hit counter script

مقالات مختارة - حكمت عبيد

المحكمة الخاصة: أبو عدس.. و«مجموعة الـ 13»

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 07:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير

كلما تقدمت المحاكمات في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقدّم الادعاء لدى المحكمة الخاصة بلبنان المزيد من شهوده أمام غرفة الدرجة الأولى، زادت الأسئلة بشأن قيمة الأدلة الثبوتية للادعاء التي تدعم قراره الاتهامي بحق المتهمين الخمسة المزعومين.
فالشاهد السري (087) الذي يستند إليه الادعاء لتأكيد تورط المتهم حسن عنيسي في التغرير بالانتحاري الافتراضي أحمد أبو عدس، أدلى بمعلومات لا تفيد قضية الادعاء، فهو لا يذكر أنه رأى الشاب الذي كان يلتقي أبو عدس مباشرة، كما أنه لا يذكر «اي خصائص عنه أو أي شيء آخر محدد»، وزاد في ارتباك المشهد داخل قاعة المحاكمة أمس، ما أعلنه محامي الدفاع عن المتهم عنيسي فينسان كورسيل لابروس من أن خضر نبعة وهو شقيق حسن نبعة أمير «مجموعة الـ 13» والتي اعترف أحد أفرادها السعودي فيصل أكبر باغتيال الحريري قبل أن يعود عن إفادته، هو مؤذن جامع الحوري (جامعة بيروت العربية) الذي كان يرتاده أبو عدس والشاب الآخر، ما رأى فيه متابعون «تطوّراً هاماً، إذ كيف لمسجد يفترض أنه مركز لمجموعة متشدّدة وتعمل على تجنيد الشبان وإرسالهم الى العراق للجهاد، أن يكون مكاناً للمتهم المزعوم عنيسي يعمل من خلاله على تجنيد انتحاري وهمي، بحسب الادعاء نفسه؟».
على أن المعلومات الأكثر أهمية التي أدلى بها الشاهد، خلال الاستجواب المضاد الذي أجراه المحامي لابروس، تناولت لهجة الشاب الذي كان يتقرّب من أبو عدس، فبحسب إفادة للشاهد السري أمام المحقق العدلي الياس عيد بتاريخ 28 نيسان 2005، أقرّ الشاهد بأنه «قبيل اختفاء أبو عدس، شاهدت شخصاً جالساً بالقرب من أبو عدس في مسجد الحوري، سمعتُه يتكلّم مع أحمد بشأن الصلاة وكانت لهجته أقرب الى اللهجة الفلسطينية»، وأضاف في إفادة أخرى أن الشخص المذكور كان يرتدي لباساً مدنياً، وقال: «كل ما أذكره أنه كان شاباً مثل أحمد يرتدي لباساً مدنياً وليس لباساً دينياً، وأعتقد أن شعره كان داكن اللون وقصيراً، وعندما كانا يجلسان الى جانب بعضهما بدا لي أن الشخص أطول من أحمد، كانا يجلسان أمامي بثلاثة أمتار وبإمكاني سماعهما»، وتابع: «لهجة الشاب كانت فلسطينية أو من إحدى دول الخليج، وشعرت أن أحمد كان يعطيه درساً بأصول الصلاة».
وربطت أوساط متابعة بين ما أكده الشاهد في إفادته هذه، التي لم يدرجها الادعاء في بيانات قضيته، وبين لهجة المتصل بمحطة «الجزيرة»، حيث أجمع شهود الادعاء من موظفي «الجزيرة» بأنها كانت فلسطينية أو خليجية.
ومن النقاط الهامة التي أثيرت أمس أن الشاهد أعاد التأكيد على إفادة أخرى أمام لجنة التحقيق الدولية وتضمّنت نفيه التعرف على أي من الوجوه التي تمّ عرضها عليه ضمن لوحتين من الصور، بينها صور للمتّهم عنيسي.
ومن المفارقات التي كشفتها جلسة الأمس أن الشاهد كان قد قال في إفادة له بتاريخ شباط 2005 «إن شقيق أبو عدس كان يعمل كحارس شخصي لأحد الأمراء الخليجيين»، غير أن الشاهد نفى بداية بأنه قال هذا الكلام، ليعود ويؤكده بعد عرض لابروس إفادة التحقيق الموقعة من قبل الشاهد نفسه، فأوضح الشاهد بأنه قال: «مرافقاً وليس حارساً شخصياً، وهذه المعلومة ذكرتها العائلة أمامي ربما.. لا أدري».
وكان الاستجواب الرئيسي قد استهلّه ممثل الادعاء المحامي الكسندر ملن ووصف خلاله الشاهد أبو عدس «بالمنعزل». وأضاف: «حتى العام 2002 كان يرتدي ملابس مدنية، ومنذ ذلك الوقت أصبح أكثر تديّناً وترك لحيته تنمو وارتدى الملابس الدينية التقليدية كالدشداشة»، ولاحظ الشاهد أن لدى أبو عدس أصدقاء متدينين أيضاً من التابعية الفلسطينية». وأشار ملن في معرض تلخيصه لإفادات الشاهد السابقة بأنه «عرضت على الشاهد لوحة من الصور لمعرفة إن كان يستطيع أن يتعرّف على الشخص الذي كان رآه إلى جانب أبو عدس في المسجد ولكن لم يتمكّن من التعرّف على أحد».
ورداً على سؤال للقاضي وليد العاكوم وما إذا كان قد استرعى انتباهه شيء ما عندما شاهد شريط إعلان المسؤولية على التلفاز، أجاب الشاهد: «ذُهِلت ولم أستطع أن أكمل، وذُهِلت أكثر عندما شاهدت الصورة فهي تختلف عن الصورة النمطية التي كنت أعرفها عن أحمد.. كان مسالماً ولم أكن لأتوقّعه بهذا المكان».
 

  • شارك الخبر