hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

رندة بري رعت اليوم التراثي الثالث في عيناتا

السبت ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 11:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعت رئيسة الجمعية الوطنية للحفاظ على تراث الجنوب وأثاره رندة عاصي بري اليوم التراثي الثالث، لمناسبة "يوم المرأة الريفية"، الذي اقامه مكتب شؤون المرأة في حركة "أمل" - اقليم جبل عامل واتحاد بلديات قضاء بنت جبيل في قاعة مسرح الانتصار عيناتا، في حضور النائبين علي بزي وحسن فضل الله، مسؤولة شؤون المرأة المركزي في الحركة رباب عون، عضو في قيادة الحركة حسن حمدان، مسؤولة الاقليم هدية عبد الله، عدد من مسؤولي اقليم جبل عامل والمنطقة السابعة، وممثلين عن "حزب الله"، الاب نجيب العميل، الاب وليم نخلة، نائب رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل عفيف بزي وفاعليات بلدية واختيارية وتربوية وممثلي اندية وجمعيات اهلية وشخصيات نسائية.

بعد النشيد الوطني وتقديم من اميمة عواضة، القت بري كلمة خاطبت في بدايتها بلدة عيناتا، بالقول: "لعين عيناتا في المساءات العاملية، لعيون عيناتا المفتوحة في (فريز) على شفاه جافاها الماء وعلى زماننا وعلى سهل (النقعة) الممتد صلة وصل وجامعا مشتركا بين هذه البلدة وجوارها من عيترون الى بليدا وشقرا وبرعشيت.
لعيناتا، للهفتها المعتقة التي تندلق على همس العلم والعلماء الافاضل، ولعيناتا الحلم والنجمة والكوكب التي تشرق بالقصيدة، لعيناتا شرفة القمر الصريحة كشجرة زيتون، التينة التي سلمت جرحها للعطر، البلدة التي كانت العلامة الفارقة عام 1936 والتي تغربت في الاحتلال الاسرائيلي اثنين وعشرين عاما، والتي دمرت عام 2006 ثم قامت الى فرح اعيادنا. لعيناتا المقيمة في مكانها وعلى سطح الوطن، والمغتربة المنتشرة في العالم، التي تستيقظ (دغشة) في ثياب التبغ فاتحة اكفها لمواسم القطاف، لكم جميعا الف تحية مني ومن دولة الرئيس نبيه بري".

واردفت: "هذا اللقاء الانساني العائلي الاهلي بامتياز، الذي ينتبه الى احياء اليوم العالمي للمرأة الريفية، إذ ربما انتم تنفردون في لبنان في احياء هذه المناسبة العالمية التي أقرتها الامم المتحدة عام 2007 بدعوتها الى اعتبار اليوم الخامس عشر من تشرين الاول من كل عام يوما عالميا للمرأة الريفية وتخصيص هذا اليوم للمرأة في الريف تسليما من المجتمع الدولي بكل هيئاته ومؤسساته بالدور المحوري والمهم الذي تضطلع به النساء في الارياف، في تعزيز التنمية بكل مستوياتها وفي تحسين مستوى الامن الغذائي والقضاء على الفقر".

وتابعت بري: "تستحق المرأة على مساحة الوطن ان تكرم وان تتساوى وان لا يكون هناك قوانين مجحفة او تستثني حقها في المشاركة في كل ما يصنع حياتنا. تستحق المرأة الريفية بشكل خاص ان تكرم لأنها تقوم بجهود مضاعفة تجاه اسرتها وتجاه التربية والتعليم وتمكين اسرتها من خلال مشاركتها كقوة عمل وإنتاج الى جانب الرجل. وكان سائدا في عصر المجتمع الزراعي أن الفلاحة والبذار يقومان على عاتق الرجل ثم يقع حصاد المواسم على عاتق المرأة وفي حصاد مواسم التبغ والزيتون والتين، يا من كنتم ولا زلتم تحبكون ليل نهار بالصنارة وكبكبات الصوف كنزات الشتاء لأطفالكن الذين يحملون حقائبهم المدرسية في كل صباح، والمرأة الريفية خصوصا في الجنوب هي سر اسرار صمودنا تجاه كل ما عصف بحدود الوطن من عدوان واحتلال، فالمرأة الى جانب ايمانها كانت مدرسة في الصبر والعطاء المتواصل، لذلك فقليلا من كثير حقوقها ان نكرمها في اليوم العالمي للمرأة الريفية والأجدر بجمعية شؤون المرأة اللبنانية ومكتب شؤون المرأة في "حركة أمل" ان يواصلا اطلاق مبادرات مماثلة لمنع تهميش المرأة، وإطلاق ابداعاتها الكامنة وتشجيع مشاركتها في كل ما يصنع كامل حياة مجتمعاتنا".

وأضافت: "ان تفسير التنمية لا يكون إلا بالتنمية الشاملة للانسان وبزيادة مهارات المرأة وكفاءاتها باعتبارها النصف الثاني للرجل، ولن نقوم بمجتمعاتنا ودولنا وخصوصا على امتداد حدودنا الا بوضع كل طاقاتنا وإمكانياتنا في معركة بناء وصنع وطن عصري حديث يعود اليه الأبناء من المغتربات والمدن وهم في كامل ثقتنا بأننا قمنا في غيابهم وحضورهم بما يخدم صناعة الانسان والأوطان، وفي الشرق حيث يسود المجتمع الذكوري ربما بل من المؤكد ان السلطة الاجتماعية السائدة (سلطة الرجل) لن تسمح بتفسير اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) لأن السلطة الذكورية وربما نحن النسوة ايضا لم نقرأ ما ورد في الشرائع السماوية والقانونية الدولية حول المرأة، مع اشارتي الى ان دساتيرنا العربية تضمنت حديثا لغة للمساواة الا ان الكلام بقي حبرا على ورق حيث لا زال التمييز يسود، ولا زالت المرأة فريسة الاضطهاد، فلا زالت بعيدة من المشاركة السياسية والاجتماعية والثقافية ومستعبدة اقتصاديا".

ولفتت الى "ان المرأة لم تزل مجرد صوت في صناديق اقتراع الرجال خارج السلطات المحلية (البلديات وخارج السلطات السياسية والمجالس الاقتصادية وقيادات الاحزاب والنقابات)، ولا زالت المرأة تسرح في الليالي على ضوء القناديل لتقطف التبغ في الليل وتشكه في النهار في ميابر الوجع وتعلقه على الجدران لتضحك عيون صور كبار قومنا الذين غادرونا، لا زالت المرأة تلز وتخبز ولا زال المثل سائدا (ام علي بترق وابو علي بيزق)، لا زالت المرأة بالإضافة الى الاعمال المنزلية وتربية الاولاد والاستيقاظ من (الفجر الى النجر)، لا زالت هي تقطف الزيتون (كعاملة زراعية بلا أجر) وعاملة في المحلات حيث يلزم آنسات وحيث تعلق الاعلانات".

وسألت: "ونحن في معرض للمونة، ترى من أعد كل شيء؟ من حمل على رأسه القمح المسلوق الى الاسطح العارية لنشرها في عين الشمس؟ من قطف الزعتر والسماق ودقهما؟ من أعد الكمونة؟ من دبس البندورة؟ من طهى المربيات وانتظر القدرة حتى تستوي؟ ثم ها أنتن الآن الامهات والبنات العزيزات في الارياف بدأتم صعود سلم التعليم العالي والجامعات، وها نحن نفتح الابواب امام بناتكن من جامعة فينيسيا الى كل الانحاء راغبين في اختصاصات تجد فرصة للعمل في وطن ليس فيه مجلس أعلى للتربية ينسق حاجات سوق العمل وناتج التعليم العالي".

وتمنت بري على البلديات "دعم برامج التنمية البشرية الزراعية بشكل خاص من اجل تشجيع الصمود في الارض وعدم النزوح الى المدن التي تغص بمن فيها من جهة ومن جهة ثانية ايجاد المزيد من فرص العمل وبالأخص للبنات الخريجات من الجامعات حيث ان الثانويات والمهنيات لا تستوعبهن في التدريس، وحيث لا فرص للعمل في المصارف الموجودة او الاعمال الخاصة او ادارة الاعمال".

وأكدت "ان أقل ما هو مطلوب حكوميا وزارة لشؤون المرأة، لمعالجة قضاياها المتراكمة منذ اجيال، و ان المرأة بدأت تحتل سلك القضاء ولكن امامنا عمر طويل مديد من اجل ان تتحول المرأة الى سيدة على أعلى سلم مجالس إدارة القطاع العام والخاص والنقابات والأحزاب، في كل الحالات فإننا وبانتظار هبة وطنية على مستوى قضايا المرأة".

وطالبت المجالس البلدية ومؤسسات "حركة امل" ب"القيام بمبادرات على صعيد البيئة وان تتحول الى حراس للبيئة ومبادرات متصلة بالأمن الصحي ومكافحة التسرب المدرسي وورش توعية من مخاطر المخدرات، وتوجيه ابنائنا وبناتنا للاهتمام بالوعي الثقافي والتراث الانساني وان من أولى واجباتنا تربية النشء الجديد على الديمقراطية باعتبارها نهج حياة وليس مجرد عملية انتخابية ومن مقتضيات هذا الأمر ان نناضل من اجل (كوتة) نسائية في المجالس المحلية وعلى مستوى مؤسسات الدولة وخاصة في المجلس النيابي".

وألقت رباب عون كلمة حيت في مستهلها بلدة عيناتا وشهدائها ومقاوميها ووصفتها ب"منارة العلماء والأدباء والشعراء والمثقفين وبحارسة مجد بنت جبيل ومارون الراس وتلة مسعود وشلعبون وحاضنة نكبة فلسطين والشاهدة على مجازر اسرائيل".

وقالت: "نحتفل باليوم العالمي للمرأة الريفية الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة تأكيدا على أهمية المرأة الريفية وما يمكن ان تساهمه في تعزيز الزراعة والأمن الغذائي لتحسين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحياة الريفية".

وأشارت الى "مواكبة المرأة الريفية للشهداء والجرحى والمقاومين في محاربة العدو الاسرائيلي في الزيت المغلي وجرار الفخار ورمي الحجارة والمراقبة والحراسة ونقل السلاح، وتحويل دموع الاطفال الى إرادة وعزيمة في كسب العلم والمعارف وزرع القيم وأسست التربية الصحيحة والسعي وراء لقمة العيش في كافة أصقاع الارض من اجل بناء جيل ناجح قوي محصن".

وأكدت ان "اهداف مكتب شؤون المرأة في "حركة أمل" العمل على تخطي العوائق من امام المرأة الريفية ورعاية شؤونها العامة وتطوير أدائها والسعي الى اشراكها في ندوات وورش عمل ودورات تدريبية لتطوير منتوجاتها".

ولفتت عون الى "إطلاق دليل الجمعيات والتعاونيات في دائرة جبل عامل بدعم من اتحاد بلديات القلعة محتويا على اسماء الجمعيات النسائية والمدنية الناشطة من مدينة صور الى بنت جبيل" مثنية على "حرص السيدة بري للتراث اللبناني وسعيها الدائم لصيانة الثقافة والحضارة، وبالإضافة الى دعمها لمكتب شؤون المرأة في تطوير أداء المرأة لواقعها كما ارادها الامام السيد موسى الصدر ككائن واع له التأثير الاول والأكبر في بناء المجتمع، وهذا ايضا ما يشدد عليه الرئيس بري في دعم كل خطوات المرأة الريفية ايمانا منه بأهمية دور المرأة البناء".

وختمت: "إن ثروتنا هي الحفاظ على جذورنا الثقافية ورموزنا التراثية والتمسك بكل المعالم التاريخية والوحدوية والتعايش من اجل مواجهة كل الاخطار على كافة الصعد".

والقى عفيف بزي كلمة تحدث في مستهلها عن تاريخ بلدة عيناتا وجهاد ابنائها ومقاوميها، وثمن التعاون والتنسيق والمشاركة بين اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل والمرأة الريفية الجنوبية التي تقوم بكامل دورها الاجتماعي والتربوي في صيانة وحماية المجتمع الى جانب الجمعيات والمؤسسات الأهلية والمدنية"، لافتا الى "التعاون الدائم بين الاتحاد ومكتب شؤون المرأة في النشاطات الثقافية والتربوية والاجتماعية والتراثية".

ونوه بـ "تآلف حركة أمل وحزب الله في شتى النواحي السياسية والاجتماعية واصفا إياهما ب"جناحين لطائر واحد" يحلق في سماء لبنان بقيادة رجل الإنماء والأعمار دولة الرئيس نبيه بري وسيد المقاومة السيد حسن نصر الله".

وختم مؤكدا على القاعدة الثلاثية الذهبية الجيش والشعب والمقاومة في ضمانة وحماية وصيانة أمن الوطن واستقلاله.

وتخلل الاحتفال عرض فيلم عن نشاطات مكتب شؤون المرأة من العام 2011 الى 2015، وفي نهاية الاحتفال قدمت الدروع تكريمية، وجال الحضور على اقسام المعرض من صناعة المأكولات الريفية المختلفة والملبوسات والصور واللوحات والمنحوتات وغيرها. واختتم النشاط بدبكة تراثية قدمتها فرقة عيناتا في باحة المسرح الخارجية.

  • شارك الخبر