hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - مفيد سرحال

قسمة الدروز من ادلب الى فلسطين

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 06:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

اذا كان الانقسام الدرزي في لبنان ومعه سوريا حول خيارات الدروز في الازمة السورية بات واضحا وجليا وليس مستهجنا جراء المواقف الصريحة لكلتا الزعامتين الدرزيتين فان الصراع الدرزي - الدرزي انتقل الى داخل فلسطين المحتلة لاول مرة منذ قيام الكيان الصهيوني حيث يساند اهل الجولان المحتل حراكا درزيا فلسطينيا اساسه الثوابت الوطنية والقومية للدروز ويتصل بالصراع الدائر في سوريا خاصة لجهة دعم اسرائىل للجماعات الارهابية وتأمين كل المسلتزمات اللوجستية والايواء والدعم والمعالجة في المشافي وتغطية هجماتهم من القرى الدرزية في حضر واخواتها سواء بطائرات الاستطلاع.
والمعلومات او بالنار عبر التمهيد بالقصف واستهداف المراكز العسكرية التابعة للدفاع الوطني والجيش السوري وقد حمل لواء هذا الخيار الشيخ علي المعدي الذي اصدر بيانا في اليومين الاخيرين وبصفته رئىسا للجنة التواصل الدرزية - عرب 48 حمل فيه الشيخ موفق طريف وما سمي بالقيادة السياسية مسؤولية وأد الهبّة الجماهيرية الدرزية داخل فلسطين المحتلة وحمّل البيان اسرائى لعما يحدث لاهالي حضر واخواتها من القرى الدرزية في اقليم جبل الشيخ السوري بدعمها الكامل للعصابات الارهابية وان هذا الدعم الاسرائيلي وهذه الغطرسة والكذب ما كانت للتمادى به هذه المؤسسة الصهيونية لولا تخاذل وتواطؤ ما يسمى بالقيادة الدينية والسياسية للطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة ابتداء من:
1- موضوع تسليم وتوزيع اموال التبرعات التي ارسلت لاهلنا في سوريا.
2- إلغاء الاجتماع الجماهيري الكبير الذي كان مزمعا عقده في مقام سيدنا شعيب «ع» والذي جاء نتيجة الاستياء والاحباط العظيمين لدى ابناء الطائفة في فشل معالجة القيادة لهذا الموضوع حيث كان بالامكان ليس فقط معالجة موضوع الدروز في سوريا بل اعادة النظر في العلاقة بين الدروز والمؤسسات الاسرائىلية وتحصيل الحقوق المهضومة من خلال هذه السابقة التاريخية لتوحد ابناء الطائفة.
3- تمرير سياسة التخويف والترهيب لابناء الطائفة من خلال مسرحية سيارات الاسعاف التي اقلت جرحى عصابات جبهة النصرة الارهابية.
4- المؤامرة ضد اهلنا في حضر من قبل القيادة الدينية والسياسية لصمودهم الاسطوري وتمسكهم بأرضهم ووطنهم وقيادتهم وتفويت فرصة تنفيذ المخطط القديم الجديد لسياسة المؤسسة الاسرائىلية.
5- تستمر هجمات الارهابيين في القنيطرة منذ ايام وكل الطرق مقطوعة الى حضر وهي الان محاصرة من كل الجهات لذلك وعلى الرغم من ثقتنا الكاملة بالقيادة السورية والجيش العربي السوري في حماية الوطن والمواطنين نوجه هذا التحذير والنداء العاجل اذا لم يتوقف القصف وتفتح الطرقات الى حضر في القريب العاجل فاننا سنطلق نداء الى جميع مشايخ وشباب الطائفة الشرفاء بالدعوة للزحف نحو حضر الباسلة لنصرة اهلنا واخواننا لحماية اعراضنا ونسائنا واطفالنا هناك وسوف نقطع الاسلاك الشائكة رغما عن انف المؤسسة الاسرائىلية المتغطرسة وسوف نعلن عن اليوم والساعة ونقطة الانطلاق في الوقت المناسب وحسب التطورات...»
وفي هذا المجال يقول مرجع روحي كبير: لا شك ان الدروز كما غيرهم من ابناء المنطقة العربية يمرون بمحنة كبرى جراء العبث الدولي بمكونات الامة التي عاشت تستظل العروبة كدين قومي لا يميز او يفرق بين انسان واخر مهما اختلف انتماؤه الديني او الكياني مع الاشارة الى ان التغيير في البنى السياسية العربية امر يجب ان يكون طبيعيا والاوجب انه مطلب حق لكن ما جرى منذ الحراك التونسي وما تلاه في مصر وليبيا وسوريا ان دل على شيء فعلى فعل تآمري ركب موجة المطالب وذهب الى مخطط اسقاط الانظمة وتفكيك البنى الاجتماعية وبعث الفوضى ونشر الحروب المذهبية والطائفية والاهم نسيان القضية الفلسطينية والذهاب الى عداوة ايران كبديل عن الصراع القومي التاريخي مع المشروع الصهيوني وهنا لا احد يظن ان الانظمة مثالية في ادائها وحكمها ومؤسساتها المتكلسة لكن امام الاجرام المدعي الثورة زورا تبقى تلك الانظمة افضل بكثير من تلك البربرية المتوسلة الاسلام نهجا وهو منها براء.
بناء عليه يتابع المرجع: ان الطائفة الدرزية موزعة بين اربع دول «لبنان، سوريا، الاردن وفلسطين» ولا حاجة لدليل تاريخي على ان دروز سوريا شكلوا واجهة بشرية وسياسية للدروز عامة وقدوة ومثالا في محطات كثيرة، منذ جلائهم من لبنان اثر هجرات وحروب ونزاعات حاملين معهم الى حد كبير وباستيطان عاقل كل تلك العصبيات التي دفعت العائلات السورية بالاصالة عن عصبيات العائلات اللبنانية مع التنويه ان تلك العصبيات تلاشت مع السنين واول محطة اخذت عنواناً طائفيا بحتاً كانت ابان حرب الجبل حيث دفعت النخوة المئات من دروز سوريا للوقوف الى جانب اخوانهم في صراعهم الدامي مع ابناء بلدهم من المسيحيين والذي ساهم في تأجيجه الاسرائيلي عامل الفرقة الدائم اينما حل وبموازاة ذلك فان معيار علاقة دروز سوريا مع دروز لبنان والتأثيرات المتبادلة في هذا المجال تقاس بمدى قرب دروز لبنان من الدولة الوطنية السورية وطبيعي وبالامر الواقع وجراء المواقف والاحداث ان تكون تأثيرات الجنبلاطية السياسة في دروز سوريا متلاشية الى درجة العدمية في حين ان الخطوة الارسلانية لدى دروز سوريا كبيرة جدا وتذكر بتاريخ طويل من العلاقة التحالفية تأسست مع الامير عادل ارسلان الذي خاض المعارك والحروب الى جانب ثوار سوريا اثناء الثورة السورية الكبرى.
ويتابع المرجع: اذا كان الفرز الدرزي مطلوبا في هذه المرحلة فلا بد من تحديد معاييره لان في ذلك سلامة الطائفة وكرامتها ووجودها المهدد كما باقي المكونات، فالدروز في لبنان منقسمون بين تيارين واحد يؤيد النظام السوري والاخر يناصبه العداء وهناك الهيئة الروحية التي نأت عن نفسها بالمفاضلة بين الخيارين وقرارها يقف عند حدود مراعاة ما يرتضيه ابناء الطائفة واعيانهم مع الحفاظ على معادلة عدم الاعتداء على احد وعدم قبول اي اعتداء ومواجهته بالسبل المعروفة وهذا القرار الروحي الكبير يتسق مع دروز مؤيدي النظام في لبنان ويحرج وليد بك الذي يعول على موقف الهيئة الروحية التي غطت كل حروبه وحركته السياسية في السابق وكأن هذا القرار يبرر للدروز الوقوف الى جانب النظام في حربه على الارهاب نظرا لكون الدروز يدافعون عن ارضهم ووجودهم تحت سقف الدولة وضد الجماعات الارهابية من دون رفع شعارات مذهبية اي ان صراعهم ليس ضد السنة وليس ضد ابناء بلدهم الا اولئك الذين جنحوا باتجاه القتال في صفوف الارهابيين وعلى العكس يعيش في السويداء اليوم اكثر من 150 الف مواطن سوري «سني» من الذين عانوا من الجماعات الارهابية ورفضوا الانغماس في توجهاتهم الغريبة عن التقاليد السورية العريقة بالعيش الواحد والتلاقي الوطني وتعاليم الاسلام السمحة...
وبالتالي الفرز الصحيح للدروز هو بين من يقاتل الارهاب ويتصدى لاسرائيل ومخططاتها الجهنمية ومكرها وغطرستها، واكبر دليل ان الصهاينة الان وفي السابق يدفعون الارهابيين في القنيطرة الى محاصرة الدروز ويتباكى نتنياهو امام بوتين على مصيرهم ومساعيه اللاحميدة لمساندتهم وكل حديث عن فرز بالمقلوب لن يحمي الدروز لا بل سيزيد من مآسيهم، لذا نحن نعول على الحراك الدرزي في فلسطين المحتلة والذي يشكل صفعة للمؤسسة الصهيونية المراهنة على تبعية درزية عمياء تحت لافتة الحماية «للاقلية» الدرزية وهي التي تصنع اكثرية بموقفها القومي وكل فرز على قاعدة الوقوف الى جانب الجماعات الارهابية انتحار درزي جماعي لان التسليم لتلك الجماعات ضرب من العمى السياسي والامني وذهاب الى التهلكة.
ويتابع المرجع: «ان الانقسام الدرزي من لبنان الى سوريا وفلسطين وضمنا الجولان بات يميل ذهنيا وجماهيريا ويشكل وازنا لصالح مجابهة الارهاب والتحالف مع قوى الممانعة والمقاومة ما يدلل على ان حقبة جديدة في تاريخ الدروز السياسي قد بدأت ملامحها مع دخول روسيا الحرب على الارهاب حماية لسوريا ووحدتها وجيشها وقيادتها حيث ستتدحرج مفاعيل صولة وجولة الروس في سماء سوريا انتصارات كبيرة وتغييرات ميدانية عظيمة في الايام القادمة وما صراخ وبكاء اميركا واذنابها سوى نواح على مشروع بات جثة مؤجلة الدفن لحين تكتمل مراسم المسح الجوي الروسي وضغط اسرائيل عبر النصرة على دروز القنيطرة في الساعات الاخيرة هو لعبة الساعات الاخيرة بعد سقوط الرهان على انسلاخ الدروز بضغط الارهاب من الدولة السورية وصعود معارضة درزية داخل فلسطين المحتلة واصرار الجولانيين على التمسك بهويتهم وفشل المؤامرة على سوريا بضرب الروس للجماعات المسلحة وحرمان اسرائيل فرحة تدمير سوريا الكيان والجيش والمؤسسات اذاك لا خوف على الوجود الدرزي في المنطقة مقابل تحولات درزية سياسية داخلية حتمية شكلت في تاريخ الدروز ما يسمى ادوارا ريادية لجهة على حساب اخرى.
وحدد المرجع من ان اسرائيل ونتيجة خيبة املها من خضوع الدروز لخططها ومؤامراتها وغب الدروز المتصاعد من خبثها وغطرستها ان تكيد المكائد في القنيطرة تمهيدا وعلى عكس ما يظن البعض لعملية طرد جماعي للدروز من فلسطين خاصة اذا ما تدخلوا مباشرة في قضية دروز جبل الشيخ او بالحد الادنى سيتم استخدام اقصى درجات العنف معهم لاعادة تطويعهم واسكات صوتهم واخماد ثورتهم وهذا امر دونه محاذير كثيرة سيفتح بابا لازمة ستنتقل الى المؤسسة العسكرية الصهيونية ما يعني فرزا درزيا شاملا»...
 

  • شارك الخبر