hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الاحدب: ساسة وطننا قسموا البلد إلى شقين مناطق محمية وأخرى مستباحة

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 11:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظم "لقاء الاعتدال المدني"، حوارا مع حركة "لبنان الرسالة" في "مطعم الشاطئ الفضي" - ميناء طرابلس، حضره إضافة إلى رئيس اللقاء مصباح الأحدب، ممثل النائب محمد الصفدي مصطفى حلوة، ورئيس الحركة ريمون ناضر، نائب رئيس الحركة العميد خليل الحلو وشخصيات.

بعد النشيد الوطني اللبناني، رحب الأحدب بالحضور وقال: "سبق والتقينا مرار وتكرار وكان ثمة نقاشات وحوارات وتقارب بوجهات النظر مع حركة لبنان الرسالة، حول لبنان الذي نريد، لبنان الرسالة، كما قال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، عندما توجه للمسيحيين خلال زيارته لوطننا بالقول عليكم أن تحافظوا على هذا الوطن الرسالة، عليكم الشراكة مع المسلمين لمواجهة مشاكلكم المشتركة، عليكم الانخراط في محيطكم، وعليكم بالمصالحة على اساس المسامحة وليس المحاسبة ".

أضاف: "نستشهد بكلام قداسة البابا علَّنا نستشف حلولا لواقعنا المتأزم، بعد أن أصبحنا في عين العاصفة، وبعد التدخل الروسي المباشر في سوريا بإمكاننا القول أن ثمة حربا كونية يزداد سعيرها في محيطنا، وعلينا مجتمعين ان نحمي بلدنا من لهيبها، وإن الحرب التي تدور في محيطنا اليوم عنوانها محاربة التكفير، وهنا لا بد من ان نؤكد على اننا جميعا ضد التكفير، ولكن ما هو التكفير؟ " .

وتابع: " ثمة من يوحي أن التكفير كلمة مرادفة للسنة في الشرق، فيحشد الجيوش ويقود المعارك لتكريس نفوذه وتحقيق حساباته ومصالحه التوسعية والمذهبية، وتحت عنوان الخوف على الاقليات ومحاربة الارهاب هجر اهل سوريا بمختلف اطيافهم، فأصبح الجميع يشعر بأنه يعاني من مظلومية في حين أن صراع المظلومين لن يوصلنا إلا لحائط مسدود.إن التكفير ليس دينا، ولا طائفة، ولا مذهبا، بل إنه سلوك ينتهجه كل من يرفض الآخر، فعندما نسمع أحد نواب الامة يقول أن ثمة جماعة في هذا البلد في إشارة إلى السنة "مجرمين وبدهم غسيل مئة زوم حتى نقدر نعيش معهم"، هذا هو التكفير بعينه ".

وقال : " إن هذا الكلام التكفيري يتناقض كل التناقض مع تعاليم السيد المسيح، وهو جزء من حملة مبرمجة للإيحاء للعالم ان كل السنة في بلاد الشام دون استثناء حتى اللبنانيين هم تكفيريين ويجب محاربتهم وهنا الخوف على لبنان، ومن المؤسف، وعوضا ان تقوم الدولة بحماية المواطن من هذه الموجة، نراها تقف موقف الراعي لهذا الارهاب التكفيري، من اينما اتى، عبر قرارات سياسية تعطى لتوريط الاجهزة الامنية وتضعها في مواجهة اهلها، فبعد مرور ما يقارب السنتين على تطبيق ما سمي بالخطة الامنية في طرابلس، لا يزال ثمة مجموعات محمية بقرار سياسي من الدولة ومتروكة لاستخدماها وخلق الفوضى عندما يريدون".

اضاف: "في المقابل، وعوضا عن اطلاق ورش الانماء والمشاريع الاقتصادية الحيوية التي وعدنا بها بعد انتهاء جولات العنف، والتي تؤمن الاف فرص العمل لشبابنا الذي اصبح بين مسجون ومطلوب ومهاجر، اذ انه يهاجر يوميا عبر مرفأ طرابلس المئات من شبابنا هربا من ظلم ساستنا، وبحثا عن العدالة في بلاد اوروبا، اصبحنا امام سياسة تعمل على افقار الناس ووضع اليد على مؤسسات الدولة الادارية والامنية والعسكرية، وما نسمعه اليوم من تسويات بين اهل السياسة الفاسدين على حساب المؤسسة العسكرية امر مخجل ومهين ومعيب .فيما انه تنتشر في كل حي من احياء باب التبانة وبقرار سياسي دبابة وحواجز امنية تدقق في هويات ابناء المنطقة عند كل دخول وخروج من والى منازلهم، فهل يجوز اعتبار كل سكان المناطق الشعبية في طرابلس أعداء للدولة،أهكذا يحمون الجيش ومن المستفيد من ذلك؟".

وأشار الى إن "ساسة وطننا قسموا البلد إلى شقين، مناطق محمية وأخرى مستباحة، مناطق سكانها أشرف الناس وهم فوق القانون ولا يحاسبون، وأخرى سكانها مطلوبين ملاحقين وإرهابيين، إن هذه السياسات الظالمة فتحت مصنعا لتخريج الارهابيين اذ يتم ملاحقة شبابنا بوثائق الاتصال ووثائق الاخضاع التي تعطي المخبر حق اتهام من يريد بالإرهاب قبل أي محاكمة، حتى إن قانون السير الجديد لا يطبق الا في مناطق محددة مستباحة، ومن لا يملك ثمن ضبط مخالفة السرعة أو الحزام تصدر بحقه مذكرة بحث وتحر ويتم توقيفه ويزج بالسجون مع الارهابيين ويعامل كإرهابي ، وإن الدولة تقوم بضرب العصب البشري لمناطقنا، وتظلم شبابنا وتدفعهم مرغمين بالقوة نحو الهجرة او التطرف، وتقول انها بذلك تحصن الوطن وتحمي الاقليات من عواصف المنطقة فكيف يعقل ذلك؟" .

وختم الاحدب :" إن المطلوب اليوم وقفة وطنية شجاعة، نمد فيها اليد لبعضنا البعض متجاوزين هواجسنا وخوفنا من بعضنا، وان ما قمتم به في لبنان الرسالة من مصالحة تجاوزت بنبلها كل خلافات الماضي، لهي مثال يحتذى به لتفعيل التواصل والتسامح بين كل الطوائف، والنظر الى بعضنا كشركاء متساوين في هذا البلد، تجمعنا مصيبة واحدة وهمنا النهوض ببلدنا وتحييده عن رياح المنطقة " .

بدوره رأى رئيس الحركة ناضر "إن حركة لبنان الرسالة، هي حركة سياسية لبنانية وليدة الأمل بلبنان أفضل وكانت شرارة ولادتها الحوادث الدامية بين الاحزاب ولا سيما المسيحية منها في العام 2007 تؤمن بأن لبنان وطن حر سيد مستقل تعددي ديمقراطي محايد، يقوم على الشراكة الكاملة بين المسحيين والمسلمين، وأن اللبنانيين قادرون رغم تنوعهم على تخطي خلافاتهم وتفادي الصراعات.ولا يجب أن يتورطوا بأي تحالفات خارجية من شأنها إحداث خلل في الاستقرار الداخلي ".

أضاف: " تؤمن الحركة ايضا ان للمسحيين الدور الاساسي في استقرار لبنان والمنطقة، وتلتزم تعاليم الكنيسة والشرعة الدولية لحقوق الإنسان والدستور والقوانين اللبنانية، والإرشاد الرسولي للبابا القديس يوحنا بولس الثاني (1997) الذي يتضمن توصيات لبناء لبنان ما بعد الحروب الداخلية، كما ان الحركة تلتزم شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان (بكركي 2009)ومذكرة بكركي الوطنية (2014) التي تنص على الشراكة الوطنية والحياد".

ولفت الى أن "حركة لبنان الرسالة تعمل على نشر الثقافات والمحبة والمعرفة ومفهوم الدولة والمواطنة والعدالة والسلام، وهي تعمل على إعادة بناء الجسور التي هدمتها الحروب، وتحقيق مفهوم السياسة على أنها فن شريف لخدمة الإنسان والخير العام، وليس صراعا على السلطة والنفوذ والمال ".

وختم: " إن أهدفنا بناء ذهنية جديدة قادرة على اعتماد مفهوم سليم للعمل السياسي مع تعزيز الانسجام بين الحياة المدنية والروحية لدى الفرد، وتعزيز الالتزام والعمل الجماعي لدى المواطن وتجسيد مفهوم القيادة في خدمة الفرد والمجتمع، وتنمية ثقافة السلام المبنية على الشراكة الوطنية المنتجة، وقبول الآخر واحترام حرياته وحقوقه الفردية والجماعية ".

ثم كانت كلمة لنائب رئيس الحركة، العميد حلو الذي تحدث عن الفترة التي قضاها في طرابلس، عندما كان ضابطا يخدم في سكنة القبة، قائلا: " إن في مدافن طرابلس وفي مدافن كل مدينة وقرية من مدن الشمال ولا سيما عكار يوجد شهداء سقطوا خلال الحروب بين 1975 و1990 دفاعا عن كل لبنان، ولا سيما المناطق ذات الأكثرية المسيحية، فهناك أكثر من 1100 شهيد للجيش من منطقة الشمال ".

وتابع: " لم يكن هناك حافزا لعسكريي الشمال في اجتياز المدفون للالتحاق بالقطع العسكرية المقاتلة التي كانت تقاتل الاحتلالات كافة ومنها الاحتلال السوري، فهناك دين للمناطق التي تسمى شرقية لأهل الشمال عموما وللعسكريين منهم خصوصا، ولذلك أحببنا في هذه المناسبة التنويه بهذا الموضوع أمام أهل الشمال ".

أضاف: " إن آل الأحدب الكرام هم من العائلات التي أعطت لبنان ولم تأخذ الكثير منه، من خير الدين الأحدب إلى اللواء عزيز الأحدب رحمهما الله. الأول آمن بفكرة لبنان منذ أن كانت الجمهورية اللبنانية في بداياتها حيث الجميع لم يكونوا مؤمنين بها، وعندما اتفق الأضداد دفع خير الدين الأحدب الثمن واستبعد. أما عزيز الأحدب فكان ضابطا جريئا وصاحب مواقف خلال كل خدمته العسكرية وآخرها محاولة إنقاذ لبنان في العام 1976 حيث خلق حركة 11 آذار. للتاريخ 11 آذار هو الرقم الوسطي بين 8 و14 آذار بالضبط ".

ولفت الى إن "العلاقات المسيحية الإسلامية مرت بفترات مختلفة من المهادنة إلى التعاون إلى الأزمات إلى الصراعات، ويجب الاستفادة من تجارب الماضي الإيجابية لبناء المستقبل وعدم إبراز سلبيات الماضي فقط، وتفعيل التضامن المجتمعي والمبادرات والمشاريع العملية لتنمية الارتباط بالأرض والعائلة والجماعة من اجل تحقيق عدالة اجتماعية أفضل، وإننا نعمل على تطوير برنامجا سياسيا متكاملا من أجل لبنان الأفضل لترجمة رؤية الحركة السياسية، وإعادة إحياء الثقة في السياسة على ثورة القيم الإنسانية " .
 

  • شارك الخبر