hit counter script

مقالات مختارة - منال الربيعي

هل تخرج عكار من «بيت الطاعة»؟

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 01:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

تحوّلت الأنظار نهاية الأسبوع مجددا إلى عكار بعدما إعترضت حملة «عكار مّنا مزبلة» على خطة الوزير أكرم شهيب بفتح مطمر سرار ـ عكار، من أجل نقل نفايات بيروت وجبل لبنان في إطار خطة توزيع «النفايات الوطنية» بشكل يساهم في حلّ هذه الأزمة التي صار عمرها أكثر من 3 أشهر، حيث تفوقت وتقدمت على الكثير من الملفات السياسية العالقة وتحولت إلى همّ وطني، دفعت برئيس مجلس النواب الرئيس برّي الى أن يضعها في سلّم أولويات البحث عن كل ما عداها ويصفها بانها مدخل لكل الحلول في الأزمات العالقة، محاولا إخراجها من «البازار السياسي» الذي يستغله البعض من أجل تمرير مشاريع وصفقات خاصة.
وفي السياق نفسه تدخل عكار في إطار لعبة تقاسم النفوذ والمكاسب السياسية وغيرها من بوابة النفايات، تقول مصادر متابعة، حيث يؤدي تيار المستقبل الدور الأساس هناك، نظرا لأهمية نفوذه السياسي والقاعدة الشعبية المنتشرة ـ والتي أصبحت موضع جدل ـ بعد تباين الرؤى والمواقف من تنفيذ خطة الوزير شهيّب للنفايات والتي تتحمل بموجبها عكّار جزءا منها، مقابل مبلغ 100 مليون دولار تدخل في إطار تنمية المدينة التي كانت مَنسيّة ومحرومة لفترات طويلة، ولم تنفع كل نداءات الإستغاثة التي كان يطلقها الأهالي والأعيان حول الوضع المُزري من طرقات ومياه صالحة للشرب وشقّ طرقات وفتح مدارس وجامعات، وحتى تيار «المستقبل» يتذكّرها في المناسبات فقط ويطلق الوعود «العرقوبية»، وسرعان ما ينساها وتتبخّر «التعهدات» بعد إنقضاء مواسم الحملات الإنتخابية لتعود الأمور إلى حالها في المدينة المنكوبة.
ولكن يبدو أن «إنتفاضة العكّاريين» قد بدأت من ملف النفايات تؤكد المصادر، التي وجدوا فيها مَدخلا مهمّا لكسب ما عجز نوابهم في تيار المستقبل من تحصيله على مدى السنوات الماضية، وفي هذا السياق تشير المصادر الى أن الحملة العنيفة التي يشنها أهالي عكار - مدعومين ببعض الأصوات المستقبلية مثل النائب خالد الضاهر أو معين المرعبي- إنما تعمد بالدرجة الأولى إلى تحصيل مكاسب مادية إضافية تزيد عن «الهِبة» التي وعدهم وزير الداخلية بها، وهو الذي تولّى في الآونة الخيرة مهمة التفاوض مع الأهالي والأعيان موفدا من الرئيس سعد الحريري الذي بدأ يستشعر تراجعا ملحوظا في شعبيته في البيئة «العكّارية»، ومحاولة تصدّي بعض نواب كتلته للعمل الفردي هناك من أجل تحقيق مساحة خاصة تضمن لهم قاعدة شعبية تفيدهم في زمن الإنتخابات ـ في حال حصلت - وتمايزهم عن تيار المستقبل الذي يؤيد تنفيذ الخطة الوطنية للنفايات، وهو موقف أكده على طاولة مجلس الوزراء رئيس الكتلة فؤاد السنيورة ويتابعها وزير الداخلية نهاد المشنوق مع قيادات المدينة، عدا الزيارات «التفقدية «التي قام بها الناطق باسم التيار أحمد الحريري إلى بلدة عكار ولقاءه مع بعض فعاليات المدينة ومحاولة إقناعهم بالخطة مع ممارسة سياسة «الإغراء «المادّي التي يبدو أن بعض الأقطاب «العكّارية» ترفضها، وتضيف المصادر المُتابعة أن تيار المستقبل يحاول أن يتفادى تهمة «الإنشقاق» التي أصبحت تطال معظم مواقفه السياسية وتتحدث عن أجنحة وصقور داخله وخاصة بعد الخطاب العنيف الذي شنّه خالد الضاهر على وزير الداخلية نهاد المشنوق وإتهامه بمحاولة «بيع» عكّار بالثمن الرخيص، وهو ما أثار قيادة تيار المستقبل التي تتفادى أصوات إعتراض داخلية نظرا الى حساسية الموقف ودقة الظروف وكثرة التحديات التي تواجهه وتُترجم ضُعفا وتخبّطا في مواقفه.
تؤكد المصادر المتابعة أن إنشاء مطمر سرار ـ عكار مُستمر على قدم وساق رغم كل محاولات التشويش حوله، وأن جولات من اللقاءات سوف يعقدها عدد من نواب تيار المستقبل مع بعض أعيان المدينة للحصول على مكاسب مادية أكبر، وهو ما تحاول القيادة في بيروت إنجازه وبالتالي البدء بالتنفيذ في أسرع وقت ممكن وذلك من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد، أولا من خلال تظهير تيار المستقبل بصورة المُنقِذ من أزمة النفايات ويبدو ذلك واضحا من خلال تصريحات رئيس الكتلة فؤاد السنيورة عن ضرورة مساهمة كل الوطن في تحمل عبء هذه القضية، من جهة ثانية يسعى بعض «المشاكسين» في تيار المستقبل وتحديدا من البيئة العكّارية أن يُبرزوا دورهم امام أبناء منطقتهم وتظهير أنفسهم كالحامي والضامن لحقوقهم وبالتالي ترتفع نسبة شعبيتهم في مناطقهم، وفي هذا محاولة «للثأر» من أعمال التهميش والإقصاء التي طالت البعض منهم على خلفية مواقف حادّة إتخذوها في وقت سابق وهي تغرّد خارج سرب سياسة تيار المستقبل التي ينتهجها هذه الأيام، حيث تشير معلومات عكارية الى أن إتصالا جرى بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب خالد الضاهر من أجل محاولة إقناعه بتمرير إستخدام مطمر سرار ـ عكار ولم يصل إلى نتيجة إيجابية، لأن أهالي المدينة يزهدون بمبلغ 100 مليون دولار الذي لا يتوافق مع حجم الكلفة البيئية والصحية لإنشاء المطمر.
بناء على ما تقدم، تنضم منطقة عكّار إلى باقي البلدات الرافضة لتنفيذ خطة الوزير شهيّب اذ لم يبقَ سوى القليل من الوقت الذي يفصل بين كارثة هطل الأمطار، أو بين المواجهة مع الأهالي - وهو آخر الخيارات المُرّة التي تحاول مفاوضات الساعات الأخيرة أن تتجنبها فهل تنجح بذلك؟
يتم قراءة الآن
 

  • شارك الخبر