توقَّفت أعمال تأهيل مطمر سرار فجر أمس بسبب تعدّي مجهولين على سائق إحدى الجرافات التي تعمل على تأهيله حيث كانت الخطة الحكومية لإعداد مطمر صحّي تسير على قدم وساق، وتتواصل عمليات الجرف والتمهيد التي بدأت قبل أسبوعين، إستعداداً لإستقبال نفايات العاصمة.أكّد رئيس شركة الأمانة العربية التي تُدير مكب سرار خالد الياسين أنّ العمل في المطمر توقّف بسبب تعرّض مجهولين ليلاً لسائق إحدى الجرافات بالضرب، نافياً ما أشيع عن إختطافه. وطالب المسؤولين ووزارة الداخلية تأمين مؤازرة أمنية لإعادة إستئناف العمل.

الآليات والجرافات الضخمة كانت تعمل حتى ليل الخميس على تحضير أرضية الوحدة الأولى من المطمر بعد إستقدام كميات كبيرة من البلاستيك السميك - العازل لرصفها على أرض الموقع، بهدف منع أيّ تسرّب لعصارة النفايات الى باطن الأرض.

وتوازياً كانت الجرافات تشقّ طريقاً بطول نحو كليومتر ونصف الكيلومتر لوصل المطمر بأوتوستراد العبودية - منجز، الذي ستسلكه النفايات الآتية من بيروت عبر الساحل مروراً بقرى سهل عكار.

الياسين الذي كان متفائلاً خلال فترة التأهيل، أوضح لـ»الجمهورية» أنّ مكب سرار يستطيع إستقبال الكميات الوافدة من بيروت، وأنّه يمكن إنجاز مطمر يستوفي الشروط الصحية خلال فترة قصيرة. وقال: أصبح المطمر جاهزاً في المرحلة الأولى ولا تزال هناك تجهيزات ستجهز خلال يومين، بالإضافة الى شقّ الطريق بين المطمر وأوتوستراد منجز العبودية وأعتقد أنه خلال يومين يكون العمل منتهياً».

ومع إقتراب بدء العمل بالمكب بعد التعدي على سائق الجرافة، يطرح نشطاء بيئيون السؤال عن الكمية التي ستنقل اليه تحديداً: هل هي فقط 1500 طن كحدٍّ أقصى أم أنّ كلّ نفايات العاصمة أيْ قرابة 3500 طن ستتوجه الى عكار حين تُغلق طريق ضهر البيدر - عكار بسبب الثّلوج.

وفي معلومات لـ«الجمهورية»، أعلن نشطاء في الحراك المدني، «عكار منا مزبلة» عن التحضير لإعتصام كبير غداً الأحد 18 بمشاركة واسعة من كلّ المناطق اللبنانية تأكيداً على تضامن كلّ الحركات الإحتجاجية مع أبناء عكار.

تجدر الإشارة الى أنّ مكب سرار تديره حتى الآن وتشرف عليه شركة الامانة العربية المولجة عملياً بموجب عقود مبرمة مع القسم الاكبر من اتحادات بلديات وبلديات عكار يفوق عددها المئة بلدية، لجمع النفايات ونقلها ومعالجتها في المكب الخاص الذي اقيم منذ سنوات طويلة في خراج بلدة سرار العكارية على قطعة ارض يملكها اصحاب هذه الشركة «آل الياسين»، والتي تزيد مساحتها عن الـ 5 ملايين متر مربع. ويستوعب الآن نحو 400 طن نفايات يومياً، وهي كمية مرجّحة الى التصاعد مع تزايد عدد اللاجئين السوريين المقيمين في عكار.

في حين يتبيّن ميدانياً أنّ سكان سرار هم عائلة الياسين الوحيدة أيْ أب وأشقّاؤه الخمسة الذين يملكون كلّ أراضيها. بعض أجزاء تلك الأراضي حُوّل منذ العام 1995 الى مكبّ للنفايات، بعدما بادر كبير العائلة الى تنظيف شاطئ عكار ونقل النفايات منه الى أرضه وتحوّل عام 1997 الى شركة مسجّلة بإسم «شركة الأمانة العربية» تَجمع النفايات من بعض قرى المنطقة حتى باتت اليوم مشروعاً ضخماً لكلّ قرى محافظة عكار.