hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

بعد تِحمَاية ساحة الشهداء... التيار: غــداً إلى قصر الشعب

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 06:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعدما اعتبر النائب ميشال عون أنّ الحراك المدني سرقَ شعاراته وطلبَ من مناصريه عدمَ المشاركة في تظاهرة 29 آب الماضي، داعياً إلى تحرّك لـ«التيار الوطني الحر» «السبّاق» في محاربة الفساد، توافد «البرتقاليون» من وزراء ونوّاب وحزبيين ومؤيّدين من المناطق اللبنانية كافّة إلى ساحة الشهداء ليُعبّروا عن تأييدهم للجنرال.نزل آلاف «العونيين» إلى ساحة الشهداء تلبيةً لنداء الجنرال تحت عنوان «الانتخابات وحدها بتنَضِّف». ولدى سؤالهم عن مطالبهم يكون الجواب واحداً: «نريد استعادة حقوقنا». حقوق تختلف من شخص لآخر، فتتراوح بين القضايا الحياتية من مياه وكهرباء وإيجاد حلٍّ لمشكلة النفايات، إلى انتخاب رئيس للجمهورية مباشرةً من الشعب، هو بالنسبة إليهم «الجنرال ميشال عون».

أحد مناصري «التيار» الذي أتى من عكّار يردّ على كلّ الأسئلة بجوابٍ واحد: «عون وبس». مناصِرة أخرى أتت حاملةً مكنسة «لتكنيس الفاسدين الذين سرقوا الشعب اللبناني». محامٍ من ضمن وفد كلية الحقوق والعلوم السياسية اعتبر أنّ المطلب الأول والأهم هو إقرار قانون انتخابي نسبي يسمح بإيصال صوت المواطن.

شابّ يحمل علم «حزب الله» أتى من الضاحية الجنوبية ليطالب بإيجاد حلٍّ للأزمة المعيشية وللكهرباء بالإضافة إلى إنتخابات نيابية ورئاسية، مؤكداً وجوب «وصول رئيس قوي، الذي هو العماد ميشال عون، إلى موقع رئاسة الجمهورية، فيما قوى 14 آذار» ترفض ذلك».

وفود لحركة «أمل» و»حزب الله» شاركت في التحرك العوني، وتمّ الترحيب بها عَلناً، على رغم أنّ عدداً كبيراً من مناصري «حزب الله» لم يَحملوا أعلاماً أو يافطات تدلّ على أنهم من «الحزب»، ما يشير إلى وجود إرادة لإظهار مشاركة «الحلفاء» على أنّها محدودة.

إنتفاضة الحرية

يَعتبر عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب فريد الخازن أنّ «هذا التحرّك هو انتفاضة الحرّية والاستقلال من نظام المحاصَصة الفاسد والمفسد وضد الأكثرية الفاعلة التي تحمي هذا النظام». ويقول لـ»الجمهورية»: «حاولنا التغيير من داخل السلطة ونجَحنا في بعض القضايا وعجزنا في قضايا أخرى»، معتبراً أنّ «الوقت ليس وقت تحليل وربّما نستقيل في المرّة المقبلة».

من جهته، يَعتبر النائب عباس هاشم أنّ «الاستقالة من المجلس النيابي أو الحكومة ليست تعبيراً عن الرفض بمقدار ما هي انسحاب من المواجهة»، مشيراً إلى أنّ «مأساتهم معَنا أنّنا لم نقبل أن نكون جزءاً من فسادهم وتقاسمِهم لبعض فتات المائدة».

ويؤكّد لـ«الجمهورية» أنّ «هذا المشهد الشعبي سينعكس على طاولة الحوار». وعن مطالبتهم برئيس من الشعب على رغم أنّ «التيار» لم ينتخب رئيسَه، يقول هاشم: «انتخابات رئاسة «التيار الوطني الحر» الأخيرة هي قمّة الديموقراطية، والفوز تمَّ بالتزكية»، مضيفاً: «تمَّ اختيار الأنضَج سياسياً والأكثر خبرةً».

أمّا النائب آلان عون الذي انسحبَ لصالح الوزير جبران باسيل تفادياً لشرخٍ وانقسامٍ داخلَ «التيار»، فيشَدّد على أنّ «اعتبارات الانتخابات الحزبية مختلفة كلّياً عن اعتبارات الانتخابات النيابية».

ويوضح لـ«الجمهورية» أنّ «حلّ الأزمة السياسية في لبنان يكمن في انتخابات نيابية وإعادة تكوين السلطة أو عبر انتخاب رئيس للجمهورية مباشرةً من الشعب، فالقوى السياسية عاجزة ويجب إعادة الكرة إلى ملعب الشعب»، مؤكّداً «أنّنا مستمرّون في الضغط من داخل المؤسسات ومن خارجها عبر الشارع».

دعم فنّي

الفنّانون حضروا أيضاً ليُعبّروا عن دعمهم للجنرال، الفنانون أنفسُهم الذين شاركوا في «تحرّك 29 آب»، حيث كان الشعار العام والكبير «كلّن يعني كلّن فاسدين».

ويقول الملحّن سمير صفير لـ»الجمهورية» إنّ «المجتمع المدني أخطَأ في التعميم وإنّ السلطة تضمّ مَن هو فاسد ومَن هو نظيف»، مؤكّداً: «أنا مع كلّ شخص يطالب بقانون انتخابي جديد، ومَطالب الجنرال ميشال عون تُمثّلني».

ويرى الفنّان معين شريف أنّ «كلّ شخص يُعمّم الفساد يكون جاهلاً، وهذه هي المشكلة مع حملات المجتمع المدني»، مشيراً إلى أنّه يشارك في هذه التظاهرة لأنّ «العماد ميشال عون كان أوّل مَن وقف في وجه الفساد وطالبَ باستعادة الصوت، وأنّ مطلبَه الدائم يتقاطع مع مطلب التحرّك بانتخاب رئيس للجمهورية مباشرةً من الشعب».

وفود تأخّرَت

وفود ومواكب عدة لم تستطع الوصول أو تأخّرَت في الوصول إلى ساحة الشهداء، وفقَ المنظمين، إمّا بسبب زحمة السير «الخانقة»، أو بسبب «إقفال أصحاب الباصات الذين تمّ التعاقد معهم خطوطهم في اللحظات الأخيرة».

بدأ الاحتفال قرابة السابعة مساءً بعدما كان مقرّراً أن يبدأ الساعة الخامسة والنصف وكانت الكلمات «السيا-فنية» هي الغالبة. فبعد النشيد الوطني اللبناني كان الافتتاح مع هتاف الفنّان معين شريف «لبّيك نصر الله ولبّيك يا جنرال»، أمّا الشاعر نزار فرنسيس فقال في كلمته إنّ «مَن يملك كرامة موجود في الساحة اليوم».

وبعد توقّف الاحتفال للحَظات احتراماً لرفع آذان المغرب، حيّا الملحّن سمير صفير «الجماهير الراقية»، وتوجَّه إلى الناشط أسعد ذبيان في حملة «طِلعت ريحتكم» قائلاً «تعلّم كيفيّة احترام الآخر». أمّا الفنان زين العمر فاعتبر أنّ «الجنرال بَيّ التغيير وحاولتُ أن أتوقّف عن حبك إلّا أنّني أحببتك أكثر لأنك الأشرف». ورفعَ إحدى الشارات التي تحمل شعار «التيار الوطني الحر» وقبّلها.

بعد انتهاء «المهرجان الفنّي»، حضر رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ليلقيَ كلمته، ولم يشارك في التحرّك إلى جانب «الحزبيّين» والمؤيّدين كما فعلَ زملاؤه نوّاب التيار ووزراؤه.

باسيل

وقال باسيل: «يريدون حرماننا من الحلم، وحلمُنا أن يكون عندنا دولة وليس مزرعة، ونحن أولاد هذه الأرض. نريد رئيساً حرّاً ينتخبه شعبه ويمتلك قراره في قوّته الشعبية والدستورية، نريد رئيساً نظيفاً لا يُغطّي الفساد بل ينتفض عليه، ونريد دولة يكون فيها مجلس نواب لا يُمدّد لنفسه وينتهك الصلاحيات.

حُلمنا بدولة يحمينا فيها القضاء، ويكون فيها أمن وقوة في جيشه، وفيها إعلام يُنصِف الأوادم ويُحاسب المجرمين، نريد دولة يكون فيها كهرباء 24/24 بالطاقة المتجدّدة، دولة لا تكون في يد الفاسدين، نريد دولة يكون فيها مياه لا أن يوقِفوا السدود بحجّة البيئة».

ولفت إلى «أننا نُريد أن نتساوى في الدولة، لا نريد أنّ من يدفع الكهرباء لا يحصل عليها، فيما الذي لا يدفع يحصل عليها ويقطع الطرق، ونحن يمكننا قطع الطريق إذا حُرمنا من حقوقنا»، مشدّداً على أنّ «النفط ليس للمحاصصة بأيدي السياسيين ويكون رهينة للخارج. نريد ضماناً للشيخوخة وضماناً صحّياً واجتماعياً للجميع، والأهم نريد المساواة في هذه الدولة بالواجبات والحقوق. نحن اليوم في «التيار الوطني» سنَحرم من يحرمنا حقوقَنا».

وأشار إلى «أننا لا نريد أن يلجَأ اللبنانيون الى الخارج لطلبِ الحماية، فالمشاركة والطمأنينة تؤمّنان الاستقرار. والدوَل التي تمارس الوصاية لا يمكنها أن تؤمّن الاستقرار بلا رغبة اللبنانيين»، مؤكّداً «أننا لا نقبل برئيس لا يفهَم إلّا بلغة الخشب، ولا برئيس للحكومة تابع، ونقول له إنّ لبنان سيَبلعك».

وتوجَّه باسيل الى أبناء المناطق قائلاً: «صوتكم للمقاوم، وليس للإرهابي. وبأصواتكم يا أبناء المناطق ستحرّرون لبنان. ونحن في «التيار الوطني الحر» نريد تحريرَ جميع اللبنانيين من كلّ وصيّ، ونردّ كلّ نازح الى أرضه لكي يبقى لبنان للبنان وتبقى أرضه».

وطالبَ اللبنانيين بـ«فتح الساحات أمام بعضهم والتلاقي وتنظيف الساحات من الزعران»، مضيفاً: «ننادي كلّ حرّ بالنزول الى الانتخابات لنبذِ كلّ عميل وفاسد، فنحن تيار المشاركة والشراكة. والغد نحن نصنعه بالكرامة والعزّة، ولا ننتظره بالاستسلام والرضوخ».

ولفتَ إلى أنّ «التغيير تواجهه صعوبات، واليوم ستصعب القصّة أكثر، لأنّهم سيعرفون أكثر من هو التيار الوطني الحر»، معلِناً: «الله خَلقنا بشَراً، والعماد عون صنَعنا مناضلين، ومن يستسلِم ليس منّا».

وتابع: «اليوم دعَونا مناصري «التيار الوطني الحر» إلى ساحة الشهداء، وغداً جميع اللبنانيين إلى قصر الشعب، اليوم «تحماية»، وغداً سيعود التسونامي، فالمستقبل لنا وليس لغيرنا. نريد كهرباء ومياهاً ونفطاً وغازاً وقانوناً إنتخابياً يُمثّلنا، وأن ننتخب رئيساً للجمهورية»، مؤكّداً «رفض انكسار المسلمين والمسيحيين في لبنان، ومثلهم عدم انكسار لبنان».

عون

بعدها أطل العماد ميشال عون عبر الشاشة وألقى كلمة مختصرة بسبب «البحّة» في صوته. توجَّه إلى الموجودين في ساحة الشهداء قائلاً: «يا شعب لبنان العظيم أنا فخور بكم اليوم وسأبقى فخوراً لأنّكم حافظتم على «التيار الوطني الحر»، وعلى الرسالة بتضامنكم وإخلاصكم. وبتضامنكم وأخلاقكم ستحافظون على الوطن. وكما ناديتكم في الأمس ولبّيتم النداء، أشكر لكم اللقاء المجيد اليوم الذي سيكون بداية إصلاح لوطننا وعودة إلى تاريخه».

«ألله لبنان عون وبس» هتفَ الحاضرون طيلة الوقت، حتى خلال كلمة رئيس تيّارهم جبران باسيل. فالحالة «العونية» ما زالت مسيطرة وأقوى من الانتماء إلى الحزب ومبادئه، ولكنّها تعاني من الازدواجية، حيث يشارك في السلطة ويتَظاهر ضدّها، ويَذهب إلى التزكية في رئاسة التيار ويطالب من جهة أخرى بانتخابات رئاسية مباشَرة من الشعب.

ويبقى السؤال: هل استعراض القوّة الذي لجَأ إليه عون في خطوةٍ تسبق جلسة الحوار سيُمكّنه من فرض أجندته على المتحاورين لجهةِ أولوية الانتخابات النيابية أو الانتخابات الرئاسية من الشعب؟

  • شارك الخبر