وبولس صياح، النائب حكمت ديب ممثلا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، الوزير السابق فادي كرم ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، الدكتور مجيد العيلي ممثلا رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، النائبان ناجي غاريوس وآلان عون، ذوو الأبوين، رئيس بلدية الحدث جورج عون، رئيس بلدية بعبدا هنري كرمللو الحلو، المدير حنا الطيار ممثلا الرهبانبة المريمية، الرؤساء العامون والرئيسات العامات، الآباء المدبرون، الرهبان والراهبات وحشد من أبناء المنطقة.

استهل الأب صدقة القداس بكلمة جاء فيها: "إننا مدعوون الى المشاركة في هذا القداس الذي خدمه الأب البير ابن الحدث بجوقته وما تزال موسيقاه ومؤلفاته الموسيقية صادحة في هذا الدير وهذا المعهد الأنطوني وهذه المنطقة، وكذلك الأب سليمان ابن بعبدا الذي مر بهذا الصرح وترك أثر طيبا في هذا الدير، أشكر حضوركم جميعا ومشاركتكم الذبيحة الإلهية التي تبلسم جراحنا".

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الأب رعيدي عظة جاء فيها: "في هذه المناسبة في ذكرى مرور 25 عاما على تغييب الأبوين شرفان وأبي خليل، وإذا اردنا النظر الى الخلف ترانا نعيش غنى الحاضر والوعي الشخصي لكل من قدم ذاته للوطن، كما اننا نعاني مما آلت اليه أمور اليوم ونسبة استفادة المواطنين من شهادة أخوينا المغيبين أو من شهادة الكثيرين الذين ماتوا من أجل الوطن، وما يحزننا بالأكثر أن الحال التي نحن فيها اليوم في لبنان تتجاهل أرواح الكثيرين من الذين فقدوا وغيبوا أو ذابوا في سجون الإستقواء من دون أن نلمس أي تطور للرؤية ونمو على المستوى الإنساني يجمع اللبنانيين في قلب واحد، إنما نجد ان القسمة بدأت تأخذ مكانها في القلوب والفرز الطائفي آخذ في الإزدياد لكأن أرواح شهدائنا على اختلاف انتماءاتهم قد ذهبت سدى، وهذا ما نلمسه في معاناة عائلات المفقودين والأسرى، وآخرهم العسكريون المخطوفون الذين لا ينفكون بالمطالبة بكشف مصير اولادهم ولا من مجيب".

وتابع: "ليست حياة الوطن التي قدمت التضحيات من أجله أفضل من حالهم، فلم نعمل ويا للأسف الى بناء وطن تليق الحياة فيه، بل حوله قسم من السياسيين الى محميات لهم وقطاعات اقتصادية ومالية تعزز تسلطهم، وبدل أن يقسموا الولاء على من راهن على حياته كرامة للوطن، تقاسموا الوطن حصصا وفيدراليات وزعامات، ويدهشنا كيف أن الوطن غرق في الديون والعتمة والنفايات والمحسوبيات ونقص الخدمات العامة على انواعها، علما ان وزراء المال المتعاقبين لم ينفكوا عن فرض ضرائب مرفقة بوعود لتمريرها فانتهى بها المطاف أن أقرت الضريبة وتناسوا الوعود، وهكذا هو حالهم مع من استشهد من اولادنا لحماية لبنان، فبدل أن ننحني إجلالا أمامهم، تنجد من يصنفهم في خانات الطائفية والعمالة والإصطفاف والأجندات الخارجية والداخلية والى ما هنالك، ليجعل من استشهادهم هباء ومن موتهم خوانا أو ليقنع من بقي في هذا الوطن ان لا حق له بالعيش الكريم، هل أصبحنا اليوم نحتكر الشهداء لمصالحنا، فلنقف وقفة ضمير، ونجل كل من ضحى بذاته من اجل الوطن، ونجل أبناء الشهداء وعوائلهم الذين يذوقون الأمرين ليتابعوا حياتهم".

وأضاف: "نحن لم ننس أخوينا الأنطونيين بعد 25 عاما على تغييبهما، بل كانا لنا دوما كالينبوع الحي يسقيان الرهبان من شهادتهما ومن استشهادهما، ولن ننسى أخوينا ألبير وسليمان ولا من مات من رهباننا على مذابح الوطن وفي الحروب جميعها، فصفحة الشهادة والشهداء هي الصفحة الأساسية التي يقرأها كل راهب ويقيس حياته عليها ويسعى أن يكون شاهدا للحق والإستقامة ولبناء وطن يعكس القيم الإنسانية والمسيحية والأخوية، فالرهبانية الأنطونية هي شجرة مقدسة غرست على ضفاف نهر العطاء فكبرت وصارت أغصانها باسقة، لكنها مازالت تأخذ وهجها من الجذور المغروسة في الأرض التي كانت وماتزال سببا لثمرها الطيب لإعلاء بناء المجد المتماسك دائما، لذا شئنا هذه الوقفة تحية لمن غذى جذورنا، فصرنا شجرة يتفيأ في ظلها كل متعب ومحتاج. شئناه لقاء لمن جمعنا مع الكثيرين منكم، فأصبحنا عائلة واحدة، شئنا ان نخلد ذكرى إخوتنا وشهدائنا لكي من خلالهم نستمد معنى لتضحياتنا اليومية ونعمل على بناء الرهبانية والوطن ببذل الذات والأمانة الشخصية فنكبر بهم وتكبر رهبانيتنا ونصبح علامة خلاصة لبعضنا، للبنان وللعالم".

وختم: "ليقبل الرب تقدمة أخوينا سليمان والبير وليجعلنا على مثالهما نسهم بتكرسنا قبل عملنا ببناء مجتمع يليق بالإنسان ويعكس صورة الله في حياتنا". 

وفي ختام القداس، وزع كتاب عن حياة الأبوين الأنطونيين بعنوان: "الأبوان الأنطونيان البير شرفان وسليمان ابي خليل في مجاهل القهر أم عن يمين الآب؟".
 

  • شارك الخبر