hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - كبريال مراد

اهالي العسكريين تحركوا... ولكن الملف جامد

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 07:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

البلد

وقفت وهي ترفع صورة ابنها الى جانب عائلات تحوّلت منذ 15 شهراً الى عائلتها. راحت تحبس دموعها قدر الامكان. يدها التي ترجف، وصوتها الذي تخنقه الحسرة يختصر كل المشهد. فهي في صراع مستمر منذ اسابيع طويلة بين لوعة الفراق والخوف على المصير والشوق للقاء. هي ام داني، والدة العسكري المخطوف جورج خوري...حالها من حال عائلات العسكريين الذين تحرّكوا للمرة الثانية امس خلال ايام، كي لا تموت قضيتهم.

لا يلام اهالي العسكريين المختطفين لدى جبهة النصرة وداعش. فمنذ سنة وثلاثة اشهر ينامون ويصحون والخوف يرافقهم على مصير ابنائهم. يستيقظون على اخبار التطورات عند السلسلة الشرقية، فيمضون ساعات صعبة من الحيرة والحسرة وهم يبحثون عن الخبر الرسمي اليقين فلا يجدون الاّ من يعطيهم من طرف اللسان حلاوة، عن ان المفاوضات مستمرة وان لا جديد على صعيدها.
في الاشهر الماضية، تراجعت قضية العسكريين ضمن سلّم اولويات الراي العام والسلطات الرسمية على حدّ سواء. طغى الحراك الشعبي وملفات النفايات والمطالب الشعبية والترقيات والملفات السياسية على القضية التي نشأت في الثاني من آب من العام 2014.
امس انطلق الاهالي من ساحة رياض الصلح حيث تنعقد طاولة الحوار على بعد امتار قليلة منهم من دون ان تبحث قضيتهم، وتوجهوا الى طريق عين المريسة- الروشة ليقطعوا الطريق .
بأجسادهم حجبوا حركة السير، متوسطين الشارع وهم يرفعون صور ابنائهم والاعلام اللبنانية. بالنسبة اليهم، لا محرمات امام تحركاتهم. في المرة السابقة اختاروا طريق المطار، وهذه المرة فصلت بضعة امتار بينهم وبين السفارة السعودية في لبنان. هي رسالة ارادوا من خلالها حث الجميع، محلياً واقليمياً على لعب دور في اطار حلّ هذا الملف.
كعادته، يحضر حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف مرتدياً ربطة العنق، داعياً كل اللبنانيين الى الانضمام الى الاهالي للمطالبة بحل نهائي لهذا الملف، ليعود العسكريون الى عائلاتهم ووطنهم، وقائلا ل"البلد" "الوقوف معنا يعني الوقوف مع الكرامة والشرف والوفاء".
على مقربة منه، كان احد المنضمين الى الاعتصام يكتب بالرذاذ الازرق افقياً على الطريق "ملف العسكريين اولوية".
وعلى بعد امتار، كان وفد من الاهالي يدعو المواطنين الذين علقوا داخل سياراتهم الى الانضمام للتحرّك "لان العسكريين كانوا يدافعون عنا وعنكم وعن كل بقعة من ارض لبنان".
وتلافياً لأي اشكال بن المعتصمين والمواطنين العالقين في سياراتهم، عمدت القوى الامنية الى تحويل السير على طول خط الروشة-عين المريسة الى طرقات فرعية،لا سيما من المنارة مقابل الحمام العسكري، فخلت الساحة لأهالي العسكريين ليطلقوا صرختهم. وبعد ساعتين في الروشة اعادوا فتح الطريق متوجّهين الى مدخل مقر رئيس المجلس النيابي في عين التينة، حيث ناشدوه الاهتمام بقضيتهم، مذكرين اياه بالعهد الذي قطعه امامهم قبل اشهر بالاهتمام بالملف، كما غمزوا من قناة العاملين على خط الترقيات العسكرية لانصاف العسكريين المختطفين، قبل ان يعودوا الى ساحة رياض الصلح منهين تحركاتهم.
المشهد بدا مكرراً عن التحركات السابقة، وإن اختلف المكان. صور واعلام وتصريحات ووسائل اعلام تطرح اسئلة وتسمع اجابات لطالما سمعتها منذ اشهر. فلا جديد يحرك المياه الراكدة في مستنقع هذا الملف. وحدها صرخة الأهالي تبقى حاضرة، لعلّ من يسمع هذه المرة.

لا جديد على صعيد الملف
ووفق معلومات "البلد"، فإن لا جديد على صعيد هذا الملف، لا بل إن الجمود يسيطر عليه، لاسيما أن المعنيين من جانب جبهة النصرة وداعش ليسوا في وارد المقايضة في الظرف الراهن، طالما أن بقاء العسكريين في الاسر، يشكّل ورقة ضغط يمكن استخدامها لتحسين الاوراق، والحصول على ممر آمن، متى دعت الحاجة، اذا ما تطور الوضع الميداني في الاماكن التي يسيطر عليها التنظيم والجبهة.
وبحسب المعطيات التي حصلت عليها "البلد" أن الامر المؤكد الوحيد ربما، قد يكون ضمان سلامة العسكريين، وهو ما يشكّل في حدّ ذاته نقطة تطمئن المعنيين بالتفاوض من الجانب اللبناني، وقد نقلوا هذا المعطى أكثر من مرّة الى اهالي العسكريين. ولكن واضافة الى ما سبق، فإن ما يفرض الجمود على صعيد هذا الملف، لاسيما في شقّه المرتبط بداعش هو التبدلات المتكررة على المستوى القيادي لدى التنظيم، ما يجمّد المفاوضات لأسابيع واشهر، ويعيدها احياناً خطوات الى الوراء.
ووفق المعلومات فإن هذا الوضع معلّق حتى اشعار آخر. فلا شيء يوحي، لا سياسياً ولا ميدانياً، بامكان تبدّل موازين القوى او احداث متغيرات تنعكس سلباً ام ايجاباً على هذا الملف. وبالتالي، فالانتظار الثقيل سيد الموقف، علماً أن التفاوض مع النصرة وصل الى نقاط تفاهم عدة، وتوقف، اما الاتصال مع داعش فليس بالدرجة عينها من التقدم والايجابية.
6 تشرين الاول 2015، يوم سينضم الى روزنامة تحركات اهالي العسكريين الذين لا يستطيع احد حتى اللحظة اعلامهم بالموعد الرسمي لانتهاء جلجلتهم وفك اسر ابنائهم.
 

  • شارك الخبر