hit counter script

مقالات مختارة - غاصب المختار

«مجموعة الدعم»: دعم الحوار والتقيّد بـ«الطائف»

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 07:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير

أنهى رئيس الوزراء تمام سلام مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة امس، وعاد الى بيروت على أن يصلها مساء اليوم، بعدما شارك في مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان، وألقى كلمة لبنان أمام الجمعية العامة، والتقى كلا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الألمانية فرانك والتر شتاينماير، ورئيس وزراء السويد ستيفان لوفين.
وتركزت لقاءات سلام على موضوعي مساعدته في تجاوز أزمة الشغور الرئاسي واستعادة عمل المؤسسات، واستيعاب النازحين.
وشارك سلام في احتفال رفع العلم الفلسطيني في باحة الأمم المتحدة، ثم انتقل الى مؤتمر المجموعة الدولية للدعم الذي افتتحه بان كي مون بكلمة مقتضبة قال فيها «نحن هنا جميعا لدعم حكومة لبنان وشعبه»، ولفت الى ان «احتياجات لبنان كبيرة ومتزايدة وعدم تلبيتها سيؤثر عليه». مشيراً الى ان «الجيش اللبناني قد تمكن من الانتشار على الحدود الشرقية لمنع امتداد الحرب من سوريا»، داعيا الى «زيادة الدعم لمكافحة الإرهاب»، وأكد ان «دعم الجيش سيؤدي الى استقرار المنطقة ولبنان».
وأشار الى ان «التظاهرات في بيروت تؤكد ان الشعب يستحق مؤسسات فاعلة»، معتبرا ان «استقرار لبنان سيساعد في استقرار المنطقة الهش»، آملا ان «تتمكن هذه المجموعة من إصدار قرارات أساسية تساعد القادة في لبنان على انتخاب رئيس».
بعد ذلك انسحب الأمين العام من الاجتماع لارتباطه بالجلسات العامة، وحل مكانه معاونه يان إلياسون، وألقى الرئيس سلام كلمة اعتبر فيها أن القرارات والخطوات التي ستُتخذ هذه المرة، ترتدي أهميّة أكثر من أي قت مضى، بسبب التهديدات المتزايدة التي يواجهها لبنان.
وأشار إلى أن هذه التهديدات تتمثل باستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، والوضع الأمني الداخلي الدقيق، فضلا عن خطورة الوجود الإرهابي على حدودنا الشرقية.
أضاف: لقد أنتج غياب رئيس الجمهورية سلبيات متراكمة أدّت الى شلل شبه كامل لعمل السلطة التنفيذية والى تعطيل خطير للعمل التشريعي.
ولفت الانتباه إلى التحركات الاحتجاجية اليومية «من أجل قضيّة محقّة لم نستطع معالجتها بسبب غياب التوافق السياسي»، محذراً أن لا أحد يستطيع أن يتنبأ بالمسار المحتمل للأحداث في ضوء التدهور المتسارع للوضع الاقتصادي.
وأكد أن «الجيش اللبناني يتحمل مسؤوليته كاملة في مواجهة التهديد الخطير الذي يمثّله المقاتلون المتطرفون. ولقد تمكنّا، بفضل دعم بعض الدول الممثّلة في هذا الاجتماع، من تعزيز قدراتنا للدفاع عن أرضنا وحماية سيادتنا. لكن السؤال يبقى مطروحاً عن حجم محاولات الاعتداء التي سيكون على الجيش التصدي لها في حال حصول مزيد من التدهور للوضع السوري».
ودعا جميع من ساعدوا الجيش، الى مواصلة دعمهم الضروري هذا بالوتيرة ذاتها، كما دعا «جميع القادرين على مدّ يد العون، الى الوقوف بجانبنا، لأن ساعة مواجهة التطرف قد حانت ولأننا على الخط الأمامي للمواجهة».
كما دعا جميع القادرين على التأثير الإيجابي للدفع في اتجاه انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية بطريقة ديموقراطية.
وقال سلام: لقد آن الأوان لوضع الخلافات جانباً. آن الأوان للتحدث الى الأصدقاء والى الخصوم. آن الأوان لفصل الانتخابات الرئاسية عن كل القضايا الاخرى العالقة في المنطقة. آن الأوان لإدراك أن استخدام لبنان كأداة في تصفية الحسابات الإقليمية سيؤدي الى تدمير واحة الاعتدال والتعايش والحرية هذه، التي يجب أن تبقى نموذجاً ورسالة في وجه التطرف والعنف.
بعد ذلك ألقيت كلمات مقتضبة للوفود المشاركة، حيث تعاقب على الكلام وزراء خارجية: ألمانيا شتاينماير، وإيطاليا جنتيلوني، وروسيا سيرغي لافروف، وفرنسا لوران فابيوس، ومفوضة الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، وممثلو أميركا وبريطانيا والصين، والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وأعلن شتاينماير تعهد مجموعة دول 7+1 بتقديم مليار و800 مليون دولار للدول المضيفة للنازحين منذ بدء الازمة السورية، فيما أعلن المندوب البريطاني عن تقديم مئة مليون جنيه، والاميركي عن تقديم 77 مليون دولار.
وكان لافتا كلام لافروف عن الأزمة السياسية بقوله انه يجب ترك القوى السياسية تعالج الازمة السياسية بنفسها من دون تدخل أجنبي.
خلاصة اجتماع «مجموعة الدعم»
وقد وزّعت بعثة الأمم المتحدة في بيروت مسودة ملخص لاجتماع مجموعة الدعم الدولية، حيث أشار المجتمعون إلى البيانات الرئاسيّة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي وإلى الملخص الرئاسي الصادر بعد الاجتماع الافتتاحي لمجموعة الدّعم الدوليّة في 25 أيلول 2013 وإلى بياناتٍ لاحقة صادرة عن المجموعة. وأشاروا إلى أنَّ التزام الأمم المتحدة بالاستقرار في لبنان يقع في صميم قرار مجلس الأمن الرقم 1701 (2006) وقراراتٍ أخرى ذات صلة. كما أشاروا إلى أهميّة استمرار التزام جميع الأطراف اللبنانية بإعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس من أجل استقرار لبنان وأمنه.
وعبّرت المجموعة عن قلقها العميق حَول الشّغور في رئاسة الجمهوريّة والذي يضعف جدِياً قدرة لبنان على معالجة التحديات الأمنيّة والاقتصاديّة والانسانيّة والاجتماعيّة. وأشادت المجموعة بقيادة رئيس الوزراء تمّام سلام في هذا السياق الصعب، كما أشاروا إلى قلقهم تجاه الاستقطاب السياسي المُتنامي في الأشهر الماضية والصّعوبات المتزايدة التي تواجه الحكومة والمجلس النيابي في اتخاذ القرارات الرئيسية.
وعبّرت المجموعة عن قلقها بأن الوضع الراهِن يقوّض استقرار لبنان ويحد من كم الدعم الدولي للبلد وتأثيره. ورحّبت بالمبادرات التي أُطلقت مؤخّراً لدعم الحوار بين الأطراف ونحو انتخاب رئيس للجمهوريّة، كما أكّدت إصرارها على مواصلة دعم مثل هذه الجهود. ودعت كل القيادات اللبنانية إلى التقيُد بدستور لبنان وباتفاق الطائف والميثاق الوطني، وبوضع استقرار لبنان والمصلحة الوطنيّة قبل السياسات الحزبيّة والعمل بمسؤوليّة وروح قيادية ومرونة لعقد جلسة عاجلة لمجلس النوّاب والشروع في انتخاب رئيس للجمهورية.
وسجلت المجموعة التحدّيات الأمنيّة المعقدة التي تواجه لبنان نتيجة لتداعيات النزاع في سوريا، بما في ذلك تهديد المجموعات المتشدّدة والإرهابيّة. وسلَّط أعضاء المجموعة الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه الجيش اللبناني والقوى الأمنية في العمل على التصدي للمخاطر وذلك من خلال انتشار أفواج جديدة ومجهّزة تجهيزاً أفضل على الحدود اللبنانيّة ـ السوريّة وعمليّات لمواجهة الإرهاب من خلال بسط سلطة الدولة وصونها. وأثنوا على الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني بالعمل مع قوات «اليونيفيل» من أجل الحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق تطبيقاً للقرار 1701. ورحّبوا بالمساعدات الدولية التي قُدّمت من أجل تقوية الجيش اللبناني وتعزيزه في إطار الخطّة الخمسيّة لتنمية قدرات الجيش. وأكّدوا الالتزام الدولي القوي لمساعدة مؤسسات الدولة اللبنانيّة على الدفاع عن حدود لبنان وحماية شعبه. وتأكيداً لمتطلبات لبنان الأمنيّة المستمرة والمدى الطويل، حثّت المجموعة الدول الأعضاء القادرة على تقديم مساعدات إضافيّة مستعجلة ومنسقة، حيثما كان الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة بأمسّ الحاجة لها. وإقراراً منها بتنامي التهديد الإرهابي للمدنيّين اللبنانيين، كررت المجموعة تأكيدها للحاجة إلى استجابة شاملة لمواجهة الإرهاب، وذلك عبر دعم دولي إضافي للأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة.
وعبّرت المجموعة عن دعم قوي وموحّد للعيش المشترك في لبنان. وأقرّت بالجهد الاستثنائي الذي يقوم به لبنان في استضافة مليون ومئة ألف لاجئ من سوريا. وشجّعت المجموعة على تقديم مساعدات عاجلة للاجئين وللمجتمعات المحلّية الضعيفة بالإضافة إلى مشاركة أكبر في تحمُّل الأعباء من قِبل المجتمع الدولي، كما أشارت إلى أهميّة هذه الخطوات للمصالح الأمنيّة المشتركة لجميع الأطراف المعنية.
وشدَّدت المجموعة على أنّ فعالية مساهمة الدعم الدولي القوي لاستقرارٍ مستدام تحتم على القادة اللبنانيين العمل بتوازِ على معالجة الجمود السياسي من خلال انتخاب رئيس للجمهوريّة من دون تأخير إضافي من أجل إعادة تفعيل الحكومة بالكامل.
 

  • شارك الخبر