hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

المركز الدولي لعلوم الانسان أطلق كتاب مئة عام على الحرب الكبرى

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 13:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اطلق "المركز الدولي لعلوم الانسان"- جبيل الكتاب الذي اصدره بعنوان "مئة عام على الحرب العالمية الكبرى 1914- 2014". ويتألف من مجلدين كبيرين، وضعه 31 باحثا واستاذا جامعيا في مختلف الاختصاصات، في حفل اقيم في قصر الاونيسكو، برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي، وتخلله ندوة شارك فيها رئيس "حزب الطاشناق" النائب هاكوب بقرادونيان، رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، وناشر جريدة "السفير" طلال سلمان، ومدير "المركز الدولي لعلوم الانسان" ادونيس العكره، ومنسق "هيئة الاشراف" على الكتاب جوزف ابو نهرا. وحضرها النائب سيمون ابي رميا ووزير الصناعة السابق فريج صابونجيان والمدير العام للثقافة فيصل طالب ونقيب المحررين الياس عون ورؤساء جامعات وعدد كبير من الاساتذة الجامعيين وفاعليات ثقافية واجتماعية واعلامية.

بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيب من مسؤولة الاعلام في المركز مي ابي عقل، تحدث مديره العكره معيدا وضع الكتاب الى سببين رئيسيين: الاول لبناني وهو ايضا يتفرع اثنين: فمنذ الحرب العالمية الاولى بدأ استخدام عبارة "شهداء لبنان" بعدما كانوا "شهداء الطوائف"، وبسبب تلك الحرب اضيف الى المجتمع اللبناني مكون جديد هو الأرمن. والثاني تحقيق الاهداف التي يعمل عليها المركز في نشر مبادىء "الاونيسكو"، والداعية الى نبذ الحروب وأعمال العنف، وترسيخ مبادىء السلام وتعميمها".وأكد ان "ليس الهدف من استعادة ذكرى الحرب العالمية الاولى سوى تذكر مساوىء الحرب واهوالها ومآسيها، من اجل ان نعمل معا، نحن ابناء الجنس البشري المحكوم بالسياسة، على اطالة فترة السلم الممتدة بين الحروب المتكررة، وتعزيز فرص استمرارها وديمومتها، حتى تحتشد في الذاكرة البشرية حسناته وفضائل قيمه، وهذا يحتاج نضالا طويلا".

بعده عرض ابو نهرا لمنهجية الكتاب الذي اعتمد "وضع ابحاث ودراسات ركزت على مجريات الاحداث وخلفياتها وتداعياتها في لبنان والمنطقة العربية. وهو يتألف من جزئين الاول بعنوان "السلام متى ربيعه" ويعالج العوامل والاوضاع السياسية والاقتصادية والفكرية والعسكرية قبل الحرب واثناءها، والثاني "السلام يا اهل الارض" ويتطرق الى هذه العوامل بعد الحرب، وخصوصا في لبنان. وساهم فيه 31 باحثا واستاذا جامعيا، استندوا الى 430 مصدرا ومرجعا ووثيقة، ويتضمن 762 صورة، و209 نصوصا لمفكرين ورواة عاصروا الحرب، و36 خريطة، و26 جدولا بيانيا". 

وفي مداخلته روى سلمان "ما اخبره جده عن سنوات الجوع الاليمة التي مرت عليهم خلال الحرب الاولى حيت " تسابق الناس على حبة الشعير او الذرة في روث البقر، ورأوا في الجراد وجبة دسمة". واعتبر ان "الوقائع التي يتضمنها هذان المجلدان تؤكد حالة الانفصام التي نعيشها في المشرق العربي بين طموحاتنا القومية الوحدوية في جوهرها، والواقع الانفصالي المدعم بالطائفية والمذهبية، وكلاهما لاغية للأوطان وإن استولدت دولا بلا تاربخ".

ورأى ان سؤال "السلام متى ربيعه؟" سيظل معلقا حتى يعود العرب الى وعيهم بحقائق حياتهم، وأولها الارض وتاريخهم الذي سيظل مجتزأ ومزورا طالما كتبته لهم الدول في غيابهم، ثم قرأوه بعيون الادعاء انهم من اصطنعه ثم كتبه بغياب الدول". 

وتميزت كلمة النائب بقرادونيان بوجدانية سياسية، واعتبر انه "بعد مئة عام لم يتعلم احد من الماضي. واليوم نسأل: ماذا فعلنا لنمنع تكرار الحروب والابادة والمجازر والتهجير والدمار والمجاعة؟ هل لنا في هذه المنطقة العربية الحق ان نحلم، وأن نقول لا للاستعمار والاستكبار والارهاب،وأن نخرج من عقدة الضعف وخدمة الغريب واستخدام ثرواتنا لمصلحة شعوبنا وليس لمصلحة الدول التي تستغل ثرواتنا وتقتلنا بأسلحة نحن ندفع ثمنها؟ أنا حفيد شهيد وابن ناج من الابادة الارمنية، هل لي الحق مع اخواني العرب في هذه المنطقة ان اصرخ واقول: اتركوا وطني يعيش؟ وأن اطالب بيقظة عربية لتحرير العرب من الاستعمار المتجدد والنظام الجديد؟ ودعا للعمل معا لأجل السلم والسلام، ولنتذكر الماضي لنمنع التكرار في المستقبل".

من ناحيته اعتبر السيد حسين "ان هناك وقائع عالمية جديدة اليوم، وليست نظاما عالميا جديدا له محدداته الفكرية والسياسية والاقتصادية والامنية. والحروب الصغيرة او الداخلية المنتشرة اليوم ابلغ دليل على تهديد السلام العالمي، والامن الجماعي يسقط في مناطق وبلدان عدة". ورأى ان "فلسفة القوة تسيطر على العالم وان هدف السلام بعيد المنال"، مؤكدا ان "لبنان سيبقى مهددا بفعل الازمة السورية، وقبلها بالعدوان الاسرائيلي. ولا خلاص الا بنشوء نظام امني اقليمي قادرعلى حماية الحدود السيادية للدول، ومنع الفرز السكاني والتهجير، وايجاد حل عادل لقضية فلسطين". وحذر ان "لبنان الكبير مهدد، والجمهورية والدولة اللبنانية في خطر، ومن يعتقد ان خلاصنا منفصل عن السلام في سوريا وفلسطين واهم ومضلل".

وفي الختام تحدث عريجي الذي اعتبر ان الحرب العالمية الاولى "حفرت عبر اسباب اندلاعها ونتائجها تغييرات جيوسياسية كبرى، لا تزال وقائعها حتى اليوم سببا رئيسا في تكوين بؤر التوتر والحروب في غير منطقة". واشار الى ان "اخطر نتائجها وهو وعد بلفور باقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين، حيث قيل يومها "وعد من لا يملك، لمن لا حق له"، جريمة العصر هذه التي ادت الى سرقة الارض واستباحة المقدسات وذبح شعب وتشريده، نجم عنها ايضا انظمة عسكرية خنقت التطور نحو الديموقراطية، وفي المقابل ولدت العنصرية الاسرائيلية اصولية دينية عربية تنوعت جذورها ومشاربها، وانتشرت في الشرق والعالم، وأخطارها ماثلة يوميا على شاشاتنا وفي عمق الهواجس".

وختم انه "بعد مئة عام لم تتغير وقائع كثيرة، الجريمة صارت وجهة نظر، ولم تنفع عِبَر الحروب ومآسيها. وبطوباوية نتطلع الى تحقيق حلم الاخاء بين الدول والشعوب والافراد، ونتوق الى بناء حصون السلام".
 

  • شارك الخبر