hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

إفتتاح اعمال مؤتمر "الواقع العربي الى أين: سيناريوهات المستقبل

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 14:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بدأت، صباح اليوم، في فندق كومودور، اعمال مؤتمر "الواقع العربي الى أين: سيناريوهات المستقبل"، الذي تنظمه الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية، ومنتدى حوار الثقافات والحوار العربي - العربي، وحضره عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني في عدد من الدول العربية.

كلمة تعريف بالمؤتمر وبالهيئة من مديرة الحوار سميرة لوقا من مصر، ثم تحدث رئيس الطائفة الانجيلية في مصر ومدير عام الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية الدكتور اندريه ذكي فقال: "انه يصعب قراءة الواقع العربي هذه الايام مهما حاول الباحثون، أو في رصدها نظرا لتغيراتها وتبدلاتها"، مشيرا الى انه "في العالم العربي اليوم حراك سياسي أيا تكن تسمياته سواء كان ربيع ام خريف أم ثورة، لأننا لا نقف أمام التسميات، ولأن الحقيقة الوحيدة هي وجود حراك ومن الصعب قراءة نتائجه"، لافتا الى "الازمات الاقتصادية والاجتماعية، والى دقة وحساسية قضايا مثل اللاجئين في بعض الدول، وايضا قضية المسيحيين العرب وضرورة عدم تجاهلها".

وتساءل ذكي عن كيفية الحفاظ على الحريات في ظل مواجهة الارهاب، ومثلها في الحفاظ على العلاقة بين الاغلبية والاقلية، واحترام الآخر، مركزا على "اهمية التبشير بثقافة الأمل".

وقدم استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور شفيق الغبرا تحليلا للاوضاع فقال: "ان الثورات العربية كشفت عن هشاشة النظام العربي من جهة، ومن جهة ثانية تم هدر فرص تلاقي جيل الشباب وما كان له ان يلعب دوره في التغيير"، متسائلا "ما الذي يحتاجه النظام العربي كي يقدم على الاصلاحات؟ وهل ينتظر هذا النظام المزيد من الانهيارات؟"

ولفت الغبرا الى أن مقومات الحرب الاهلية موجودة في كل مجتمع عربي ولا تحتاج إلا الى محركات، وهذا يعني انه مجتمع قائم على اسس خاطئة، مشيرا الى "المهمشين في المجتمع العربي والذين ليسوا الفقراء فقط وإنما هو تهميش يطال الفئات بالتمييز الممنهج وله خلفياته الدينية والطائفية والقبلية والجهوية والشبابية والاقتصادية، رابطا بين التهميش والعنصرية.

وراى أن العنف بات منتشرا أكثر وفي كل الاتجاهات سواء من إرهاب الدول الى إرهاب الجماعات غير الرسمية، موضحا أن الذي "يمكنه الوقوف ضد العنف ليس المهمشون بل الذيم يملكون الوعي السياسي"، وقال: "ان الواقع العربي يعيش في دائرة مغلقة يصعب الخروج منها. وان داعش ستفشل ولكن سياتي غيرها مثلما اتت بعد تنظيم القاعدة، ولأن مدرسة العنف السائدة في الوطن العربي هي نتاج فشل النظام العربي"، متوقعا "بروز مجموعات أكثر عنفا من داعش وسابقاتها طالما لا توجد حلول للازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".

وذكر ان الجيوش العربية ليست جزءا من الحل باعتبار ان بعضها يمارس الاعمال التجارية والمنافع الشخصية بالتالي علينا ان نتوقع مفاجآت والمزيد من التشظي العربي لأننا لسنا مهيؤون لمقاومة الازمات الاقتصادية العالمية.

ودعا الغبرا في الختام الى السعي لايجاد مشاريع سياسية توافقية لتخفيف الآلام وتشمل المسالمين والمعارضين والمختبئين وحاملي السلاح والمنفيين وغيرهم.

أما الدكتور رضوان السيد فقد وصف الحالة العربية بانها تعاني خمس مخاضات تتعلق بالاضطراب السياسي والأمني والمعيشي والانساني والتهميش والديني، مشيرا الى "الجانب الديني وكيفية الخروج من مأزقه"، وقال: "ان الدين الاسلامي يعاني إنفجارا هذه الايام وهذا نتاج تراكمات عبر عدة مراحل، أولها إعتقاد فئة دينية من الشبان ان الشرعية الدينية باتت مفقودة ومثلها الشرعية الوطنية. ان أخطر المفاهيم هو الجهاد خصوصا في حال استخدامه في الداخل وهو ما حصل"، لافتا الى "انشقاق في الدين لدى اهل السنة بعد بروز فئة لها تأويلها الخاص ومفهومها للقتال في الداخل الاسلامي".

وتابع: لقد حصل في سبعينيات القرن الماضي انشقاق في الدين، ولكن في العام 2013 حصل انفجار في الدين وسببه تهاوي التقليد الاسلامي وهيمنة الدولة الوطنية ومسائ تطبيقاتها، وهو ما أدى الى ولادة الحركات الجهادية، وما العنف الهائل الذي نشهده إلا ترجمة لهذا الانهيار في المؤسسة التقليدية، وعن عدم قدرة النخبة من تجديد في الدين.

وتطرق الدكتور هاني لبيب من مصر الى مستقبل الحضور المسيحي في الشرق فقال: "ان المسيحية العربية ليست كيانا غريبا عن الامة العربية فهي متاصلة في الارض العربية، وكان المسيحيون العرب رصيدا ايجابيا في بناء الحضارة العربية الاسلامية"، لافتا الى "زيادة شعور القلق والخوف عند المسيحيين على مستقبلهم بسبب انعدام الاستقرار السياسي والاجتماعي الناجم عن تنامي الاصوليات، وايضا بسبب تلاشي احلام الدولة الوطنية المدنية، وعدم تحمل الحكومات مسؤولياتها في القيام بواجباتها القانونية، وايضا في الحذر من تصدير فكرة مسؤولية المجتمع الدولي لكي لا يفسر الامر باعتباره دعوة للحماية الدولية والتدخل الدولي".

واشار لبيب الى التحديات التي تواجه الحضور المسيحي في الدول العربية وابرزها ضعف الشعور الاسلامي العام بخطر هجرة المسيحيين العرب، ونمو التطرف وعدم التسامح، وتنامي الخطاب الاسلامي الاقصائي، وتراجع الاجتهاد الاسلامي الواعي، واستغلال المسيحيين والتعامل معهم كأقلية وليس كمواطنين. مطالبا المسيحيين "بعدم التقوقع، وخلق وعي ديني مسيحي اسلامي، والترويج لقضية القدس باعتبارها قضية وطنية مسيحية اسلامية.

وعن الحالة الدينية في العالم العربي تحدث الدكتور محي الدين عفيفي من الازهر فقال: "ان معركة الارهاب اكبر مما نظن، ولا تحسمها اجهزة الامن لوحدها، بل انها معركة فكرية تحتاج الى تقديم الاسلام بصورته الصحيحة. مشكلتنا ان هذا الارهاب جاء في وقت صعب للغاية بعد ما سمي بالربيع العربي"، منتقدا "تولي شباب مسؤولية الفقه وهم لم يكملوا تعليمهم الديني حسب الاصول مما تسبب انتشار الأمية الدينية، مؤكدا "أن الأمية الدينية هي المسؤولة عن التطرف والارهاب".  

  • شارك الخبر