hit counter script

مقالات مختارة - كبريال مراد

العماد عون سيقولها الأحد: الوجود خارج اطار الشراكة شكل من اشكال الموت

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 07:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في العام 1991، وقبيل مغادرته السفارة الفرنسية مبعداً عن لبنان بقرار حكومي استجابة لمطلب إقليمي ودولي، كتب العماد ميشال عون بخط يده الرسالة التالية: "يا شعب لبنان العظيم، اليوم وانا اغادر الى فرنسا أقول لكم "إن العمل الذي بدأتموه لن ينتهي الاّ بتحقيقه، فإلى اللقاء". في السابع من أيار 2005، عاد عون الى لبنان ليقف في ساحة الشهداء متوجّها الى مناصريه ومن خلاله الى اللبنانيين قائلا " ها قد عدت". في الحادي عشر من تشرين الأول 2015، سيكرر عون عبارته "ها قد عدنا" من على اعتاب قصر بعبدا هذه المرة.

في روزنامة التيار الوطني الحر السنوية العديد من الأحداث والمحطات والنشاطات واللقاءات. ولكن، لو سئل ناشطو التيار عن أكثر يوم طبع في ذاكرتهم وأثّر فيهم وفي حركتهم السياسية والنضالية، لأجابوا جميعاً "إنه الثالث عشر من تشرين الأول 1990". الأحد سيعودون الى اعتاب القصر الجمهوري ليقولوا "إن ما اخذ من الشعب قسراً، سيعود قصراً للشعب".

صحيح أن الثالث عشر من تشرين شهد اجتياح القوات السورية لما كان يعرف بالمناطق الحرة، ودخولها الى قصر بعبدا. لكن ما اعتبره البعض النهاية، شكّل بالنسبة الى التيار الوطني الحر بداية نضال جديد لاخراج المحتل واستعادة السيادة. مسيرة ترجمت في السادس والعشرين من نيسان من العام 2005، بخروج القوات السورية. في الثالث عشر من تشرين دمّر قصر الشعب، وسقط الشهداء، وسقطت السيادة.. وبشهادة وليد جنبلاط على طاولة الحوار التي عقدت في قصر بعبدا " سقطت المؤسسات في الثالث عشر من تشرين".

اليوم، تخطى الشغور الرئاسي أيامه الأولى بعد الخمسمئة. طاولة الحوار لم تحدث خرقاً. والسنوات ال25 على تطبيق الطائف شهدت خروجاً عن مضامينه لناحية الشراكة الوطنية المطلوبة. كيف السبيل للخروج من هذا النفق؟ يحيب الوطني الحر بمسار بسيط عنوانه "العودة الى الشعب"، بقانون انتخاب نسبي وانتخابات نيابية، ام بانتخاب الرئيس مباشرة من اللبنانيين. والاّ، فاستمرار للخلل والمطبات والمشكلات كل بضع سنوات.

انطلاقاً من ذلك تحل ذكرى الثالث عشر من تشرين مختلفة هذا العام. في السنوات الماضية اعتاد الوطني الحر على احيائها بالقداديس والصلوات والنشاطات المختلفة هنا وفي بلدان الانتشار. هذا العام، اختار التيار العودة الى الجذور، الى المكان الذي شهد على الانطلاقة الأولى، يوم كان عون رئيساً للحكومة الانتقالية وقائداً للجيش يقف من على نافذة القصر ليتوجّه الى "شعب لبنان العظيم".

هذا هو مسرح التظاهرة

وفق طلب الترخيص الذي قدّم قبل أيام، فإن النقطة التي سيصل اليها المتظاهرون تقع عند "طلعة القصر"، أي عند التقاطع الرئيس الممتد لناحية مدرسة الحكمة برازيليا، ونزولاً صوب الحدت، وصعوداً باتجاه مستشفى قلب يسوع. وهناك سيشيّد المسرح لالقاء الخطابات.

يشرح منسّق لجنة النشاطات المركزية في التيار الوطني الحر مارك ساسين ل"البلد" مجريات هذا اليوم ليشير الى ان أساس البرنامج هو تكريم الشهداء، ستتخلله كلمة سياسية واحدة للعماد ميشال عون وسيكون هناك تكريم للشهداء من خلال فسحة فنية وشهادات لضابط منها واحدة لضابط متقاعد، وأخرى لزوجة ضابط شهيد، بالإضافة الى تلاوة أسماء من سقطوا في مثل هذا اليوم وشكّلوا الأساس الذي انطلق منه التيار.

ويشرح ساسين ان أساس المظاهرة سيكون عند مفرق القصر الجمهوري حيث اتخذت كل الإجراءات اللوجيستية لتأمين وصول المشاركين وتخصيص أماكن لركن السيارات، لافتاً الى أن حدث الحادي عشر من تشرين لا بروتوكول فيه، الاّ من خلال تخصيص التيار الخطوط الامامية لعائلات الشهداء والعسكريين المتقاعدين وانصار الجيش.

واللافت ان من ناشطي التيار من أراد استذكار أيام الاعتصامات في قصر بعبدا بين عامي 1988 و1990. من هنا، وبمبادرة من نائب رئيس الحزب للشؤون السياسية نقولا صحناوي، سينصب بعض الخيم عشية الحدث غداً على طريق القصر الجمهوري، في الوقت الذي يقوم فيه المنظمون بوضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات. علماً ان هذه الخيم ستزال مع انتهاء النشاط في ساعات ما بعد الظهر.

كنعان: سننتصر على الباطل

عناوين سياسية عدّة ستتضمنها كلمة عون، وسيبقى لبّ الموضوع تأكيد ضرورة العودة الى الشعب والعودة الى الميثاق واحترام الشراكة. وفي هذا السياق، يقول امين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان ل"البلد" أن هذا اليوم الذي اعتبره البعض نهاية الحالة السيادية ولبنان الدولة المستقلة جعله الشهداء بداية ولدت معها من رحم المأساة عملية تحرير لبنان واسترجاع كرامته وسيادته وبناء دولته. واليوم، وعندما نتواجه بكل هذا الحصار وبكل هذه المحاولات للكسر والعزل نتذكر تضحيات شهدائنا وتاريخنا ونستمد منهم القوة لننتصر على الباطل كما انتصروا بشهادتهم وحولوا الهزيمة العسكرية الى انتصار وطني كبير. من هنا، فاللقاء هو لقاء مع شهدائنا وبين الشهداء واللبنانيين الاحرار، ومن لديه هذا التاريخ لا تقوى عليه ابواب الجحيم.

في الخامس من تشرين الأول 1992، وجّه العماد عون من مرسيليا رسالته الخطّية الأولى الى اللبنانيين، ليؤكد فيها ان " ناضلت، وما زلت أناضل، في سبيل استقلال لبنان وتحريره وفي سبيل السيادة، لأن الولع بالسيادة ضرورة من ضروريات الحياة، لينهيها بعبارة "بعد هذه المعاناة مجد عظيم، مجد ينتظر الذين لم يتخاذلوا".

تختصر هذه السطور كل تفكير عون. يقول عارفوه إنه لم يستثمر يوماً الاّ في الشعب، ولم يراهن الاّ على إرادة هذا الشعب في الحياة الكريمة والدولة السيدة الحرّة المستقلة. طوال سنوات، آمن عون في أن حق القوة يسقط امام قوة الحق. اليوم، يبدو ان الصراع لا يزال على حاله، بين من يريد فرض استمرار الامر الواقع بخلله على الصعد كافة، ومن سيقف غداً ليقول "إن الوجود خارج اطار الشراكة هو شكل من اشكال الموت" كما قال من قبل " إن الوجود خارج اطار الحرية هو شكل من اشكال الموت". 

  • شارك الخبر