hit counter script

مقالات مختارة - وليد معلوف

ما يحتاجه الحراك لتحقيق التغيير

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 06:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

الشبّان الذين أطلقوا شرارة «الحراك المدني» في 22 آب الماضي أخطأوا في البداية بالمطالبة بأهداف لم تكن منطقية، لكنّهم اليوم يتصرّفون بشكل صحيح، ولا سيّما لجهة وضعِم انتخابَ رئيس للجمهورية في سُلّم أولوياتهم، ودعوتِهم رئيسَ الحكومة تمّام سلام للنزول إلى مجلس النواب للحَضّ على انتخاب رئيس، على أن يؤازرَه «الحراك» بتطويق مبنى البرلمان من الخارج. هذه الطريقة الوحيدة لممارسة الضغوط للدفع في اتّجاه وضع تطبيق الدستور على سِكّته الصحيحة.

المطلوب أوّلاً انتخاب رئيس، ومِن ثمّ يتمّ التوَصّل إلى قانون انتخابي جديد تَجري على أساسه الانتخابات التشريعية التي سيَنبثق عنها مجلس نيابي جديد وحكومة جديدة. ولا مانع من ترشيحهم لشخصية مارونية تُمثّل آمالهم للبنانَ أفضل ويدعمونه بشكل مدروس ومنَظّم للرئاسة الأولى.

ولكي يحقّقوا التغيير المنشود، على هؤلاء الشبّان أن يُحَضّروا أنفسَهم لخوض استحقاق الانتخابات النيايبة المقبلة بتحضير لائحة من 128 مرشّحاً تراعى فيها التوازنات الطائفية ويَخوضوا فيها الانتخابات على صعيد لبنان. فحملة التنظيف يجب أن تكون من الأسفل إلى الأعلى. فإذا لم يَدخلوا البرلمان، فكيف يمكن لهؤلاء الشباب إحداث التغيير المرتجى؟

هذه النقاط لا يجوز للحراك الشبابي المساومة عليها وأن يستمرّوا في الضغط لتطبيقها، وأن يُوَسّعوا مروحة المشاركة لتنضمّ إليهم قوى ناشطة أخرى من المجتمع المدني.

أمّا السبيل إلى ذلك فيكون بتشكيل الشباب للجان مختصة وتوزيع العمل في ما بينهم، فعلى سبيل المثال، أن تتابعَ لجنة سيرَ التظاهرات وتنظيم تحرّكاتها، فيما تتولّى لجنة أخرى التركيزَ على استحقاق الانتخابات التشريعية وتحديث القوانين.

لقد بيَّنت مجرَيات الجلسة التي عَقدها مجلس الأمن الدولي، والتي ناقشَ خلالها الوضعَ اللبناني من خارج جدول الأعمال، أنّ معظمَ العواصم الدولية تقَيّم الحراك إيجاباً، لكنّها تلتقي على نقطة واحدة وهي أولوية انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

الولايات المتحدة خصوصاً تدعَم المطالب الديموقراطية والمحِقّة للشعوب، وبالتالي مساندتُها للحراك الشبابي في لبنان تندرج في إطار انزعاجها من قوى «14 و8 آذار» على حَدٍّ سواء. السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل كان واضحاً بتأييده هذا الحراك طالما تُحترم فيه الأصول ويتصرّف فيه الشباب بطريقة حضارية ومسؤولة.

لقد سَبق وخضتُ الانتخابات النيابية عام 2009 في الشوف لتغيير الوضع القائم، لكنّ النظام المتجذّر لم يكن يسمح بحالات انتفاض عليه. اليوم أستشفّ بصيصَ أمَل في هذا الحراك، لكنّ نصيحتي إلى هؤلاء الشباب ألّا يدَعو هذا التحرّك مجرّد فورة دم، بل فلتكُن خطواتهم منطقية ومسؤولة، وأن يكونوا التغييرَ الحقيقي والجذري في بلاد الأرز.
 

  • شارك الخبر