hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

دير القديسة تريزيا الطفل يسوع سهيله احتفل بعيد شفيعتها

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 14:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

احتفل دير القديسة تريزيا الطفل يسوع - سهيله بعيد شفيعته، بقداس إلهي ترأسه المطران بول بولس دحدح، في حضور المطران الياس نصار، يعاونهما لفيف من الآباء والكهنة، في حضور حشد من المؤمنين.

استهل الاحتفال بكلمة لنصار قال فيها: "إننا نحتفل اليوم بعيد القديسة تريزيا الطفل يسوع لأن الكنيسة في العالم أعلنتها شفيعة الرسالة، وقد تقرر الاحتفال بهذه المناسبة في أول تشرين الأول من كل سنة، السابعة مساء، بعد أخذ الإذن من المسؤولين عن الدير وجمهوره"، مشيرا إلى أن "الكنيسة في العالم أجمع تحتفل بشهر السلام الذي نصلي فيه ونذكر كل المرسلين والمرسلات في كل أقطار العالم، الذين يتركون بلادهم لتلبية صوت المسيح "اذهبوا في الارض كلها".

وشكر نصار المطران دحدح لترؤسه القداس الإلهي، كما وجه كلمة شكر لراعي أبرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا الذي غاب عن القداس لظروف خاصة. وشكر رئيس الدير الاب جوزف زغيب والآباء والكهنة المشاركين في القداس، كما رحب بحضور أمين سر اللجنة الاسقفية الاب حبيب كلاكش، مدير الاعمال الرسولية في لبنان الخوري روفائيل زغيب، ورئيس رابطة كاريتاس لبنان الخوري بول كرم. وشكر تجمع "يسوع فرحي" الذي يحيي القداس بالاناشيد وخدمة القداس. كما رحب برئيس مكتب الشبيبة في بكركي توفيق بو هدير.

بعد تلاوة الانجيل المقدس من إنجيل لوقا، ألقى دحدح عظة أشار فيها إلى أن "الرسالة هي عملية محبة، الرسالة نابعة من محبتنا العميقة لله الاب والابن الذي أرسله الاب ليفدي الناس، وإلى الروح القدس الذي حل فينا"، مشيرا الى أن "المحبة نابعة من تأمل الصليب، فنعرف كم أحبنا الله وبذل نفسه من أجلنا عندما أرسل ابنه الوحيد كفارة عن خطايانا. والتأمل بالمصلوب يساعدنا على أن نعيش نزاع المسيح على هذه الأرض، وهذا الصليب موضوع شغف وغرام بولس الرسول والقديسة تريزيا الطفل يسوع ورسالات البابا فرنسيس".

وأضاف: "عندما ننظر الى المصلوب تأخذنا تلك الشفقة التي أخذت المسيح عندما نظر إلى الجموع وتحنن عليهم، أي أشفق عليهم وأحبهم وشفى مرضاهم وأقام أمواتهم وأطعم جياعهم وفعل كل شيء من أجل خلاصهم الروحي والجسدي، وهذه الشفقة تدعو كل واحد منا الى أن يعيد النظر في حياته ويهتدي ويصبح أكثر عزما لكي يبشر بالمسيح لكل من لا يعرفه حتى الآن".

وتابع: "في ليلة العشاء السري سمع المسيح يعطي التوجيهات الأخيرة إلى تلاميذه لأنه كان مزمعا أن يموت ويتركهم ويرجع الى أبيه. وعدهم بألا يتركهم وحدهم وكان غيابه هو سبب حضوره غير المنظور في الرسل. أرسل روحه القدوس وحل في الرسل والتلاميذ في يوم العنصرة كما يحل فينا عندما نعمد باسم المسيح ونتزوج باسمه، وصار كاهن المسيح وتكرس باسمه، وهذا الروح الذي حل فينا يجعلنا بدورنا على مثال المسيح، رسلا نحمل البشارة إلى أقاصي الأرض.

لقد أصبح هذا العالم في متناول الجميع بفضل التكنولوجيا والعلوم، وهو مزيج من الحضارات والثقافات والأفكار، ونعرف أن هذا العالم اليوم مناهض للدين وللإيمان ومناهض للمسيح وتلاميذه ولكنيسة المسيح. نحن لسنا منه ولكن نعيش فيه، ونقول له كلمة واحدة، إن المسيح هو الطريق والحق والحياة.

لا نخاف هذا العالم لأن الله معنا كما كان مع الرسل والمرسلين الذين بشروا بالمسيح خلال العصور، وهذه النعمة تدفعنا وتخلق فينا حمية وحافزا لنذهب إلى أقاصي الأرض ونضحي بحياتنا ونكون مبشرين بالمسيح ونبشر كل إنسان مهما كان دينه ومعتقداته وأفكاره وفلسفته، لأن المسيح قال لنا: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم بدون استثناء".
نقول لهم الحقيقة، والحقيقة بالنسبة إلينا هي المسيح.

وقال: "نشهد اليوم الحوار الاسلامي-المسيحي، والحوار لا يعني أن نتنازل أو نساوم على الحقيقة التي تربينا عليها وعلمناها لأولادنا، الحوار هو أن نتعايش ونعيش بسلام مع الآخر ونأخذ منه الخير المشترك ونحب بعضنا بعضا. والبشارة هي المسيح ولا بديل منه ولا خلاص خارجه ولا مخلص آخر غيره.
ومن أجل المسيح أرادت القديسة تريزيا الطفل يسوع أن تكون تلميذة ورسولة ومعلمة في سبيل أن يحب جميع الناس وجميع الشعوب المسيح. وقالت ما عساي أفعل سوى أن أكون في قلب الكنيسة، الحب والصلاة والتضحية والتوبة والمحبة".

وختم: "ورد في رسالة البابا فرنسيس كلام موجه الى الرهبان والراهبات المكرسين والمكرسات يدعوهم بإلحاح الى أن يعيشوا هذه الرسالة بمحبة وشغف، وأن يكونوا نماذج خدمة ومحبة، مستعدين للموت من أجل المسيح وأمناء على نذور الطاعة والمحبة والتقاني والتسامح والتواضع، ويحملوا البشارة إلى أقاصي الأرض بالاحترام، ولكن الاحترام لا يعني التخاذل، ولكن نبقى صامدين على إيماننا المسيحي ويطلب البابا منهم التعاون مع العلمانيين، وأن نضع أيدينا بأيديهم لكي تكون رسالتنا ورسالتهم ناجحة ومفيدة.

كما تمنى عليهم أن يقدموا إلى الكنيسة الجامعة أشخاصا مؤهلين لكي يذهبوا إلى الاماكن البعيدة حيث لا يعرف المسيح حتى الآن، وان التبشير بالمسيح والرسالة لا يكون بتطوير الوسائل بل يترافق مع أن يكون في قلوبهم حب عميق صادق لا يعرف الملل ولا الكل من المسيح، واليوم نصلي من أجل هذه الرسالات ونضحي ونخوض إماتات. وإن لم نذهب الى أقاصي الأرض فعلينا أن نحمل هذه الرسالة في المحيط الذي نعيش فيه مع إخوتنا في العيش المشترك، أن نشجع ونحفز كل من ينظر إلينا، ليدلوا علينا: "انظروا الى هؤلاء كيف يحبون بعضهم بعضا. إنهم حقا تلاميذ".
 

  • شارك الخبر