hit counter script

مقالات مختارة - الفضل شلق

تاريخ آداب المدينة

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 07:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير

السياسة، الحوار، الاغورا، وسط المدينة، آداب المدينة.
في الحرب الأهلية انقطعت السياسة، تقطعت أوصال المدينة، أزيل وسط المدينة، ألغيت الاغورا، حل مكانها خطوط التماس.
بعد الطائف، عادت السياسة، وإن منقوصة، أعيد بناء الوطن ووسط المدينة؛ عادت الحياة زاخرة إلى المدينة ووسطها.
عادت الحرب الأهلية الصامتة، المشتعلة أحياناً، بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005.
انقسم لبنان بين تياري 14 و8 آذار.
أفرغ وسط المدينة مرة أخرى.
أفرغ الوطن من السياسة: الرئاسة فراغ، البرلمان تجديد، الحكومة سنديك.
موجة احتجاجات أخرى. عادت السياسة إلى وسط المدينة. لم يعد أهل السياسة إليها.
عادت الاغورا زاخرة بالحياة.
التف أهل السلطة حول السياسة:
لم يقابل أحد منهم المحتجين أو وفداً يمثلهم
مورس القمع ضد المحتجين
تم تجاهل مطالبهم
اعتبروا صبية من دون خبرة.
قرر أهل السياسة الحوار في ما بينهم (الكتل النيابية) وكأنها ليست هذه مهمتهم الوحيدة واليومية.
قرر أحد الأقطاب إرسال حملة لتظاهرة بديلة لاسترداد شعارات اعتبرها سرقت منه.
يتجاهل أهل السياسة آدابها وأن شرطها الأول هو الحوار لا مع أنفسهم بل مع الناس.
يتجاهل أهل السياسة أن موضع السياسة في الأزمات هو الميدان، وقد تحولت الساحة إلى ميدان.
حوار طرشان بين المجتمع وحكامه.
يخشى أن يتحول حوار الطرشان إلى مزيد من الاحتقان وإلى عنف.
تبدو السلطة وكأنها تبحث عن عنف كي تبرر نفسها.
تبدأ المسألة بالعنف الافتراضي. لقد جرى تدريب السلطة على ذلك.
ثاني شروط آداب السياسة هو التسويات وتراكمها. لا يضير السلطة أن تقبل تسوية ما.
لا تأتي الشرعية من استخدام القوة. يُخشى أن يفقد ما تبقى من السلطة شرعيتها.
عودوا إلى المدينة وآدابها، عودوا إلى السياسة وشروطها، عودوا إلى التسوية وتراكمها.
قدم الناس تضحيات كثيرة. حان الوقت كي تقدم تضحية ما. قامت نبوة إبراهيم على التضحية بابنه.
أهل السياسة عندنا لا يريدون التضحية بأحد منهم. لا يكفي التضحية بوزير بائس. حجم المأساة يتطلب تضحية أكبر بكثير.
 

  • شارك الخبر