hit counter script

مقالات مختارة - عمار نعمة

«التيار» يقترع «بالأقدام».. ويُطلق شرعية باسيل

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 07:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير

علامتان بارزتان شكلتا عنوان تحرك «التيار الوطني الحر» أمس في ساحة الشهداء: الحشد الكبير لمناصري التيار، والانطلاقة البارزة لجبران باسيل رئيسا للتيار، مطوّبا خليفة من دون منازع للعماد ميشال عون، قبل تسلمه الرئاسة رسميا.
في مشهد التجمع الجماهيري، كمنت المعركة الكبرى للتيار الذي دفع بجماهيره الى الساحة، في رد على خصمه الشعبي المستجد هذه الأيام والمتمثل في شباب الحراك المدني الذين يرى فيهم التيار انهم قد اختطفوا منه الشعارات.. وربما بعض الشارع. فكان النزول أمس لإثبات الشرعية الشعبية بعد حديث سرى عن تراجع تمثيل التيار، ربطا بقلة أعداد مناصريه خلال «إنذاريه» السابقين لـ «مهمشيه» حين نزل مناصرو عون الى وسط بيروت في المرتين السابقتين.
كان المشهد شبيهاً بذلك الذي قدمه العونيون قبل عشرة أعوام، تحديدا في السابع من أيار العام 2005، حين استقبال عون بعد غربته، من دون أن يقارب الجمهور حشد المشهد السابق الذي تحدث خلاله المراقبون عما بين 100 و150 ألفا من المستقبلين لعون.
في أية حال، شكل «الإنذار الرقم 3»، أمس، رسالة واضحة ضمت عشرات الآلاف تقاطروا من 70 نقطة تجمع الى الساحة التي غرقت ببحر من اللون البرتقالي، هتفوا بحياة مؤسسه، من دون التعرض الى الأخصام هذه المرة. وكما في السابق، كان العونيون وحدهم في الساحة، ويبدو انهم سيستمرون في تحركهم وحدهم، مع مباركة الحلفاء وعلى رأسهم «حزب الله».
وتحت شعار «وحدا - الانتخابات - بتنضّف»، تجمع العونيون في الساحة للدعوة الى انتخابات على أساس قانون نسبي، وهو مطلب يسجل للتيار، المتهم بطائفيته، والذي يتقاطع عبره مع قوى الحراك الشعبي الأخير الذين يخاصمهم لشمولهم زعيمه بالفساد «من دون وجه حق». أما المطلب الآخر، فهو انتخاب رئيس من الشعب، ليس سوى عون، حسب جميع من في الساحة.
وبهذين المطلبين يهدف العونيون الى إعادة صياغة النظام السياسي الذي تأسس بغفلة عنهم وهم في «المنافي»، ومناصروهم لا يخفون ذلك، هم يطالبون بـ «الشراكة» وينقمون على سلطة سياسية استأثرت بالسلطة وأنتجت الفساد، مهمشة مكوّنهم، ومبعدة المسيحيين عن أحقيتهم في التمثيل، عبر داعشية محلية سياسية هي في نظرهم أخطر من «الداعشية» التي شرّعت قتلا وتهجيرا للمسيحيين في المنطقة.
أما في العلامة البارزة الأخرى في تجمع أمس، فقد لخصها ظهور باسيل في كلمة نارية كرست شرعية حيثيته في التيار، فتوعد الأخصام، وسط تناغم جماهيري مع رئيس التيار الذي تصدى لـ «سرقة» الشعارات عبر مطالب اجتماعية تهم كل الناس. دغدغ باسيل أفئدة الموجودين مطالبا بـ «رئيس ينتخبه شعبه، ينتفض على الفساد»، وبـ «دولة لا يمدد فيها مجلس نواب لنفسه وينتهك الصلاحيات».
نادى باسيل بـ «المساواة» في لبنان عبر «المناصفة» وليس «لبنان الـ70 مقابل الـ30 في المئة»، مطالبا بثالوث «المشاركة والطمأنينة والازدهار» الذي من غيره «لا استقرار»، متوعدا بـ «اننا نستطيع ان نقطع الطريق اذا حُرمنا من حقوقنا». وبلغ التفاعل الجماهيري ذروته عند رفض باسيل «رئيسا لا يفهم إلا بلغة الخشب»، و «رئيس حكومة تابعا، نقول له إن لبنان سيبتلعك أنت وفسادك».
توجه رئيس التيار الى أبناء المناطق بالقول: «صوتكم للمقاوم، وليس للإرهابي. وبأصواتكم يا أبناء المناطق ستحررون لبنان. ونحن في التيار الوطني الحر نريد أن نحرر كل اللبنانيين من كل وصي، ونرد كل نازح الى أرضه كي يبقى لبنان للبنان وتبقى أرضه».
تحدث باسيل عن «تحماية» قام بها التيار أمس، وهو بذلك يتوعد الأخصام بأن تحركات التيار آتية «في ساحة قصر الشعب» في بعبدا. ولعل أهم ما توعد به أخصامه كان قوله «من سيحرمنا من حقوقنا سنحرمه من الوجود معنا في هذا البلد».
على ان الحشد لم يُحبط من عدم ظهور الزعيم «المريض» الذي أطل في نهاية التظاهرة، عبر شاشة عملاقة، حيا عبرها المتظاهرين، مخاطبا إياهم بـ «يا شعب لبنان العظيم». وقال: «أنا فخور بكم اليوم وسأبقى فخورا لأنكم حافظتم على التيار الوطني الحر، وعلى الرسالة بتضامنكم وإخلاصكم. وبتضامنكم وأخلاقكم ستحافظون على الوطن. وكما ناديتكم بالامس ولبيتم النداء، أشكركم على اللقاء المجيد اليوم الذي سيكون بداية إصلاح لوطننا وعودة الى تاريخه».
وعند انتهاء كلمة عون، اختتم التجمع ـ المهرجان، الذي استقطب فنانين متعاطفين مع عون، من دون ان يعلن عن خطوته المستقبلية. والعونيون يتبعون بذلك سياسة «الخطوة خطوة»، من دون الإفصاح عما يخبئونه، وبما ان كرة الثلج تكبر، لا بأس بمواصلة النضال على الأرض أو «الاقتراع بالأقدام».. ولو من دون حلفاء.

  • شارك الخبر