hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ريتا صالح

من جلسات "حوارية" وهمية... الى جلسات "المصارعة" الحقيقية

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 01:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يتوقف الفساد السياسي والاداري في لبنان على الملفات الساخنة فقط. اذ أن اللبنانيين يعيشون في "مزرعة" سياسية متشعبة. لا قوانين، لا دساتير، لا محاسبة ولا شفافية تطبق. وكأنه مكتوب على هذا الشعب أن يتمسك "بالصبر اللامحدود".
ولكن الى متى؟
وسط المأساة والمعاناة وإزدياد العراقيل السياسية التي لا تتوخى حل المشاكل العالقة، توقف اللبنانيون أمس أمام مشهد "مقزز" للغاية، حين شاهدوا من يمثلونهم يتلاسنون مع بعضهم، يشتمون بعضهم، ويصفون بعضهم بالـ"حرامية". يا له من مشهد سينمائي لافت... اذ لا حاجة لنا بعد اليوم أن نذهب إلى صالات السينما لمشاهدة افلام الـ"أكشن"، فلدينا من يلعب كل الأدوار السينمائية بإحتراف وإبداع مميزين. أما أبطال المشهد الاخير، فكان لاصحاب اللونين الـ"البرتقالي" و"الازرق".
من يمثلوننا أصبحوا الاكثر شهرة في كل انحاء العالم، فمنهم من يشتم الاخر مباشرة على الهواء، ومنهم من يعرقل الملفات ويتهم غيره بعرقلتها، ومنهم من يسعى الى أن يكون "الضحية والجلاد" في الوقت نفسه. ونحن نشهد على واقع مأساوي بامتياز، وكأننا رضخنا للعيش في قفص الذلّ والبؤس والقهر.
كيف لا، ومن يحكمنا أشخاص يقدمون مصالحهم الخاصة على أقل متطلبات الشعب الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والتربوية وغيرها.
يتغنّون بالديمقراطية والحرية وعنوانهم "الفساد الشامل". يدّعون الشفافية و"السرقة" من أولوياتهم. هم من يمثلون كل الشعب، الشعب الذي لا يستفيق إلا بعد فوات الاوان.
ما كان ينقصنا سوى أن يتخطى النواب حدود الفساد السياسي الى حدود الفساد الاخلاقي. اذ حاولوا تصوير أخلاقهم العالية بمشهد لا أخلاقي. الا أننا تعوّدنا على مشاهدة هذه الابتكارات السينمائية عنواناً لهدف واضخ يقضي بعدم حل أي ملف سياسي إلا برضي الطرفين.
تفائل ايها اللبناني...
فمن المعلوم أننا بتنا نعيش في واقع لا يحتمل... ولا داعي لكثرة الكلام، فلبنان صار وطن بلا مواطن... وأرض بلا ركيزة... ولكن، لا يزال مستمراً...

  • شارك الخبر