hit counter script

باقلامهم - جاد صليبا

مخطّط إجهاض "الدولة الفلسطينيّة" في مراحله الأخيرة

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 06:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يتساءل ديبلوماسيّون غربيّون كبار عن "جدوى" إقامة دولةٍ فلسطينيّة، ويرونَ أنَّ "مخطّط إجهاضها باتَ واقعيّاً وبَلَغَ مراحله الأخيرة"، خصوصاً أنَّ القضيّة الفلسطينيَّة انتقلت، بِحُكم التطوُّرات المفصليَّة في المنطقة، إلى أسفَل الاهتمامات الإقليميَّة والدوليَّة.
ولم يُخفِ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو مُخطّطه لإجهاض إقامة دولةٍ فلسطينيّة، إذ إنّهُ قالها صراحةً خلال حملته الانتخابيَّة التي أعادتهُ إلى السُلطة: "لا دولة فلسطينيَّة إذا أُعيدَ انتخابي". وقد نقَلَ الديبلوماسيّون الغربيّون المذكورون، عن نتنياهو، في الآونة الأخيرة، أنَّ "إقامة دولةٍ فلسطينيّة هي مرادفٌ لاستمرار حمّام الدم في المنطقة، وبالتالي ترفض تلّ أبيب أيَّ حديث عن إقامة هذه الدولة".
ونقلت كُبريات الصُحف الإسرائيليّة عن الديبلوماسيّين إيّاهم، أنَّ "نتنياهو لا يُعوِّل أبداً على إدارة الرئيس الأميركيّ باراك أوباما لتنفيذ مخطّطه، وأنَّ تلّ أبيب تنتظر انتخابَ رئيس أميركيّ جمهوريّ يضع على طاولته ملفّ ضَمّ الضفّة الغربيّة إلى الأردن، وقطاع غزّة إلى مصر، وإيلاء هذا الملفّ الجهود المطلوبة، وجعلِه قابلاً للتنفيذ من ضمن التقسيم الجديد الشامل للمنطقة.
إلى ذلكَ، شَغَلَ حدَثُ رفع العلم الفلسطينيّ في الأمم المتّحدة للمرَّة الأولى، وسائلَ الإعلام الإسرائيليَّة التي رأت فيه "خطوة رمزية لا أكثَر"، معتبرةً أنّه "حبّة مخدّرة للفلسطينيين إلى حين استواء الطبخة في المنطقة"، لافتةً إلى أنَّ "تلّ أبيب وافقت سرّاً، وعلى مضض، على إمرار الاتّفاق النووي الإيراني، لأنّها اشترطت على واشنطن إنهاء أحلام الفلسطينيّين بإنشاء دولة، رغم أنَّ إسرائيل ما زالت تُصِرّ على أنّها تحتفظ لنفسها بحقّ مهاجمة البرنامج النوويّ".
وترى إسرائيل أنَّ كُلّ الضمانات الأمميَّة التي ستُقَدَّم لها للموافقة على إقامة دولة فلسطينيَّة "لن تكون سوى حبر على ورق"، ذلكَ أنّ نتنياهو يرى أنَّ "حماس لا يُمكنها أن تكون مكوّناً سلميّاً في أيّ دولةٍ مستقبليّة، إذ إنّها حركةٌ تتّجه نحو مزيدٍ من التطرُّف تدريجاً، ولا تُخفي نيّتها الاستمرار في مقاومة إسرائيل حتّى دحر اليهود من المنطقة".
وما يؤكّد قرارَ إسرائيل "إجهاضَ" الدولة الفلسطينيَّة هوَ استمرارها في بناء المستوطنات بمباركةٍ دوليّةٍ مُبطّنة، في ظلّ غيابٍ تامٍّ للمحاولات الدولية لإعادة إحياء محادثات السلام، وانشغال القوى الإقليمية بحماية رؤوسها ومصالحها وتوسيع رقعة سُلطتها.
 

  • شارك الخبر