hit counter script

مقالات مختارة - كلير شكر

«التيار الوطني» إلى الشارع.. ماذا لو «وقع» التقصير؟

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 07:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير

مع أنّ محطة «أو تي في» وصفت اعتصام شباب وشابات حركة «طلعت ريحتكم» في وزارة البيئة لمطالبة وزيرها بالاستقالة بـ «الاقتحام»، ومع أنّ العماد ميشال عون طرح علامات استفهام كثيرة على التحرك ملمحاً الى وجود جهات تقف وراءه... الّا أنّ عونيين كثرا كانوا يتمنون لو كانوا مِن «مقتحميها» الى جانب «رفاق الشارع»، ولو أنهم فعلوها مع وزارة المالية حين كانت بقبضة «تيار المستقبل» بدلاً من الاعتراض بالورقة والقلم في كتاب «الإبراء المستحيل» الذي وضع في الأدراج.
خلال الأيام الأخيرة، راح برتقاليون أمضوا سنوات شبابهم في العمل النضالي بين توزيع المناشير والهروب من خراطيم المياه وملاحقة القوى الأمنية، يرصدون كل تفصيل له علاقة بالحراك المدني الحاصل في الشارع بين ساحتيّ رياض الصلح والشهداء، بحسرة فيها شيء من الغيرة. بعضهم لم ينتظر قرار قيادته ولا ضوءها الأخضر، ولا اكترث لتهمة «سرقة» الشعارات التي ألقيت على الحملة، كي يلاقي من سبقوه الى باحات الاعتصام، وقرر بمبادرة ذاتية منه أن يقول كلمته على طريقته.
أما بعضهم الآخر فسيتسنى له فرصة تعويض هذه الحماسة من خلال النزول الى الشارع يوم الجمعة المقبل ليرسم «التيار الوطني الحر» مساحة اعتراض خاصة به، على الأرض، مستقلة عن المساحة التي كرستها الجمعيات الشبابية التي انطلقت في تحركها من عنوان النفايات، لتطال قانون الانتخابات.
هكذا فرض الحراك المدني سقفاً لا يمكن لأي فريق حزبي آخر قرر النزول الى الشارع، أن لا يلامس هذا السقف، لا سيما وأنه قد تبين أن ثمة مزاجاً عاماً لدى اللبنانيين، من مختلف الطوائف والانتماءات السياسية، مؤيد لهذا الحراك المدني ومتحمس له بالرغم من كل الهفوات التي ترتكب والأخطاء التي تسجل والدفاتر القديمة التي تنبش.
عملياً، بدأت ماكينة «التيار الوطني الحر» الاعداد ليوم الحشد، والذي تريده «يوم حشر» تثبت خلاله أنها ما زالت «ملكة الشارع» وهي «أم الصبي»، لا بل صاحبة الحق الحصري في الشعارات التي رفعها قياديو الحراك المدني، بعدما اتهمهم رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» بـ «السطو» على «كنز» مبادئه.
ولكن ما لا يقله أي من العونيين، هو أنّ «التيار» ليس مخيّراً في العودة الى الشارع في هذه اللحظة بالذات، بعدما منح بركته المبدئية لمبادرة الرئيس نبيه بري بالجلوس الى طاولة الحوار، ما يعني تسليمه لمنطق الديبلوماسية الهادئة لحلّ الاشكاليات المطروحة. قد تكون من المرات النادرة التي تكون فيها «النزلة» مفروضة فرضاً.
ولهذا، فإن للجولة المنتظرة تحديات كثيرة، أبرزها:
ـ مهما كان حجم المشاركة التي سيفرضها «التيار» على مناصريه ومؤيديه لملاقاته الى ساحة الشهداء، فإنّ المقارنة بين مشهد يوم الجمعة وذلك الذي سبقه يوم السبت الماضي، ستكون حتمية. وهناك من القوى السياسية الخصمة من سيستخدم هذه الورقة للتصويب على قدرة «التيار الوطني الحر» التعبوية، خصوصاً إذا لم تكن على قدر التوقعات، وهو السيناريو الذي يراهن عليه كثيرون، بعد التجارب السابقة التي لم تكن على مستوى حضور العونيين في الشارع في زمن النضال.
ـ كما أنّ المنطق ذاته سيأتي بـ «القوات» الى كادر المقارنة، حيث ستجمع الصدفة مشهد يوم الجمعة بالقداس السنوي الذي تقيمه معراب على نية الشهداء يوم السبت والذي تعدّ له بكل قواها. وبالتالي أي تقصير من جانب العونيين في القدرات التحشيدية، سيسجل عليهم نقطة سوداء في سجلهم الانتقالي بين عهد ميشال عون وعهد جبران باسيل.
ـ يأتي هذا التحرك في مرحلة حرجة جداً من المسيرة التنظيمية لـ «التيار البرتقالي» الذي يشهد راهنأً حالة ارباك نتيجة التسوية التي أتت بباسيل رئيساً للتيار، وبدت سريعاً أنّها تقف على رمال متحركة، سرعان ما بلعتها. رزمة من المؤشرات تشي بأنّ كلام الليل لم يطلع عليه نهار. التعديلات على النظام الداخلي والتي بنيت على أساسها التسوية، صارت في مهب الريح. ونائبا الرئيس المفترض أنهما سيشبهان الخيار التوافقي، تمّ تعيينهما على طريقة غالب ومغلوب. وقرارات الفصل تقول لمن يترقب العهد الجديد: المكتوب يُقرأ من عنوانه. والضمانات التي حكي عنها، صارت كلاماً بكلام.
بالنتيجة، ستكون هذه الأجواء الملبدة عائقاً جوهرياً أمام توسيع رقعة حضور البرتقاليين على الأرض يوم الجمعة المقبل، لا سيما وأنّ الاحباط يصيب القيادات النضالية العتيقة التي هي في العادة دينامو التحرك الميداني ومفاتيحه.
هكذا، هناك من سيشغّل عداداته ليحصي عدد لابسي القمصان البرتقالية الذين سينزلون على الأرض، وسيعدّ سهامه لتصويبها على الرابية، في حال لم يلب الشارع نداء القيادة.
وكان العماد عون قد أكد بعد الاجتماع الأسبوعي لـ «تكتل التغيير والاصلاح» في الرابية «اننا سنشارك في طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري»، مشيراً الى «أننا نريد ان نرسخ شرعية ثابتة لا شرعية مزورة».
ولفت الى أن «رئيس الجمهورية لا يجب ان يكون مرهونا لأحد»، مشيراً الى «أننا نطالب بالانتخابات المباشرة للتحرر من الارتهان الداخلي والخارجي».
واوضح «أننا مع الشباب الذين يتظاهرون ولكن علامة الاستفهام هي اليوم حول من يحرك هؤلاء»، لافتاً الى «أنني أخشى الربيع العربي، وانا أخاف على لبنان من الربيع العربي، هذا الربيع الذي كان جهنم العرب، وما يخيفني أكثر بشارة الـ CNN ان لبنان صار على ابواب الربيع العربي».
وذكّر بأن «المطالب التي يطالب بها المتظاهرون نطالب بها من سنين عديدة، وكل المطالب محقة»، مشيراً الى «اننا لن نسأل لماذا لم تدعمونا عندما عرقلوا مشروعنا حول الكهرباء، ولا لماذا لم تأتوا معنا بعدة أمور أخرى. ليس هذا المهم بل المهم انكم وعيتم».
وأشار الى ان «الفوضى ليست الحل. تريدون الحل؟ طالبوا بالانتخابات التي هي وحدها يمكنها ان تغير الطقم السياسي بكامله. طالبوا بان تنتخبوا رئيسكم، فالانتخابات هي الحل وليس ضرب المؤسسات. تريدون ان تتغير الطبقة السياسية؟ طالبوا بقانون انتخابي يعبر عن ارادتكم. وحدها الانتخابات تنظف الوسخ»، داعيا المتظاهرين الى مشاركة «التيار الوطني الحر» في مظاهرته يوم الجمعة الساعة 5 ونصف في ساحة الشهداء.
 

  • شارك الخبر