hit counter script

الحدث - انطوان غطاس صعب

مسار الحل السوري الى أين؟

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 06:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يتداول في الآونة الأخيرة معطيات تفيد أن العقدة الكأداء في المشكلات الاقليمية تبقى الأزمة السورية، وأنه على هذا بدأت اجتماعات ولقاءات واتصالات بقيت بعيدة عن الأضواء لترتيب هذا الملف بما يسهّل الحلول لبقية الملفات الشائكة.

تشير مصادر ديبلوماسية الى أنه بالرغم من أن تجربة معالجة ملف "الكيميائي السوري" أثبتت أنه من الممكن ايجاد حلّ سلمي للأزمة السورية وبرعاية دولية، وحيث أن دمشق أبدت بدايةً تعاوناً كاملاً مع لجان حظر الأسلحة الكيميائية قبل أن تنقلب على تعهداتها وتعيد استخدام هذا النوع من الأسلحة.

وسجّلت في الآونة الأخيرة اتصالات، محورها موسكو، مع عواصم عربية واقليمية ودولية لبلورة رؤية موّحدة لمسار سياسي جديد تحظى بموافقة جميع الأطراف السياسية الاقليمية والدولية، لأن الشرط الأساسي لانجاح المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة كانت وستظلّ ضرورة اقرارها بأن استمرار المواجهات العسكرية هو بمثابة انتحار وتقويض عملية بناء سوريا جديدة، وان اطالة عمر الأزمة سيجرّ السوريين الى المزيد من الاقتتال ودمار بلدهم وتغذية النعرات الطائفية والمذهبية، بما يزيد من تعقيدات المشهد السياسي السوري الداخلي، ويسهّل تحركات المجموعات الارهابية التي تتحضّر، وفق معلومات أمنية غربية، لتفجيرات مقبلة في مناطق مختلفة من سوريا.

ومع أن المبادرة التي حاكها مساعد وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان تعطي جرعة دعم اضافية للنظام السوري ورئيسه، فان مصيرها الفشل الحتمي، على ما تعتقد المصادر، بالنظر الى المعارضة السعودية والخليجية عموماً لهكذا مبادرة قد تسمح باعادة تعويم موقع الرئيس الأسد.

ولا تستبعد أن تكون قمة الرئيس الأميركي باراك اوباما مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز محفزاً للطرف السعودي لكي يعيد وضع شرطه الأساسي لأي تسوية سورية مستقبلية القائم على رفض وجود الأسد وأي من أعوانه في السلطة، مقابل اعتراف سعودي بالاتفاق النووي بين الغرب وايران. واذا سجّل لهذه المقايضة أن تنجح، فانه حتماً نكون أمام مشهد سوري جديد يمهّد لتسوية اقليمية أوسع، مع يقيننا أنه يجب الانتظار أكثر، لأن للميدان كلمته في سوريا قبل بلوغ الحلول المرجوة.

  • شارك الخبر