hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

افتتاح مؤتمر دولي حول صعوبات التعلم وبوصعب يعد بتفريغ متعلمين متخصصين

الأحد ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 15:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أمل جديد خلقه مؤتمر "10-10-DYS" السنوي الأول حول صعوبات التعلم المحدّدة الذي افتتحه مركز "C.L.E.S" السبت في فندق فينيسيا في بيروت، في رعاية لمى تمام سلام. فقد أكد الاختصاصيون المشاركون في المؤتمر وعلى رأسهم الطبيب والبروفيسور السويسري بيا ماجيستريتي أن دماغ الانسان يتمتع بمرونة كبيرة تسمح بعلاج مضمون للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم المحددة (DYSABILITY) مهما كانت فئتهم العمرية، وذلك بالتزامن مع المتابعة التربوية المختصة والدقيقة. وعلى عكس ما كان يعتقد بأنه بعد تخطي الطفل سنواته الست يضمحل الأمل، أكد المؤتمر أن الذين يعانون من الـ "DYS" يمكن معالجتهم في أي وقت تُكتشف فيه حالتهم، ولكن كلما بدأ العلاج والمتابعة مبكراً كلما كانت النتائج أنضج. وخلال إعلانها توصيات المؤتمر، أكدت مؤسسة "كليس" ورئيسته كارمن شاهين دبانة أن وزير التربية الياس بوصعب وعدها بتفريع المعلمين المتخصصين في التعامل مع الاطفال ذوي الصعوبات المحددة في التعليم الرسمي.
وكانت السيدة لمى تمام سلام افتتحت المؤتمر بحضور وزير التربية والتعليم العالي الياس أبو صعب والسفيرين السويسري فرانسوا باراس والبلجيكي أليكس لينارتس، والمفتش العام التربوي فاتن جمعة، والطبيب والبروفيسور بيار ماجيستيتي، وكارمن شاهين دبانة مؤسِسة ورئيسة المركز اللبناني للتعليم المختص "C.L.E.S" الذي ينظم هذه التظاهرة التربوية الطبية للمرة الاولى. كما حضر المؤتمر الذي بدأ عند التاسعة صباحاً ويستمر حتى الخامسة عصراً، أكثر من 500 شخص بين متخصصين وخبراء في الطب العصبي علم النفس والتربية والاجتماع من لبنان والأردن وبلجيكا وكندا وسويسرا والكويت وتونس.
بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة للاعلامي موريس متّى (عريف المؤتمر) الذي نوّه بهدف تأسيس "كليس" الذي يهتم بالفرد والطفل وتحصين المجتمع بغض النظر عن الاعتبارات السياسية والدينية وغيرها، بمبادرة من السيدة كارمين شاهين دبانة بعد تجربة شخصية. ثم ألقت السيدة دبانة كلمتها التي ركزت فيها على الصعوبات التعلمية المحددة التي قد تشكل حاجزاً أمام تطور الطلاب وتقدمهم. وشرحت أن مراكز "كليس" الست، تساعد الأطفال على تخطي هذه المشاكل، منوّهة بمستوى المعلمين في المراكز بفضل مشاركتهم في ندوات وورشات عمل دولية ومحلية. وأشارت الى ان "كليس" يحرص منذ 1999 على التعاون مع وزارة التربية للمساعدة الأطفال وتجنب تسربهم. وشددت على أن الأطفال الـ "DYS" أي الأطفال الذين يعانون من الصعوبات التعلمية المحددة هم طفولة لبنان الضائعة ولا يجب الخلط ما بين صعوبات التعلمية المحددة وصعوبات التعلم عامةً. كما نوّهت بجهور وزارة التربية وأكدت أن "كليس" اختار العمل مع المدرسة الرسمية الحكومية لأنها الجامعة لكل اللبنانيين بمختلف فئاتهم وطوائفهم وأمل المحرومين. وختمت: "نؤمن بأن طريق السلام يمر عبر تعليم الأولاد".
ثم تحدثت المفتش العام التربوي في وزارة التربية فاتن جمعة، عن أهمية حق الطلاب في التعلم وأهمية أخذ الدول لخطوات تضمن هذه الحقوق للطلاب بغض النظر عن وضعهم بموجب الاتفاقيات الدولية. وأكدت أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلمية محددة يملكون ذكاء عالٍ، فتوماس أديسون وألبرت أينشتاين وغيرهم أفضل مثال على ذلك. ونوهت أيضاً بدور مفتشية وزارة التربية في الإشراف والتوجيه والرقابة كشريك أساسي في نجاح القطاع الرسمي، مؤكدة ان التفتيش يُعنى بمقومات التعليم كلها ويعمل بإمكانياته المتاحة للمساهمة في نجاح قطاع التعليم المتخصص ومن خلال دراساته يعمل على تحسين نوعية التعليم وتنمية قدرات الطلاب".
أما الطبيب والبروفيسور السويسري بيار ماجستريتي، فعرّف بمرونة الدماغ الذي لا يشبه الحاسوب بل بما أنه مؤلف من خلايا دماغية حيّة فهي قادرة على معالجة المعلومات وتلقي وإصدار الإشارات. وأفاد: "بفعل عدد الخلايا الدماغية الهائل فإن نوعية المعلومات التي تمر عبر الوصلات العصبية قادرة على التحسن أو التراجع، وبالتالي فإن المعلومات المتبادلة عبر الوصلات العصبية تتبدل بسبب عدد من العوامل وهنا تكمن أهمية مرونة الدماغ في إطار المؤتمر الحالي. ومن خلال شرائح عرض بيّن ماجستريتي أن الحيوانات التي تربّت في بيئات سيئة أو غنية يتبدل شكل جهازها العصبي، ما يؤكد أن الدماغ مرن جداً ويتغيّر مع تعرضه إلى عوامل مختلفة. واستنتج أن العمل على مرونة الدماغ وتحفيز الوصلات العصبية يساعد في مجال صعوبات التعلم وهذا ما تقوم به هذه الجمعيات في عملها اليومي مع الأطفال.
لمى سلام
قبل البدء بكلمتها، أكدت السيدة لمى سلام أنه إذا رأى رئيس الوزراء تمام سلام الذي "يحمل حملاً كبيراً هذه الايام" هذا الحضور والعمل الذي تقوم به السيدة دبانة فسيكون فخور. وشددت على أهمية "هذا العمل لأنه مرتبط بشكل أساسي بالحق البديهي للطفل بالتعلم حتى ولو كان يعاني من صعوبة معينة في التعلم، وهنا تكمن أهمية مساعدة الطلاب في اجتياز صعوباته بدلاً من معاملته بمبدأ الامتحان والتنافس". وقالت: "لا يجب لوم الطفل على صعوباته فيهمّش ويفوته قطار الحياة". وأكدت أن المساعدات التي تقدم إلى أولئك الطلاب لا تهدف إلى عزلهم بل بالعكس ترمي إلى دمجهم مع أترابهم. وأخيراً أكدت على ضرورة متابعة أخر التطورات في مجال مساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم ورفع مستوى الوعي في هذا الإطار لكي لا يترك أي طفل وحيداً.
إلياس أبو صعب
بدأ الوزير أبو صعب كلمته بالأهمية التي يعطيها للأطفال الذين يعانون من صعوبات محددة في التعلم لأنهم نقطة الضعف لدى أهلهم وهم يستحقون الدعم والرعاية المناسبة. وقال إن قطاع التعليم العام يعمل على المساهمة في هذا الإطار عبر اتفاقيات أجرتها "كليس" مع الوزارة لافتتاح المراكز وتطويرها. ونوه بجهد وتفاني السيدة دبانة في مساعدة قطاع التعليم العام. وأكد أن "مشاكل التعليم العام كبيرة جداً وتتفاقم بحكم وجود النازحين السوريين، فإن عدد الطلاب السوريين يفوق عدد الطلاب اللبنانيين في هذا الإطار". وأفاد انه "على رغم النجاح في الحصول على الدعم الدولي، غير أن الوزارة لا تزال تواجه مشاكل كبيرة بسبب عدم جهوزيتها الكاملة، لذا فمن الضروري التعاون بين المجتمع المدني وإنشاء غرفة عمل مشتركة بين الوزارة والجمعيات الجدية". وقال إن الاتفاقية مع المجتمع المدني ستكون أملنا في دمج الطلاب في المجتمع وأخيراً إدخالهم في سوق العمل عبر مؤسسات المجتمع المدني الأخرى، ولن توفر الوزارة أي جهد كي يحصل الأطفال على حقوقهم في التعلم". وبيّن الوزير أن السيدة لمى تمام سلام لا تقدم رعايتها لأي مؤتمر كان، بل تختار أفضلها وثمن دعمها لأنه آتٍ أيضاً من خلفية جمعية المقاصد الخيرية. وفي الإطار السياسي أكد وزير التربية على الدور المهم الذي أداه الرئيس سلام في هذه الأزمة السياسية وتمنى أن يجد السياسيون حلاً قبل الدخول في أزمة جديدة.
يذكر أن المؤتمر جمع اختصاصيين ومعنيين بصعوبات التعلّم المحددة من مختلف القطاعات ووجهات النظر للوصول الى اكتشاف ابتكارات قد تحسّن حياة الأطفال من ذوي صعوبات التعلم المحددة (عسر قراءة، عسر اللغة الشفهية، عسر الحساب، اضطراب الذاكرة، وفرط النشاط والنقص في الانتباه). ويسعى المؤتمر الى زيادة الوعي لدى اللبنانيين، اضافة الى إرساء قواعد جديدة في موضوع تبادل المعلومات، حيث قدم للمشاركين فرصاً واسعة في مجالات التواصل والتعلم والتطور المهني.
تضمن المؤتمر 3 جلسات عامة وحلقات نقاش حول صعوبات التعلم المحددة من وجهة النظر الطبية والتعليمية والاجتماعية.
غرف الدعم الدراسي
وقدّم القيمون على مركز "CLES" عرضاً تفاعلياً لصف الدعم الدراسي، وهو مشروع تربوي أطلقه المركز بعنوان "غرف الدعم الدراسي" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، بهدف الحدّ من الرسوب والتسرّب المدرسي. ويقوم المشروع على إنشاء غرفة دعم دراسي في 200 مدرسة رسمية (58 منها نفّذت، إضافة الى 50 تنفّذ حالياً، ويكتمل العدد في العامين المقبلين) في مختلف المناطق اللبنانية. ويجهّز المركز كل هذه الغرف بالمفروشات والمعدات اللازمة والتكنولوجيا المسانِدة والبرامج التصحيحية، اضافة الى تدريب معلّمَين أو ثلاثة من كل مدرسة لتقديم الدعم الاكاديمي والتربوي في غرف الدعم. كما يعمل المشروع على تطوير قدرات الموجهين التربويين في المديرية العامة للتربية في لبنان ليصبحوا جاهزين للقيام بمتابعة تطبيق المشروع في هذه المدارس. يذكر أن هذا المشروع هو واحد من بين مشاريع كثيرة يقوم بها المركز تتنوّع بين الدورات التدريبية والتوعية والتشخيص والعلاج والمساعدة الفردية المتخصصة المباشرة للأولاد الذين يعانون من صعوبات تعليمية محددة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و12 سنة.
يذكر أن ختام المؤتمر، كان مع طاولة مستديرة أدارتها الاعلامية اللبنانية جيزيل خوري وشارك فيها طالب من أقدم طلاب المركز تحدث عن قصته مع صعوبات التعلم المحدد التي واجهها وكيف ساعده "cles" على تخطي كل هذه الصعوبات كي يتقدم الى الامام وينال شهادة ماجستير من فرنسا. ثم تلت رئيسة ومؤسسة المركز السيدة دبانة التوصيات الختامية.


 

  • شارك الخبر