hit counter script

باقلامهم - جان جورج زغيب

كيف نستقر ونحن نتهدد كل يوم؟

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 06:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كنت أتغنّى بجمال بلدي، بشعبه وأرضه والبركة الموجودة فيه...

كنت أقول "وجودنا في هذا الوطن نعمة وأؤمن بها"... وأما اليوم فقط ساورتني الشكوك ومحوت ما مهّد لي الاستمرار نحو المستقبل...

كيف أستمرّ بفرح والحزن يلف كل شبر من أرضي... غابت الضحكة الأبدية، ظهرت الهموم والأوجاع فنضحك مرة ونبكي آلاف المرات!!!

لا... لا ألوم المسؤولين فقط، بل الملامة تقع على شعب لا يهتم للسلامة المرورية، أو السلامة الغذائية... لا يهتم للنظام والقانون، لا يرأف بأمهاته وأهله...وسيصل الى وقت يخرج فيه من دائرة الايمان بالله ليشرّع عبادة الأصنام وقوانين القبائل.

كيف نستقرّ ونحن نفيق على حوادث سير تحدث بسبب إهمال السائقين وتهوّر السائقين الأجانب واستخفافهم بقوانيننا محميين من أهل بلدنا....بسبب إهمال أعمال الميكانيك أو استيراد شبه السيارات أو حتى إبقاء مركبات مرّ الدهر عليها...

كيف نستقرّ وكل يوم تأتينا أخبار القتل والجرائم المروعة التي لم تشهدها ثقافتنا ولم تمرّ على مسامعنا الا من خارج لبنان حيث تغيب الانسانية. وكيف يزداد القتل ونحن أبناء الله؟ نحن الذين نقول بإسم الأب والابن والروح القدس، كما نقول "الله أكبر"... كيف نخرج عن ارادة الله والشريعة والكتب المقدسة؟

كيف نستقرّ والدولة تنهار، فلا حلول لا لرئاسة أو لانتخابات...لا حلول لنفايات سياسية واقتصادية...لا حلول للنهب والاستنسابية والمحاصصة والزعرنة وخرق القانون والمحسوبية...

كيف نستقرّ ونحن نتهدد كل يوم بلقمة عيشنا في اقتصاد صلبه اليهود واقترع عليه أهل الوطن...

كيف نستقرّ والجهل يلفنا من كل الجهات، فأصبح للعقارب منابر وللأفاعي منصات، وأصبح الجميع يتكلم بما لا يحق له التكلم، أو بدخول ما لا يعنيه... أصبحت الشهرة تطال أهل الانحدار والفسق وتغيب عن أولاد الأصل على كل الصعد. أضحت الشائعات تدخل منازلنا كالبرق عبر الهواتف وليس عبر القهوة والجلسات اليتيمة. ضاعت خصوصياتنا في أيدي من يريدنا ان نبقى هكذا ونحن ندّعي التكنولوجيا ولم نعرفها يوما...

اذا، عودوا الى الصلاة، أطلبوا السماح من الله... ثوروا في الحق، كيف يموت أهل الخير والبركة ويهيمن الشرّ والطمع؟ كيف تقتلون صورة الفلاح الذي لم يفارق الأرض، الزرع والعائلة؟

إرجعوا الى أصلكم! فنستقرّ.

 

  • شارك الخبر