hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ايلي الفرزلي

النواب للمتظاهرين: هذه أولوياتنا.. نفذوها!

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 07:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير

لمن لا يعلم. كان مجلس النواب اللبناني أمس على موعد مع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. ليست الجلسة الأولى ولا الأخيرة. هي الحلقة الثامنة والعشرون من مسلسل ممل، لا شأن له سوى التأكيد على سقوط المؤسسات الدستورية. وهو سقوط صار مكرساً بفعل التجربة والزمن والفراغ. منذ عشر سنوات أعلنت السلطة اللبنانية انتهاء زمن المؤسسات، لتحل محلها مؤسسة الحوار حيناً ومؤسسة «س ـ س» حيناً آخر، وهكذا دواليك.
في التاسع من الشهر الحالي سيلتئم الحوار الوطني مجدداً. يتبين يوماً بعد آخر أن تلك المؤسسة هي الوحيدة التي ما تزال عاملة في البلد، فيما الشغور يتجذر في رئاسة الجمهورية، والشلل يغزو مجلس الوزراء بعدما يكاد يقضي على مجلس النواب، الذي تحولت ساحته والطرق المؤدية إليه، أمس، إلى ساحة جريمة بحق أسراب الحمام التي اطمأنت إلى أحضان الفراغ، فإذ بنواب يفاجئونها برعونتهم، ويقتلون منها أربعة.
نزل النواب إلى المجلس، فيما تابع المقاطعون غيابهم، كما لو أن شيئاً لم يكن. في الغياب والحضور اتفاق على أن مجلس النواب ليس الجهة الصالحة لاختيار الرئيس. هو فقط الأداة التنفيذية لاتفاق يعقد خارجه.. وتحديداً خارج البلد. أما الحوار، فلا يعد بالكثير في هذا الصدد، وإن كان يضع البحث في مسألة رئاسة الجمهورية ضمن جدول أعمال مؤلف من سبع نقاط، وليست أزمة النفايات من ضمنه، بالرغم من أنه يبدو جلياً أن ملفها هو الأكثر حاجة إلى حوار وطني، بعدما ثبت عجز الجميع عن حلِّه في إطار المؤسسات المعطلة.
ولأن جلسات الانتخاب تحولت إلى فرصة للنواب لإعلان مواقفهم من قضايا الساعة، فقد تركزت أحاديثهم أمس على الحراك الشعبي المستمر منذ أسبوعين وعلى «حوار الضرورة» الذي يعقد بعد أسبوع. وللمفارقة، فإن كل الطبقة السياسية بكل تناقضاتها تقف إلى جانب محاربة الفساد والمفسدين، لكنها لا تعتبر نفسها معنية بالتهمة أولاً، وتخشى على الحراك من سوء القيادة والاستغلال ثانياً، ولا تتردد في السعي إلى تحويل أهدافه ثالثاً.
الرئيس فؤاد السنيورة مع الحراك «لأنه نتيجة ألم الناس»، وإن كان يبدي خشيته ممن يسعى إلى تسلقه. أما على الصعيد الشخصي، فهو ليس من بين المتورطين في ملف النفايات، على ما يقول. وأكثر من ذلك، هو يعتبر نفسه مستهدفاً بسبب نجاحه: «أنا على مدى 25 سنة في عملي بالشأن العام، وبكل تواضع، كنت مستهدفاً كالشجرة المثمرة». كما أكد أنه لا يملك أسهماً لا في «سوكلين» ولا غيرها، مشيراً إلى أن «لا علاقة لي بأي عمل له علاقة بالدولة وبالحكومة لا من قريب ولا من بعيد ولا حتى في عاشر درجة، وليس لدي اي علاقة وهي كلها ادّعاءات واتهامات باطلة».
السنيورة كان واحداً من 37 نائباً فقط حضروا جلسة الانتخاب. وهؤلاء لا يتخطون ثلث عدد نواب المجلس، فيما الانتخاب بحاجة إلى الثلثين! هؤلاء الصامدون، استمعوا مرة جديدة إلى الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر يتلو بيان تأجيل الجلسة بسبب عدم اكتمال النصاب.. وهذه المرة إلى الاربعاء 30 أيلول الحالي.
كانت الجلسة فرصة للقاءات متفرقة بين النواب الذين لم يلتقوا من زمن. تسامروا وتسايروا بأمور البلد وتحركاته، ولم ينسوا التباحث بشؤون الحوار وفرص نجاحه. أما اللقاء الأبرز، فكان بين السنيورة والنائب جورج عدوان، العائد إلى الضوء، بعد غياب استمر لأشهر.
شدد السنيورة على أن الأولوية يجب ان تبقى لرئاسة الجمهورية. ودعا الجميع الى تحديد البوصلة وعدم الانحراف عنها وهي رئاسة الجمهورية والحفاظ على الميثاق والمؤسسات الدستورية. وفي هذا السياق، رفض السنيورة «اعتبار مشكلة ملف الرئاسة مشكلة إقليمية»، مشيراً إلى أنه «لا يجوز التبرؤ من المسؤولية، علماً أن المشكلة الإقليمية أيضاً تسبب بها أطراف لبنانيون، من خلال التورط الذي قام به «حزب الله» في التدخل في سوريا، وهذا مثل شخص أمسك بحبل ربط به لبنان وعلَّقه بالأزمة السورية ثم يقولون إن الأزمة مرتبطة بالوضع الإقليمي، فأنت من ورَّط لبنان بهذا الأمر».
ومع ذلك، رأى السنيورة أن «هناك إمكانية كبيرة بأن تكون هناك مبادرة لبنانية من اجل محاولة الخلاص من هذا المأزق الذي وضعنا أنفسـنا فيه، ومن الطبيـعي لولوج الحل ان نبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية، فإذا قرر اللبنانيون ذلك فليشرِّف الجميع الى المجلس لانتخاب الرئيس».
أما عدوان، فتوجه الى اللبنانيين بالقول «لا تسمحوا بتصرفات خاطئة تنتزع المطلبية السليمة النقية الطاهرة التي تطالبون بها». ودعاهم إلى «الابتعاد عن أي عمل يمكن أن يؤلب الرأي العام ضدكم، لأن معكم كل الحق وكل الناس، وعلى الجميع التعاون حتى نعيد القطار على السكة الصحيحة».
بالنسبة لعدوان لا يمكن معالجة السرطان بحبوب الأسبرين، و «لا علاج يمكن أن يتم إلا في الشكل التالي: انتخاب رئيس الجمهورية (ليس نص نص ولا رئيس تسوية إنما رئيس لا يكون عليه أي مأخذ لا في تاريخه ولا في سلوكيته)، ثم قانون انتخابي جديد (يعتمد النسبية) يسمح للبنانيين بأن يعبِّروا عن إرادتهم بمختلف فئاتهم».
وفي مسألة النفايات، ومع تفهمه أنه لا يمكن تطيير الحكومة في هذه الظروف، إلا أنه اعتبر أنه من حق الناس أن يعرفوا الحقيقة، وصولاً إلى «السؤال الأهم: من هو الساحر الذي ضبط المناقصات او المزايدات حتى ترسو على اولئك الاشخاص تحديداً؟»، مشيراً إلى أنه «أصبح لنا اكثر من عشرين سنة في قصة الزبالة ولم نعرف الخيط الأبيض من الخيط الأسود».
أما بالنسبة للحوار، فقال إن «القوات اللبنانية ستتخذ قرارها خلال 48 ساعة، إنما مشاركتنا تتوقف على أجوبة للأسئلة الكثيرة والمهمة التي نطرحها على أنفسنا.. ومن ثم هناك سلسلة اتصالات سنجريها مع كل الفرقاء لمعرفة كل فريق كيف سيتعاطى مع هذه الامور».
زميل عدوان في الكتلة، النائب انطوان زهرا، شكك في إمكان وصول الحوار إلى نتائج خصوصاً في موضوع الشغور الرئاسي «لتمسك حزب الله بتأييد عون». فيما رأى النائب مروان حمادة أن الحوار يمكن أن يعالج أسباب التعطيل ويسمح بانتخاب رئيس الجمهورية.
أما بشأن الحراك المدني، فأشار زهرا إلى ان الحراك أصبح «هايد بارك»، كما تحول من مطالب محقة ومشروعة إلى محاولة لخلق فوضى شاملة.
من جهته، ومن تأكيده على أحقية المطالب، سأل النائب سيرج طورسركيسيان: لماذا لم نر شعار «لا للسلاح غير الشرعي» خلال التظاهرات.
 

  • شارك الخبر