hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ابتسام شديد

فتش عن بري وجنبلاط في الاستحقاق

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 07:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

الأزمة السياسية الممتدة من النفايات الى كل الملفات من تعطيل الحكومة وعمل المجلس النيابي الى الأزمة الرئاسية «مكانك راوح» ومؤشرات دخول البلاد في النفق الأمني والسياسي الخطير الذي يرتبه تحرك الشارع بدأت ترتفع على وقع نبض الشارع والتحذيرات من مخاطر دخول عوامل معينة على خط التحركات الشعبية، وقد كان لافتاً في هذا الصدد وبحسب مصادر متابعة، بروز ثلاث مبادرات على خط معالجة الأزمة المتفاقمة، أولها كانت مبادرة النائب وليد جنبلاط للاتصال بالرابية وايفاد الوزير وائل ابو فاعور الى دارة العماد عون حاملاً سلة اقتراحات للتفاهم حولها بعدما أدرك ان عون جرى تهميشه كثيراً و«ظلمه» في الملفات الداخلية من الرئاسة الى التمديد للأمنيين، الى كلام الرئيس نبيه بري في ذكرى الامام موسى الصدر باقتراب انعقاد طاولة الحوار التي ستجمع كل القوى السياسية المختلفة على كل شيء في البلاد، الى القمة الروحية التي انعقدت في بكركي لتحريك الملف الرئاسي المجمد منذ سنة ونصف ولو انها عقدت بدون توضيحات لغياب الشريك المسلم عنها.
وبدون شك فان تحرك رئيس المجلس لا يمكن ان لا يكون منسقاً مع اطراف كثيرة بحسب المصادر وخصوصاً مع المختارة التي كانت المبادرة في مد خطوط التواصل مع الرابية، وهذا التحرك موجه بدون شك لحماية الحكومة السلامية بعد التعطيل الذي فرضه تحرك الشارع ومقاطعة وزراء حزب الله وتكتل الاصلاح والتغيير الجلسات الحكومية ولاعادة الحياة الى المجلس النيابي وتدارك ذيول معركة التمديد وانعكاساتها السلبية على الوضع الداخلي بعد حالة الغضب التي اجتاحت الرابية على خلفية التمديد في قيادة الجيش وربطاً بذلك دخول جنبلاط على خط المعالجة لاشكالية تسريح قائد فوج المغاوير والحديث عن ترقية عدد من العمداء الى رتبة لواء، وبعد هذه الملفات ربما يأتي دور الملف الرئاسي الذي يبدو انه يتجه الى حلول كما تقول المصادر قد لا تكون بعيدة زمنياً .
ولكن هل تنجح المبادرات في ضبط الشارع الذي بات لا يمكن لهدير ماكينات تحركه ان تتوقف، وهل يمكن تحقيق اختراقات في الملفات الساخنة العالقة في التجاذب السياسي ؟ بدون شك فان الملف الرئاسي له امتداداته وابعاده الخارجية، تقول المصادر وحسابات اخرى تتصل بالوضع الاقليمي والتسوية في الملفات الساخنة ومناطق الاشتباك في المنطقة . اما عودة عون الى مجلس الوزراء او المجلس النيابي فمرتبطة بمواقف القوى السياسية الاخرى التي خاضت معارك في وجه الرابية وقبول هذه القوى بالشروط العونية لوضع قانون انتخابات نيابية ولانتخابات رئاسية من الشعب، غير ذلك فان الرابية لم يعد لديها ما تخسره وليست مستعدة لتقديم خدمات مجانية لأحد ومن هنا تقول المصادر يأتي تحرك بري ووليد جنبلاط لتليين موقف الرابية وكسب ودها بعد الجولات والاشكاليات التي حصلت.
وبموازاة تحرك بري وجنبلاط يبدو تحرك بكركي هو الآخر في دائرة الترقب بحسب المصادر من اجل توحيد الموقف في الملف الرئاسي، فلدى بكركي الكثير من الهواجس والمخاوف على مصير الرئاسة الأولى وسط هول الأخطار التي تحيط بالمسيحيين في لبنان والمنطقة وما يمكن ان يصيب المسيحيين في حال لم يتم اتفاقهم على رئيس قوي قادر على مواجهة الزلزال الذي يحصل في المنطقة. ومع ذلك يستمر القادة المسيحيون في مناكفة بعضهم مع إدراكهم ان الرئاسة لن تكون في اغلب الظن من نصيب الموارنة الأقوياء. وإذا كان «اعلان النوايا» بين الرابية ومعراب ساهم في تبريد الاجواء الرئاسية وتهدئة الخلاف وضبضبة الوضع داخل البيت المسيحي للقوات والتيار، فان ذلك لا يلغي ان لدى كل من جعجع وعون رؤيته المختلفة للاستحقاق كل من زاويته الخاصة، فالجنرال لا يزال يراهن على تبدل في الظروف وفي المعطيات تسمح له بالوصول الى الكرسي الرئاسي . وإذا كانت فرص جعجع الذي ترشح ثلاث دورات متتالية باتت واضحة وشبه ومعدومة ، فان زعيم الرابية لم يتسلل اليأس الى نفسه ولا يزال يعمل على الخط الرئاسي خصوصاً ان عون يعول على الموقف الأميركي ودعم حلفائه في الداخل له.
وفي هذا السياق تؤكد اوساط سياسية ان ثمة ما يحاك منذ فترة على خط المختارة وعين التينة خصوصاً ان رئيس المجلس منزعج من الشلل الذي يصيب الحياة السياسية وتعطيل مجلسي النواب والوزراء، وفي العادة اللبنانية والاستحقاقات الداخلية ثمة من يقول «فتش عن بري وجنبلاط» وعمن يرضى به الزعيمان ولو ان الاستحقاق مسيحي لكنه قبل اي شيء استحقاق داخلي ووطني يعني كل اللاعبين الأقوياء على الساحة، وترى الأوساط في هذا السياق ان لكل من الأسماء المارونية المتبقية في الأدراج فرصها الذهبية وحظوظها، ومن هنا قد يحتم العودة الى اسماء مارونية في الظل على غرار شخصيات مارونية تحبذ بكركي وصولها.
وفي المحصلة فإن المتغيرات والتوازنات الاقليمية ستحدد وجهة المعركة الرئاسية ويبقى حسم كيفية سير السفينة الرئاسية رهن ما سيجري في المطابخ الإقليمية بالتناغم والتلاقي مع المصلحة الداخلية وعندها يتكرر مجدداً سيناريو الحكومة التي ابصرت النور من دون ان يعلم احد اسرارها وجمعت الأضداد والأخصام في حكومة قامت بضبط الأمن وسدت منابع الإرهاب وطرق تسلله الى الداخل اللبناني.
 

  • شارك الخبر