hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - المحامي لوسيان عون

هل غرقت روسيا في الوحول السورية أم أن تدخلها الساحلي هو انفاذ لتقاسم النفوذ؟

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 04:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

سوريا " المحرقة " التي ألهبت نارها وشظايا الشرق الاوسط برمته فاستدرجت القوى العظمى الى معارك طاحنة في الداخل وتوترات بين بعضها البعض لن تكون روسيا بمنأى عنها بعدما اختارت التدخل المباشر في الحرب الروسية، وبالامس المشاركة العملانية الميدانية في عمليات القصف الجوي ودعم بعض من قواعد النظام السوري لوجستياً على النحو الذي كشفته أجهزة الاستخبارات قبل أن تبوح به روسيا بنفسها.

كيف يمكن قراءة النتائج الاولية والدوافع التي حدت بروسيا أخذ خيارها رغم وعورته وصعوبة دعم النظام السوري على النحو الذي تبلوره الاحداث شيئاً فشيئاً؟

1- روسيا اجتازت الحدود السورية المعترف بها جواً بطائراتها وبراً عبر ادخال معدات واسلحة عسكرية في الجهة الغربية من الاراضي السورية، لكن الامر اقتصر على بقعة جغرافية محددة تمتد على مساحة بين اللاذقية وطرطوس وهي منطقة تقطنها أكثرية علوية

2-يأتي تمركز الروس في هذه البقعة وكأنه يهدف لتأمين خط الدفاع الاخير للنظام السوري وهو ما يعرف بمعقل آل الاسد الذين حكموا سوريا منذ العام  1970 ، والكل مدرك أنه ان سقط الساحل السوري ، سقط النظام وخسر بشار الاسد المعركة نهائياً

3-منذ مدة يجري تداول معلومات أن معركة دمشق على الابواب ، وأن سقوط دمشق (العاصمة) يعني خسارة تسعين في المئة من قوة الاسد وان لجأ الى الساحل السوري وتحصن هناك.

4-مضى على المعارك ما يزيد عن أربعة سنوات، فيما لم يستطع الاسد الامساك بزمام الامور والصمود طويلاً في وجه "الارهابيين" كما خسر أكثر من ثلاثة أرباع الاراضي السورية فيما البقية الباقية مناطق مقطعة الاوصال تفصل بينها بقع يحتلها كل من الجيش الحر والمعارضة السورية وداعش.

5-لقد بقي الجيش السوري الوحيد القادر على تدعيم الجبهة الغربية، في ظل اشارات ترددت في الشهر الفائت مفادها أن تشرين الاول يحمل في طياته "انفراجات" وهذا ما عوّل عليه العماد عون عقب رسالة تلقاها من الرئيس السوري سرعان ما كشفت الاحداث مضامينها وحيثياتها وهي أن الاسد يعوّل على تدخل مباشر من قبل الروس في بلاده.

6-ما فهم من بين السطور، ومن خلال الخطاب الذي أدلى به السيد حسن نصرالله هو أن الامور في الزبداني متجهة للتهدئة ، وهذا ما ينبئ بهزيمة للحزب في الزبداني وخسارة كبرى في القلمون وعجز عن حسم المعركة شرقي الحدود اللبنانية، وما يفيد بأن لا حسم نهائي مع داعش أم النصرة رغم تطويق مدينة الزبداني، ومع ازدياد الخسائر البشرية التي مني بها الحزب هناك خلال الاشهر الاخيرة ما استدعى على عجل تدخل النظام الروسي لانقاذ النظام السوري من الهلاك والخسارة الحتمية.

7-  كل المؤشرات تجمع على أنه بموازاة طمأنة الروس للاميريكيين والاوروبيين بعدم تدخل بري في سوريا، وعدم التصدي لطيران الحلفاء فان المباحثات الجارية على أكثر من محور تشير الى أن ثمة حلولاً في الافق تأخذ في عين الاعتبار مطالب الشعب السوري بمجمله بأن لا يكون الاسد جزئاً من الحل فيها.

8-بدأ تلوح في الافق مؤشرات تحاشي الروس مواجهة داعش والنصرة نظراً لاقتناعهم بأن الحرب بمواجهتهم دونها محاذير شتى من بينها نقل المعارك الى مناطق وبلدان لروسيا فيها نفوذ، وخاصة تلك التي فيها أكثرية مسلمة ما يهدد أمنها ، فضلاً عن تهديد أمن الجاليات الروسية في العالم باسره ان غاصت روسيا في الوحول السورية ما يدفع داعش والنصرة والمنظمات الاصولية الداعمة لها للقيام بعمليات انتقامية ضد أفراد تلك الجاليات في العالم ، وربما هذا ما دفع روسيا الى التأكيد واعطاء ضمانات بأنها لن تشارك في حملات برية ضمن الاراضي السورية وستقتصر حملاتها العسكرية على ضربات جوية فقط.

في المحصلة، مهما بلغ الدعم الروسي للنظام السوري فسوف يقتصر على قصف جوي لمواقع محددة فقط، وسوف تتحاشى روسيا الانغماس بالوحول السورية. في ظل حرب شوارع وعصابات مسلحة هل يؤدي التدخل الروسي الى حسم المعركة أم أن هذا التدخل يشكل جزءاً من مخطط يفضي الى تقسيم المنطقة متفاهم عليه بين الجبابرة فيكون تعزيز الدفاعات الروسية توطئة وانفاذاً للتفاهم على توزيع المناطق الجغرافية فتكون الاراضي التي يشملها التدخل داخلة ضمن نطاق المنطقة الموعود بها لانشاء قواعد عسكرية في طرطوس واللاذقية تاسيساً لحماية الدولة العلوية العتيدة؟ والا لماذا لم يشمل التدخل العاصمة دمشق حيث شكلت منذ قيام الجمهورية السورية منذ العام 1970 مركز الثقل للنظام المهدد بالسقوط في اي لحظة؟

  • شارك الخبر