hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

عندما تخاف السلطة!

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 06:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تدريجا يكشف الحراك المدني عن أوراق يملكها قد تكون موجعة أكثر بكثير من مجرد الانفلاش في وسط بيروت و"استدعاء" المزيد من "المؤمنين" بأن هذا النوع من التحرّكات الشعبية العفوية، وغير المرتبطة بأجندة عمل واضحة المعالم حتى الان، قد تشكّل فعلا بصيص أمل، وربما بذور ثورة على الامر الواقع.
فكرة اقتحام وزارة البيئة كانت جريئة ونوعية، وربما في لحظاتها الاولى فاجأت السلطة الامنية. قد يتكرّر الامر مع وزارات أخرى، ومؤسّسات عامة. الاضراب عن الطعام يوازي تظاهرة مليونية!. ماذا يعني ان يقضي بضعة شبان ساعات واياما، وقد افترشوا الارض أمام وزارة البيئة، مطالبين باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق، مع أمعاء خاوية قد تؤدي الى تدهور حالتهم الصحية؟
على هذه الحال ننتظر المزيد من الافكار المفاجئة من جانب من قرّروا ان النزول الى الشارع هذه المرّة ليست مجرد نزهة، بل مسار طويل لن ينتهي، برأيهم، إلا بغالب ومغلوب. لا مكان هنا، كما على طاولة السياسيين، للحلول الرمادية. خرج متظاهرو وزارة البيئة من مكاتبها ليلا من دون ان يتمكّنوا من تحقيق مطلبهم باستقالة الوزير، ثم عادوا مجددا الى باحتها الخارجية باصرار أكبر على المطلب نفسه.
من وزراة البيئة، الى العمل، والداخلية، والكهرباء، والشؤون الاجتماعية... وصولا الى أماكن"تعديات" الدولة على المواطن، تبدو أجندة المتظاهرين حافلة، غير آبهة بضغوط السلطة للالتزام بضوابط محدّدة. لن يبدو مستغربا ان نرى المتظاهرين لاحقا امام إحدى الدوائر العقارية، ينصبون الخيم ويفترشون الارض الى حين القضاء على آخر فاسد داخل إدارة رسمية!
كل ما يحمله هذا الحراك السلمي هو جديد على "ضرس" الطبقة الحاكمة. حماسة زائدة، ومتواصلة، لم تعرفها السلطة السياسية منذ التسعينيات. مدّ شعبي يرفع راية التغيير بأن لا إمكانية للتعايش مع الازمات والمخالفات والتعديات بعد اليوم. ثورة على قوى الاحتلال الداخلية، لعلّ عصبها الاساس الايحاء المنظّم بأن ما يجري على الارض هو كرة ثلج حقيقية ستكبر كلما عاندت قوى السلطة، وستصغر كلما خضعت هذه القوى لارادة "المتمرّدين" وذهبت نحو محاسبة نفسها.
المؤكّد حتى الان أمران: لا تراجع لقوى الحراك السلمي عن النبش في قبور الفساد ورموزه، أملا في تسجيل اختراق يمكّن من كسر تابوهات حاصرت اللبنانيين منذ عمر الطائف. الامر الثاني. السلطة خائفة. وهذا غريب على النسيج اللبناني لان العكس كان دائما هو الصحيح... ربيع "الثورة" يبدأ من هنا، رغم ملامح التعثر التي وسمت بعض تحركات المنظّمين في أكثر من مكان.
 

  • شارك الخبر