hit counter script
شريط الأحداث

سوريون يحلمون بغدِ أفضل في ألمانيا

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 14:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ما إن يسأل أحدهم عن أفضل حقيبة ظهر في سوق الخجا، وسط دمشق، حتى يعرف صاحب المتجر مباشرة أن السائل قرر الهجرة عبر البحر إلى ألمانيا التي باتت أرض الأحلام بالنسبة لآلاف الفارين من الصراع الدامي في البلاد.
وبالنسبة للعديد من الدمشقيين المتعبين من الحرب، يكمن الأمل اليوم بالفرار الى الخارج عبر تأشيرات دخول نظامية أو عبر رحلات التهريب المضنية.
ويشرح البائع وليد لزوجين شابين ميزات إحدى حقائب الظهر في محله إذ إنها «مريحة» لرحلة طويلة على الأقدام ويمكن نزعها بسهولة في حال حصول طارئ، والأهم أنها تطفو على الماء.
ويخاطر الفارون إلى أوروبا بحياتهم عبر السفر بحراً على متن قوارب مكتظة بالركاب بعد دفع مبالغ باهظة للمهربين. ويقول وليد «أبيع 20 حقيبة يومياً الى زبائن من كل الأعمار. حتى العائلات باتوا يقومون بشرائها». ويضيف «ليس هناك ضرورة للسؤال، إنها حقيبة لاجئين«.
وفي سوق الخجا المتخصص ببيع حقائب السفر، يؤكد التاجر أبو محمد أن حوالى الف حقيبة ظهر تباع يومياً.
وازداد الطلب مؤخراً بشكل كبير على تلك الحقائب حتى أصبحت ورش العمل في السوق منكبة على تصنيعهاً. وفيما يختار المسافرون عن طريق البحر حقائب الظهر، فإن حقائب السفر التقليدية تقع من نصيب الحاصلين على تأشيرات دخول.
ويقول وليد: «أطلق عليها حقائب التأشيرات أي أنها مخصصة لهؤلاء الذي اختاروا السفر الشرعي»، مشيراً إلى أنه لم يعد يبيع منها سوى «اثنتين أو ثلاث في اليوم«.
اختار أصحاب المهن الخاصة او الطلاب الحصول على تأشيرات دخول الى المانيا، ومن أجل بلوغ هذا الهدف يكرسون وقتهم لتعلم اللغة الألمانية.
وبدأت 25 مدرسة على الاقل بتعليم اللغة الالمانية لتلبية الطلب المتزايد بعد إغلاق معهد «غوته» الالماني أبوابه في بداية الازمة في العام 2011، ويبلغ عدد طلاب اللغة الالمانية في هذه المدارس اليوم حوالى الالف شخص.
ودفع «الاإقبال القوي جداً« معهد «ابن سينا» للغات في دمشق الى استبدال صفوف تعليم اللغة الانكليزية بالألمانية، بحسب ما قال مدير المعهد محمد العمري لوكالة فرانس برس.
واكتست جدران المعهد بخرائط المدن الالمانية لتظهر الاهتمام الخاص الذي يوليه المعهد للغة الالمانية.
ويرغب أحد طلاب المعهد مؤمن زرزور (26 سنة) وهو طبيب يختص بالأمراض الباطنية بإكمال اختصاصه في ألمانيا «بسبب التسهيلات التي تقدمها«.
ويقول زرزور إن طلب تأشيرة دراسية الى السفارة الالمانية في بيروت «يتطلب التسجيل في إحدى الدورات اللغوية وتقديم كفالات مادية او فتح حساب مصرفي بقيمة 8200 يورو، مشيراً الى ان الحصول عليها «يستغرق نحو شهرين«.
ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، أشار مسؤول ألماني إلى أن بلاده منحت 6500 تأشيرة دخول إليها في العام 2011 مقابل خمسة أضعاف هذا العدد حالياً، وتمنح هذه التأشيرات بشكل أساسي لأسباب إنسانية أو الدراسة أو للمِّ الشمل.
ويتندر السوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول تعلم اللغة الالمانية، وكتب أحدهم «لقد صادفت كذابين كثراً لكنهم لا يرقون الى مؤلف كتاب تعلم اللغة الالمانية بخمسة أيام» نظراً لصعوبة تعلمها.
وتقول نور التي تنتظر مولوداً أنها ترغب بتعلم اللغة في دمشق «لأن تعلم اللغة في البداية مع أستاذ عربي أسهل«.
ويحلم السوريون بمدن ألمانيا وبحياة أفضل فيها، ونشروا صوراً للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بلباس سوري تقليدي وكتبوا عليها «ماما ميركل» التي أعلنت عن تسهيلات للاجئين السوريين.
واستقبلت ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، حتى الآن أكبر عدد من اللاجئين مقارنة مع أي دولة أوروبية أخرى، في الأزمة التي تعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. كما توقفت ألمانيا عن إعادة طالبي اللجوء السوريين الى الدول التي دخلوا منها أراضي الاتحاد الأوروبي وعلقت عملياً تطبيق اتفاقات دبلن التي تنص على إعادتهم، كما أعلن المكتب الفيديرالي للهجرة واللاجئين على حسابه على تويتر.
وبنغمة موسيقية، كتب سوريون على فايسبوك «ألمانيا ألمانيا سنذهب الى المانيا مع المهربين. واذا لم نصل عبر تركيا، سنذهب عبر اسبانيا، فرنسا او النمسا«. ويقول أحمد الحائز على شهادة في ادارة الاعمال ورفضت السلطات الالمانية العام الماضي منحه تأشيرة دخول، «في حال رفض طلبي مجدداً، سأذهب عبر البحر. وبدلاً من ان أدفع ضمانة من 8200 يورو من اجل التأشيرة، سأدفع للمهرب نصف هذا المبلغ«.
ويضيف «قد ألقى حتفي في البحر، ولكني متأكد من أني سأموت في حال بقيت هنا... غادر جميع أصدقائي، أشعر في دمشق وكأني في المنفى«.
ويقول عدنان (28 عاماً) «منذ أن بدأت الحرب، تهتز المقاعد تحتنا بسبب القصف. لا أريد ان أكمل دراستي هنا بل أريد أن أسافر«.
وشرد نحو 11 مليون سوري من منازلهم بسبب النزاع الذي بدأ في آذار 2011، وأصبح أربعة ملايين سوري لاجئين خارج بلادهم في حين أن البقية نازحون في الداخل.
(السفير، 28/9/2015، ص13)

  • شارك الخبر